التربية بالأهداف بقلم /دكتورة / فاطمة محمد عبد الوهاب
كانت راكبا بجواري في احدى الطائرات وعرف نفسه بأنه يعمل مستشارا في احدى الشركات العالمية العاملة في منطقة الخليج وأوضح اهتمامه بالأعمال الحرة والمهنية وأهمية اكتسابه للمهارات المناسبة لكل مهنة وقلت له إن اهتمامي بالتربية عامة وتربية الأطفال وتدريب المعلمين يجعلني أتشوق دائما لمعرفة المزيد والجديد في هذا الموضوع : ثم ابتسم وقال :
إن لي اثنان من الأبناء عانيت معهم كثيرا في التركيز والمذاكرة والاهتمام بالعلم والتعليم وأتناقش معهم كثيرا عن أهمية التعليم وتحصيل الدروس والتفوق وغير ذلك ولا توجد استجابة دائما غالبا يتم الاستجابة القليلة ثم لا يلبثون أن يرجعوا لقلة اهتمامهم بالمذاكرة ------------ومع تكرار كلامي معهم لاحظت تحدثهم بشغف عن السيارات وأنواعها ومركاتها ومميزات وعيوب كل منها وهنا جاءتني فكرة وسألتهم:
أي السيارات تحبون اقنائها عندما تكبرون وهنا أجابا بشغف الفيراري وهنا قلت لهم ممتاز ما رأيكم نذهب للمعرض ونرى كيف يمكن شرائها ------فأجابا بسعادة غير معهودة موافقين ... وذهبنا للمعرض وسألنا البائع ماذا تريدان وقلنا لهم هدفنا سيارة الفيراري ووصلنا إليها فأخذ الأولاد يتفقدانها ويركبانها ويتفحصانها ويتلمسونها ويكتشفون مميزاتها وغير ذلك بسعادة بالغة وشغف وحب وفرحة تملأ عيونهم ---- ثم سألنا البائع عن كل شئ وهممنا بالإنصراف فقال واحد من أولادي وما ثمنها ؟؟؟ سألنا البائع عن الثمن وانصرفنا ....
بعد العودة للمنزل جلست مع أولادي لأخبرهم عن كيفية شرائها وما هو القسط الشهري لها ... ووصلت معهم إلي انها تحتاج عمل له راتب مرتفع حتى نستطيع دفع القسط الشهري لها وأن هذا الراتب الشهري لا يتأتي إلا من شغل وظائف معينة وذات راتب كبير وأن هذه الوظائف لا يمكن الإلتحاق بها إلا لمن يأخذ مؤهل كذا وكذا حتي يستطيع العمل بها وبالتالي شراء السيارة ودفع قسطها وهكذا معهم .
وبعد هذا حدث تغيير كبير في طريقة تفكيرهم وفي اهتمامهم بالدراسة واقبالهم عليها وتحصيلهم للعلم وتفوقهم وبالفعل نجحت في اقناعهم بهذا واستمروا على ذلك طوال سنوات حياتهم الدراسية والآن :
والآن تحقق لأحدهم حلمه والتحق بالوظيفة واشتري السيارة التي كانت هدفا له من البداية والثاني في طريقه لذلك ما أجمل أن نزرع هدفا في نفوس وعقول أبناءنا ونسعي معهم جاهدين لتحقيقه .
تعليقات