البحث العلمى فى الجامعات العربية
" الإشكاليات وسيناريو المواجهة "




إعـــداد
أ.م.د. عصام توفيق قمر                       د. عزة جلال مصطفى
أستاذ أصول التربية المساعد                             مدرس الإدارة التعليمية
ورئيس قسم الأنشطة الاجتماعية والثقافية                      بشعبة بحوث التخطيط التربوى
بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية                بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية




ورقة بحثية مقدمة إلى :
الندوة الإقليمية : إدارة الموارد البشرية
ومتطلبات الارتقاء بمؤسسات التعليم العالى
لدول مجلس التعاون الخليجى
13-15 مارس 2007م
صلالة – محافظة ظفار
سلطنة عمان

مقدمـة :
تُعد الجامعة فى كل المجتمعات محط أنظار العالم ومعقد الآمال لكل سبل النمو والتطور التى ينشدها أبناء ذلك المجتمع ، وللجامعة ثلاث وظائف رئيسة ، هى التدريس والبحث العلمى وخدمة المجتمع وتنميته ، وهناك من يضع البحث العلمى وظيفة أساسية للجامعة أو وظيفة وحيدة ، ويتولى البحث العلمى إنتاج المعرفة وإثرائها وتنميتها ، والحقيقة أن البحوث العلمية تكتسب أهمية كبيرة فى تطوير أى مجتمع ، وإكسابه مكانة رفيعة بين المجتمعات الأخرى ؛ فقد أصبح العلم فى العصر الحديث العنصر الفاصل بين تقدم الأمم وتخلفها وبين قوة الدول أو ضعفها ؛ فالمعرفة هى القوة، ومن اكتسب المعرفة اكتسب القوة ، وبقدر ما تبذل الأمم فى سبيل البحث العلمى من جهود وأموال بقدر ما تتمكن من معطياته وتطبيقاته ، وبقدر ما يكون مستوى تقدمها وقوتها.
هذا وبالرغم من أن البحث العلمى – كما هو معروف – عمل جاد هادف وشامل يتصدى للمشكلات التى تعترض المجتمع فى سيره نحو التقدم والرقى إلا أن معظم البحوث فى الجامعات العربية ليست منبثقة من استراتيجيات واضحة ومحددة، ولا تهدف إلى حل مشكلات قائمة، أو تطوير تقنيات معينة تتطلبها جهود التنمية ، فهناك الكثير من البحوث تنجز سنوياً فى جامعاتنا ولم تؤثر إيجابياً فى الصناعة أو الزراعة أو التربية أو الإدارة أو غيرها . (1)
وربما يقودنا ذلك إلى التأكيد على مقولة أحد المتخصصين فى مجال البحث العلمى ، وهى : " أن البحث العلمى فى العالم العربى – خاصة الجامعات – يعد آلية من آليات التعليم وليس آلية من آليات التنمية، وأن الرسائل الجامعية التى تعد من أجل الحصول على الدرجة العلمية أو الترقى قد لا تُجاز على الإطلاق إذا كان الهدف هو خدمة التنمية ، وليس مجرد تمرين أو تدريب عملى على البحث " (2)  ؛ فالعلاقة واهية بين البحث العلمى فى الجامعات العربية والنشاط الإنتاجى فى المجتمع .
وإذا نظرنا إلى نصيب البحث العلمى المتواضع من ميزانية التعليم العالى( 4٪ للبحث العلمى مقابل 90٪ للتدريس بالجامعات ) ، لأدركنا أن التدريس هو الوظيفة الرئيسة الفعلية للجامعات العربية .(3)
وتجدر الإشارة هنا إلى أن البحث العلمى فى الجامعات العربية يتركز فى بحوث هيئة التدريس التى ينبغى إجراؤها للترقى للدرجة الجامعية الأعلى، وفى البحوث التى تجرى بواسطة طلبة الدراسات العليا وتحت إشراف هيئة التدريس للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه . ونظراً لأن الباحثين فى المجالات العلمية المختلفة داخل الجامعات وخارجها يحملون درجة الماجستير أو الدكتوراه ، أصبح دور الجامعات العربية فى مجال البحث العلمى هو إعداد القوى البشرية اللازمة لممارسة البحث، وتكون الدراسات العليا – بذلك - هى مجرد همزة الوصل بين التعليم العالى والبحث العلمى ، أما دور الجامعة المباشر فى تقديم خدمات بحثية لقطاعات النشاط الاقتصادى فهو محدود جداً .(4)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المهارات اللازمة لطرح الأسئلة الصفية

مقياس مقترح لقياس مهارات التواصل

المفهوم الحديث للمنهج