ما هو التعايش؟ للدكتور عمر خالد


هناك نقطة هامة جداً لابد أن أقولها وهي أنه ليس معنى التعايش إنك تفقد نفسك أو تفقد شخصيتك ولا أريد أن يعتقد أحد إني أتيت لأتحدث في هذا البرنامج من أجل أن نُميِّع شخصيات شبابنا ويصبحوا بلا شخصية.. فليس معنى التعايش أن أذوب. أعلم إنك ستقول كيف سأنفتح وأتعامل مع الناس بدون أن أفقد شخصيتي، ليس معنى التعايش للمسلمين في الغرب إنك تفقد إيمانك وتفقد هويتك الإسلامية وتقول أنا تعايشت مع الغرب.. لا، إن معنى كلمة تعايش إنه هناك طرفين، فإذا أصبحوا طرف واحد فلن يكون هناك معنى للتعايش ، فإذا ذابوا لن يكون هناك تعايش، وبالتالي لا يصلح أن يفرض الغرب ثقافته علي، ثم يقول لي نتعايش. لا يصلح أن تجعل شبابنا نسخة من ثقافة أخرى وهي ثقافة الغرب وبالقوة وهم مختلفين ثم تقول لي نتعايش، لا يصلح أن تحتل أرضي ثم تقول لي نتعايش.
فلا أريد أن يفهم أحد هذا البرنامج خطأ، فأنا أدعو للتعايش لكن التعايش ليس هو الذوبان، بل يعني أنه هناك طرفين يحترموا بعضهم البعض ويتعاملوا مع بعضهم البعض، هذه النقطة لابد وأن تكون واضحة جداً حتى لا يزايد أحد على الكلام الذي أقوله، فنعم نريد التعايش وديننا يأمرنا به وهو أول درس للبشرية.. ونريد أن نعلم شبابنا مهارات التعايش وهذا هو هدف البرنامج، وأيضاً كيف نتعامل ونعمل سوياً، كيف نقبل بعضنا البعض ونحترم بعضنا البعض، لكن ليس معنى هذا أن أفقد شخصيتي، وليس معناه أن يقول الغرب هي فرصة إنهم يتحدثوا عن التعايش، فيقولون هيا تعايشوا معنا لكن سنحتل أرضكم وتفقدوا شخصيتكم والأجيال التي ستخرج تكون مطموسة وليست لديهم هوية.. أقول لا، بل أنا سأتعايش وجذوري ثابتة في الأرض، سأتعايش ولن أذوب لأني معتز بإسلامي ومعتز بإيماني ومعتز بشخصيتي.

 

ولهذا سيكون البرنامج كله يحكي لنا قصص التعايش من تاريخنا، ولماذا من تاريخنا؟ لأقول للشباب انظر هويتك عظيمة، انظر إسلامك عظيم، تعايش وجذرك ثابت في الأرض، فلا أريد أن يزايد أحد على كلامي أو يقول أن دعوة للتعايش هي أن نفقد قيمنا، لا.. إن هذا عكس ما أريد قوله، وأنا أقول أني صاحب رسالة عالمية أنفتح على العالم كله وأنا معتز بشخصيتي، وهذا ليس كلامي.. النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا ويقول لنا: (( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه ))، ويخالط في معنى البرنامج هي التعايش، والذي لا يخالط الناس هو الذي أغلق على نفسه ثم يقول الحمد لله لم يقترب مني أحد.. ليس هذا الأحسن، بل الأحسن هو الذي يخالط ويصبر.

 

ويصبر على آذاهم تتضمن إنهم يريدون أن يفقدوه شخصيته، لا.. بل تمسَّك بشخصيتك لكن في نفس الوقت قل أنا قادر أن أتعايش معك وأتفاهم معك وأوجد مساحة مشتركة بيني وبينك رغم أني مختلف معك. إذا اتفقنا على هذا الكلام فهيا نتنقل للنقطة الثالثة وهي: قيمة التعايش في الإسلام، وماذا يقول في التعايش.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقياس مقترح لقياس مهارات التواصل

المهارات اللازمة لطرح الأسئلة الصفية

معايير اختيار المحتوى (الخـــــبرات التعليمية) لذوى الإحتياجات الخـــــاصة