بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
الثقافة البيئية من منظور تربوي
 
إعداد
غصاب منصور الصقر
المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار
مدرسة ظفار للتعليم العام
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الثقافة البيئية من منظور تربوي
لقد سعى الإنسان منذ بداية حياته وبكافة الوسائل المتاحة لديه ، إلى استغلال وتسخير أكبر قدر ممكن من الطاقات والموارد الطبيعية ؛ من أجل السيطرة على البيئة المحيطة به ، ومن أجل إشباع رغباته . حيث بدأ الإنسان حياته متجولا يعتمد على الصيد كمصدر وحيد لغذائه ، فقد سكن الكهوف واستطاع في هذه المرحلة من تحديد العلاقة الحقيقية بينه وبين الكائنات الأخرى . ثم توقف عن التنقل واستطاع أن يطور غذاءه وملبسه ومأواه دون الحاجة إلى الانتقال من مكان إلى آخر  ، واستطاع أن يكيف نفسه مع الطبيعة ، وبالتالي بدأت تتطور عنده فكرة أن كل شئ حوله مسخر لخدمته . ثم انتقل الإنسان إلى عصر الصناعة والاكتشافات والتطور العلمي والتكنولوجي  في أواخر العصور الوسطى ، حيث ظهر مجموعة من العلماء أمثال جاليليو ونيوتن الذين استطاعوا اكتشاف خضوع الكون لقوانين معينة ، يستطيع الإنسان من خلالها أن يسخر الطبيعةلخدمته .
وهكذا بدأ الانسان يستغل الموارد الطبيعة دون الاكتراث بتوازن البيئة .  مما أدى الى بروز بعض الظواهر التي تنذر بأخطار كبيرة، والتي أحالت أجزاء واسعة من الكرة الارضية الى بيئة ملوثة أو بيئة معدمة تكاد لا تصلح لحياة أنواع كثيرة من الكائنات الحية.  وفي كثير من المناطق تردت أحوال البيئة الى درجة أصبحت فيها حياة الإنسان نفسه مهددة مما دفعه إلى إعادة النظر فيما يصنعه من دمار للكون فبدأ بسن القوانين والتشريعات التي تحد من هذا الخطر الذي يهدد بقائه.
      وكان  الهدف  الأساسي للمجتمعات الإنسانية على مر العصور ، هو المحافظة على بقائها واستمرارها على الأرض ، من خلال المحافظة على التراث والثقافة والموارد الطبيعية .
تسعى الثقافة البيئية لإحداث تغييرات في طرق التفكير والسلوك البيئي عند الإنسان ، وتطوير الوعي البيئي وخلق المعرفة البيئية الأساسية ، بغية بلورة سلوك بيئي إيجابي ودائم ؛ كي يستطيع كل شخص تأدية دوره بشكل فعال في حماية البيئة وبالتالي المساهمة في الحفاظ على الصحة العامة ، وهنا تكمن أهمية الثقافة البيئية ، والسعي الدؤوب لتطويرها ؛ بهدف نشرها وإيضاحها لتتحول بذلك إلى مجال خاص وقائم بذاته ، قادر على أن يأخذ دوره في المناهج الدراسية في كافة المراحل الدراسية والجامعية ؛ بهدف تنشئة أجيال بعقول جديدة تعي مفهوم الثقافة البيئية وتعمل على تطبيقها .
 
أهداف الثقافة البيئية :
1- إن الثقافة البيئية كمرادف غير مباشر للتعلم الإيكولوجي والتربية البيئية هي عملية تطوير لوجهات النظر والمواقف القيمية وجملة المعارف والكفاءات والقدرات والتوجهات السلوكية وجملة النتائج الصادرة عن عملية التطوير هذه، وذلك من أجل حماية البيئة والحفاظ عليها.
2- إزالة أو معالجة الأضرار البيئية القائمة.
3- تجنب أو إقلال المشاكل والأخطار البيئية الراهنة.
4- الوقاية الاحتياطية من المشاكل البيئية المستقبلية والتي قد يكون من الممكن تداركها.
5- إصدار القوانين والأوامر الإدارية المتعلقة بكافة مجالات حماية البيئة عل أن تتضمن هذه القوانين الشروط الكافية لتحقيق الأهداف المرجوة من السياسة البيئية. هذا بالإضافة إلى إمكانية فرض ضرائب ورسوم بيئية بحسب المبدأ "من يستهلك البيئة ومواردها أكثر يدفع أكثر"، هذا ويمكن استخدام الضرائب المقررة لدعم مشاريع حماية المناخ أو كاستثمارات في مجال الطاقات البديلة.
6- العمل على الارتقاء بمستوى الوعي البيئي بين السكان ومتابعة تطوره من خلال برامج ثقافية وإعلامية وكذلك تقديم الاستشارات والنصائح البيئية بغية الوصول إلى الهدف الأكبر وهو خلق نهضة وطنية ذات عزيمة وتصميم على حماية البيئة والوقاية من التلوث والوقوف في وجه المحاولات الرامية لنقل الصناعات الملوثة إلى بلدان العالم الثالث بحجة تشجيع الاستثمار.
7- خلق حالة من الانسجام والتعاون المشترك وتبادل الخبرات بين البلد المعني والبلدان المجاورة بالإضافة إلى تأمين وتفعيل جسور التعاون التقني مع بعض البلدان والجامعات الأوروبية بهدف تطوير مشروع مشترك ضمن إطار تفعيل السياسة البيئية وإبراز دورها الرئيسي في درء المخاطر البيئية واتخاذ التدابير المناسبة للحد من ظهور مشاكل بيئية مستقبلية.
8- تقتضي الضرورة تنفيذ دراسات تقييم الأثر البيئي للمشاريع الاستثمارية ومراقبة تطبيقها بالإضافة إلى الاعتماد على ما يسمى باختبار حساسية البيئة ومدى إمكانية التعايش معها، ووضع هذا الاختبار موضع التنفيذ على أن يمتد ليشمل كافة مجالات التخطيط لمشاريع الاستثمار بكافة أشكالها بما فيها الصناعية والإنتاجية آخذين بعين الاعتبار أنواع المنتجات وطرق الإنتاج وكذلك طرق التخلص من النفايات الصادرة عن العملية الإنتاجية.
9- تشجيع ترجمة العلوم البيئية في المجال القانوني البيئي والهندسي والاقتصادي والتربوي البيئي إلى اللغة العربية وزيادة فرص التخصص العالي في المجال البيئي من أجل خلق كيانات علمية بيئية قادرة على نشر الثقافة البيئية التقنية الحديثة وفرض تواجدها عالمياً باعتمادها أسلوب ضمان الجودة الشاملة.
لذلك فإن السياسة البيئية الناجعة هي تلك السياسة التي تمهّد الطريق أمام نشوء وعي وثقافة بيئية، وهي التي تربط النظام الإيكولوجي بالنظام التعليمي وكلاهما بالنظام الاقتصادي ونظام السوق وتحترم وتشجع المسؤولية الذاتية لكل من نظام السوق والاستثمار، وتعمل على إزالة كافة أشكال البيروقراطية أمام التراخيص الهادفة لتخطيط مشاريع رفيقة بالبيئة والإنسان وتمكين المستثمرين والباحثين من الوصول إلى دراسة وفحص كل النواظم واللوائح والمعايير التقنية المتواجدة وإعطاء الضوء الأخضر أمام إدخال نورمات جديدة وكذلك التقرب من الشركات الصناعية عن طريق تقديم عروض للمشاركة بنظام جماعي مهتم بإدارة البيئة واختباراتها، وإشراك المواطنين، عن طريق وسائل الإعلام مثلاً، لإبداء الرأي حول البعد البيئي للمشاريع التي يُعتزم إنشاؤها وكذلك لإشراكهم في الاتفاقات الصناعية التي يُزمع عقدها، وبهذا الشكل يمكن الشروع بمحاولة للاتحاد والتعاون بعيداً عن أي تعارض بين النظام الإيكولوجي والنظام الاقتصادي .
ومن ثم عملت هذه المجتمعات على نقل هذا التراث من جيل إلى جيل ، من خلال ما أطلق عليه بعملية التربية .
والتربية هي السلوك الإنساني ، وتنميته وتطويره وتغييره ، فهي تهدف إلى تزويد أفراد الجيل بالمهارات والمعتقدات والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة ، التي تجعل منهم مواطنين صالحين في مجتمعهم ، متكيفين مع الجماعة التي يعيشون بينها .
ولقد انبثق من مفهوم التربية مصطلح التربية البيئية التي جاءت  نتيجة  للأخطار المتزايدة التي  واجهها  الإنسان في  العصر الحديث ، ونتيجة للمارسات السلوكية الخاطئة ، ونقص الوعي البيئي . والتربية البيئية هي عملية بناء المهارات والقيم والاتجاهات اللازمة لفهم  وتقدير العلاقات التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الطبيعي ، والتي تحث  على المحافظة  على مصادر البيئة ، وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان ، وحفاظا على حياته الكريمة ورفع مستوى معيشته . ومن هنا أصبحت التربية البيئية هي الوسيلة المستخدمة في إعداد الأجيال للتعامل السوي مع البيئة .
أهداف التربية البيئية :
وهكذا فإنه يمكن الوصول الى أن التربية البيئية تهدف إلى:
 1. معرفة الأفراد والجماعات لبيئتهم الطبيعية وما بها من أنظمة بيئية وكذلك المعرفة التامة للعلاقة بين مكونات البيئة الحية وغير الحية واعتماد كل منهما على الآخر.
 2. مساعدة الأفراد والجماعات على اكتساب وعي بالبيئة الكلية، عن طريق توضيح المفاهيم البيئية وفهم العلاقة المتبادلة بين الانسان وبيئته الطبيعية مع تنمية فهمنا لمكونات البيئة وطرق صيانتها وحسن استغلالها عن طريق اكتساب المهارات في كيفية التعامل مع البيئة بشكل ايجابي.
 3. إبراز الأهمية الكبيرة للمصادر الطبيعية واعتماد كافة النشاطات البشرية عليها منذ أن وجد الإنسان على سطح الارض وحتى الوقت الحاضر لتوفير متطلبات حياته.
 4. إبراز الآثار السيئة لسوء استغلال المصادر الطبيعية وما يترتب على هذه النتائج من آثار اقتصادية واجتماعية تؤخذ بعين الاعتبار للعمل على تفاديها.
 5. تصحيح الاعتقاد السائد بأن المصادر الطبيعية دائمة، لا تنضب علما بأن المصادر الطبيعية منها الدائم والمتجدد والناضب.  واستبعاد فكرة أن العلم وحده يمكن أن يحل المشكلة مع أن المشكلة في حد ذاتها تكمن في الإنسان نفسه واستنزافه لهذه المصادر بكل قسوة.
 6. توضيح ضرورة بل حتمية التعاون بين الافراد والمجتمعات عن طريق إيجاد وعي وطني بأهمية البيئة وبناء فلسفة متكاملة عند الافراد تتحكم في تصرفاتهم في مجال علاقتهم بمقومات البيئة والمحافظة عليها بالتعاون مع المجتمع الدولي عن طريق المنظمات العالمية والمؤتمرات الاقليمية والمحلية لحماية البيئة للإهتداء الى حلول دائمة وعملية لمشكلات البيئة الراهنة.
 7. التحليل العلمي الدقيق للتصرفات التي أدت الى الإخلال بالتوازن البيئي من خلال المشاكل البيئية المتعددة التي خلقها الانسان بتصرفاته، والتي تصدر دون وعي كالصيد المفرط للحيوانات البرية مما أدى الى انقراض بعضها، وتعرية التربة عن طريق قطع الأشجار وحرق الغابات أو إزالتها.
 8. هذا الإخلال بالاتزان البيئي لا بدله من التعاون الدولي ووضع حد سريع له، وإلا استفحل الأمر وأصبح من الخطورة بمكان على الحياة فوق سطح الارض.
           أهمية التربية البيئية والوعي البيئي
لقد مرت علاقة الإنسان بالبيئة بمراحل تطور تعكس ظهور المشكلات البيئية وتعقدها، حيث لبت البيئة كل حاجات الإنسان بينما أدى النمو السكاني المتزايد وسعي الإنسان لإشباع حاجاته الى إحداث ضغطا متزايدا على كل النواحي البيئية بصورة مباشرة وغير مباشرة، من خلال إنتاج كميات هائلة من الملوثات التي فاقت قدرة الطبيعة على التخلص منها.  وقد أكد العديد من علماء البيئة على أن التطور التكنولوجي وسوء توجيهه إلى الاستغلال السيء للموارد الطبيعية أدى الى حدوث العديد من المشاكل البيئية. ومن هنا برزت أهمية التربية البيئية والوعي البيئي لمواجهة الأخطار التي تنتج في الأساس عن الإنسان وممارسته الخاطئة، ومن أهم القضايا التي يجب التركيز عليها:
 1. النمو السكاني المتزايد وغير المنظم، حيث إن السعي لتوفير الغذاء يشكل ضغطا كبيرا على البيئة .
 2. التصحر وزيادة المساحات الزراعية المتحولة الى أراضي قاحلة.  والأمثلة على ذلك كثيرة ففي سوريا والعراق وليبيا ومصر هناك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية تتحول سنويا إلى أراضي قاحلة. 
  3. تجريد الجبال والتلال من الأشجار التي يتم استخدامها في صناعة الورق والصناعات الاخرى، مما أدى الى حدوث الانجرافات في التربة وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء.  أضف إلى ذلك الزحف البشري باتجاه هذه المناطق .
 4. انقراض الحيوانات والنباتات البرية نتيجة الصيد والرعي الجائر، ونتيجة الزحف البشري مما أدى إلى اختفاء العديد من الكائنات البرية.
 5. التلوث الكبير الذي يحدث في الأنهار والبحار والمحيطات نتيجة لاستخدام هذه المناطق كأماكن للتخلص من المياه العادمة والصناعية والنووية، ونتيجة لتسرب النفط من الناقلات العملاقة والتي يمكن إعتبارها قنابل بيئية تسير في المحيطات، وفي حالة حدوث خلل فيها فإن النفظ المتسرب يسبب مشكلة بيئية تستمر عدة سنوات إن لم يكن قرون.
 6. الاستخدام الغير منظم للمبيدات الحشرية لمكافحة الأفات.  وهذا أدى الى القضاء على العديد من الكائنات الحية المفيدة في الزراعة والتي تؤدي إلى إيجاد توازن بيئي.
 7. الهجرة من الأرياف إلى المدن مما أدى إلى اكتظاط سكاني في هذه المناطق وزيادة المشكلات الاجتماعية والصحية فيها، حيث أصبحت هذه المدن عبارة عن مناطق ملوثة تشكل خطورة على حياة الانسان.
مبادئ التربية البيئية
من خلال ما سبق يتبين أهمية التربية البيئية، ودورها لمجابهة هذا الوضع البيئي المتردي في العالم .  ومن هنا لا بد من الحديث عن مباديء التربية البيئية التي تنادي بمبادرة سلام مع البيئة وتبني أخلاقاً بيئية تهدف إلى التعاطف مع البيئة واحترامها وتقدير ما فيها من كائنات حية تعيش في تفاعل مستمر في ضوء قوانين أوجدها الخالق سبحانه وتعالى.
أما المبادىء الأساسية للتربية البيئية فهي:
1-  الناحية الاقتصادية
إنه من حق كل إنسان أن يستغل الموارد البيئية من أجل الوصول إلى تنمية إقتصادية ورفاهية في العيش لكل بني البشر آخذين بعين الاعتبار الجانب البيئي ومراعاة النواحي البيئية.  بمعنى أن حماية البيئة يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع التنمية.  فالعقلانية وإيجابية العمل وحسن التصرف والتعامل السليم مع الموارد البيئية يجب أن تُراعى، لأن حدوث أي خلل سوف يؤدي إلى حدوث خلل بالتوازن البيئي ، والذي يؤدي إلى حدوث خلل في استمرار الحياة على سطح الارض.  فحماية البيئة والاهتمام بها لم تكن ولن تكون حاجزا بين الإنسان وتقدمه التكنولوجي وإنما الحافز له على رعايتها وعدم إحداث خلل فيها.  فبقاء البيئة سليمة معناها استمرار الحياة واستمرار التقدم العلمي والتكنولوجي.
2-  الناحية العلمية
إن اعتماد الجانب العلمي في التعامل مع البيئة سواء بالتخطيط العلمي المبني على أسس علمية وتوقعات حالية ومستقبلية، أو بالإرشادات والتوصيات سوف يؤدي إلى تقليل المخاطر البيئية بحيث لا يكون هناك تأثيرا ضارا بعملية التفاعل لعناصر البيئة التي تسير وفق حركة ذاتية مستمرة تهدف إلى المحافظة على توازن بيئي من أجل استمرار الحياة.  بينما الاستغلال العشوائي وعدم انتهاج الأسلوب العلمي مع الطبيعة فإنه بالتأكيد سيؤدي إلى إحداث خلل في التوازن البيئي مما يهدد بقاء الإنسان.  وهذا ما حدث مع بداية الثورة الصناعية، فالإنسان كان همه هو الكسب المادي ولم يتبنى الأسلوب العلمي الصحيح في هذا الاستغلال، مما أدى إلى حدوث الكوارث البيئية واستنزاف طبقة الأوزون وارتفاع درجة حرارة الأرض وغيرها الكثير.
3- الناحية الخلقية
وهذا الجانب يعود للإنسان نفسه ومدى استعداده أن يكون عضوا نافعا في مجتمعه، حريصا على مصلحته، مدركا لما يحيط به من أخطار وأضرار به وبمجتمعه وبالمحيط الذي يعيش فيه وبالعالم من حوله.
 
مظاهر الاهتمام بالبيئة في سلطنة عمان :
فرضت مسئولية وزارة البلديات الاقليمية والبيئة وموارد المياه بوصفها الجهاز المنوط به تقديم الخدمات البلدية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية ووضع وتنفيذ برامج حماية البيئة وصون الموارد والتي من أهم أهدافها زيادة وعي المواطن وتنمية قدراته العملية على الشراكة الفاعلة في جهودها لتوفير المدينة او القرية او التجمع السكاني أيا كان حجمه السليم صحيا وبيئيا ولهذا فإن استراتيجية التوعية التي تنهض بها الوزارة والأجهزة التابعة لها هي تأكيد علاقات التعاون والتكافل بين المواطن والبلدية من منظور أن العمل البلدي يقوم على اأساس الجهد المشترك بين الطرفين لأنه عمل أهلي حكومي في آن واحد. فعلى مستوى العمل البلدي فإن مجال التوعية يشتمل على المحافظة على النظافة والصحة العامة وصون المرافق العامة (الحدائق والمتنزهات العامة والأسواق ودورات المياه العامة والمنشأت الحكومية كالمدارس والمستشفيات). وتطبيق الاشتراطات والالتزام باللوائح والقرارات المنظمة لحركة البناء وملكية الارض والأنشطة البشرية من اقتصادية وصناعية وتبسيط اجراءات حصول المواطنين على الخدمات التي تقدمها البلديات والتعريف بمجالات التعاون والعمل المشترك بين المواطن والبلدية وحفز افراد المجتمع على الشراكة الايجابية في هذه المجالات.
وعلى مستوى العمل البيئي فإن من أهداف التوعية هي : تنمية السلوكيات والاتجاهات االمحابية للبيئة ومعالجة الظواهر والسلوكيات السلبية في مجالي البيئة والصحة العامة وتشجيع الجهود وحفز الطاقات لتعزيز الاهتمام بالبيئة وصون مواردها والتركيز على دور الأسرة والمدرسة ومؤسسات النشاط الاجتماعي (الأندية الرياضية ومراكز الشباب وجمعيات المرأة والطفولة وتنمية المجتمعات المحلية) في إعداد الأجيال الصاعدة من النشء والشباب واكتسابهم القيم والسلوكيات المحابية للبيئة. والتعريف بأهمية القوانين والتشريعات البيئية وتبسيطها لجميع الفئات بحيث يسهل عليهم الالتزام بها وتنظيم كافة الأنشطة البشرية التي يحتمل أن يكون لها تأثيرات سلبية على سلامة البيئة ومواردها. والخدمات اليومية اللازمة لحياة المواطن وصون البيئة المحيطة بالفرد بوصفه الشريك الأول لهذا الجهاز والمستفيد الأول أيضا بخدماته وبصحة البيئة.
وفي هذا السياق تعتبر المناسبات البيئية على المستوى العالمي والعربي والإقليمي والمحلي التي تحتفل بها السلطنة ومنها : يوم البيئة العمانية ويوم البيئة الإقليمي ويوم البيئة العالمي واليوم العالمي لمكافحة التصحر واليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون ويوم البيئة العربي واليوم العالمي للتنوع البيولوجي وشهر البلديات مثالا واضحا على الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع على اختلاف قئاتهم .
وتعمل الوزارة على تعزيز الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم ، حيث تشتمل الأنشطة التي تواكب هذه الاحتفالات الجانبين النظري والتطبيقي ، فيشتمل الجانب النظري على : الندوات وحلقات النقاش والمحاضرات والمسابقات الفكرية ومعارض الرسوم والتصوير.
اما الجانب العملي : فيشتمل على أعمال التشجير وحملات النظافة العامة للطرق والشواطئ ومواقع الشعاب المرجانية والأنشطة الرياضية كسباقات الجري ومعسكرات العمل.
كما تعد هذه الاحتفالات مناسبة إعلامية يشارك فيها الأدباء والصحفيون والفنانون في الدعوة إلى رعاية البيئة والتعريف بمكوناتها وأهمية الحفاظ عليها وصونها.
كان لوزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه جهاز يختص بمجال التوعية والإرشاد يعتمد في خطابه من حيث الشكل والمضمون على الأسلوب المباشر من خلال التوجيهات اللازمة بالقواعد والتعليمات المنظمة لمختلف الأنشطة والسلوكيات ذات الصلة بحماية البيئة وصون مواردها وتحقيق المدينة او القرية السليمة صحيا وبيئيا.
وتأخذ خطط التوعية على مستوى المديريات العامة للبلديات الإقليمية والبيئة بمناطق السلطنة التابعة لهذه الوزارة الاحتياجات المتنامية للمجتمعات المحلية بالولايات حيث فرضت الطبيعة الجغرافية التي تتميز بها السلطنة من حيث الامتداد والتضاريس تنوعا في الظروف الموضوعية لكل ولاية والتي تنعكس على التجمعات المحلية التي تقطن السهول والشواطئ والجبال والصحاري حيث تفرز كل منطقة مشاكلها الخاصة وبالتالي تحتاج إلى أسلوب خاص في التعامل مع هذه المشاكل وتحدد شكل ومضمون خطاب التوعية وآلياتها. أما أسلوب توصيل رسائل التوعية إلى الجمهور المستهدف فشمل التخاطب المباشر المتمثل في الاتصال الشخصي والمحاضرات والندوات وحلقات النقاش وغيرها.
والأسلوب غير المباشر عبر وسائل الاعلام كالكتب والنشرات والملصقات والمناهج الدراسية التي سنتعرض لها بايجاز:
1ـ الاتصال الشخصي : ويعتمد على التخاطب المباشر بين القائم بأعمال التوعية والشخص أو الأشخاص المستهدفين برسالة التوعية وفي هذا الشأن تم تشكيل فرق نسائية وشبابية تقوم بأداء هذه المهمة عبر الزيارات الميدانية وبخاصة في تلك الأطراف النائية البعيدة عن مراكز الولايات وبعد أن أصبحت التوعية المركزية على مستوى المديريات العامة للبلديات الإقليمية بالمناطق.
2ـ قاعات التوعية : اعتبارا من عام 1998م تم تخصيص قاعات للتوعية بمقار البلديات زودت بالوسائل السمعية والبصرية الحديثة لتعزيز برامج التوعية وأنشطتها وزيادة دور الاتصال الشخصي المتمثل في الندوات وحلقات النقاش والمحاضرات وشكلت هذه القاعات المجهزة بيئة نموذجية للعمل التوعوي بالمناطق.
3ـ المطبوعات : مثلت الكلمة المطبوعة دورا بارزا في أنشطة التوعية التي تنهض بها وزارة البلديات الإقليمية والبيئة وغطت شرائح مختلفة من المجتمع وجاءت على النحو التالي:
أـ في إطار العناية بثقافة الأطفال البيئية بوصفها اللبنة الأولى في بناء جيل متعاطف مع البيئة وعناصرها جرى انتاج سلسلة من كراسات التلوين لأطفال المرحلة الابتدائية تجمع بين التعريف بمكونات البيئة العمانية في معلومات مبسطة ورسم تخطيطي للمفردة البيئية يساعد الطفل على محاكاة الرسم الأصلي للمفرد (حيوان ونبات وكائن بحري وطائر) وقد صدر من هذه السلسلة حتى الان سبعة كتب باللغتين العربية والانكليزية تضمنت (طيور عمان والسلاحف البحرية في المياه العمانية والفراشات العمانية والظباء والماعز البري في البيئة العمانية والقطط البرية في البيئة العمانية والحياة البرية في عمان وأسماك الشعاب المرجانية.
ب ـ أما الناشئة والشباب فوق مرحلة الدراسة الابتدائية فكان التوجه إليهم يشمل مبدأ المشاركة من خلال الممارسات الفعلية لأنشطة بيئية منتجة بدأت بانجاز الوزارة في عام 1993 لكتاب إرشادي مصور كان الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج يحمل عنوان (خمسون عملا بسيطا يمكنك القيام بها للحفاظ على بيئتنا الجميلة) وصدر في طبعتين واحدة باللغة العربية والثانية باللغة الانكليزية وتم تزويد كافة مدارس السلطنة ومراكز الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية المنتشرة بكافة مناطق السلطنة بنسخ من هذا الكتاب.
ج ـ وتأكيدا لهذا التوجه توالى إصدار هذه الكتب الإرشادية المبسطة التي تهدف إلى تعزيز الثقافة البيئية وزيادة الوعي بأهمية التعاون والشراكة في حمايتها وصدر في هذه السلسلة حتى الان ستة كتب باللغتين العربية والانكليزية (حماية السلاحف في سلطنة عمان واشجار عمان لنتعرف على الشواطئ والحيتان والدلافين في السواحل العمانية والشعاب المرجانية في عمان ولمحة عن أسماك عمان).
4ـ الملصقات : تعتبر الملصقات التي تعدها وزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه من مصادر المعلومات التي تؤدي دورا مؤثرا في عملية التوعية حيث تجمع بين المعلومة المبسطة والرسم الملون التوضيحي لمكونات الملصق وهي تمثل واحدة من مداخل الاقناع المناسبة لكافة فئات المجتمع ومستوياتها التعليمية حيث يمكن استيعاب مضمونها والاستجابة لها. وقد تناولت هذه الملصقات عددا من الموضوعات المتصلة بالدورات الطبيعية في العالم كدورة الكربون والماء والنيتروجين والسلسلة الغذائية وأيضا التعريف ببعض مفردات البيئة العمانية كالطيور والسلاحف البحرية والفراشات والثدييات البرية والقطط البرية في البيئة العمانية والظباء والماعز البري إلى جانب الملصقات التي تحمل عبارات إرشادية عن ضرورة الحفاظ على البيئة والصحة العامة.
5ـ المطويات : وهي واحدة من وسائل التوعية التي تتناول موضوعا بعينه في شرح مبسط ورسوم توضيحية الهدف منها زيادة المعرفة بالموضوع والاستجابة بتعديل سلوك ما او تغيير نمط التعامل ومن هذه المطويات التي اصدرتها الوزارة (النفايات المنزلية ومكافحة الفئران ومكافحة التصحر) ويراعى في هذه المطويات أن تكون لغتها سهلة يتيسر على جميع المستويات التعليمية استيعابها.
ومن ناحية أخرى أصدرت الوزارة مطويات تعرف بمواقع المحميات الطبيعية بالسلطنة وهي تحمل الجانبين التثقيفي والإرشادي بمكونات هذه المناطق من الأنواع والنظم البيئية ويمكن للمواطن والمقيم من خلالها التعرف عليها كما إنها تمثل خدمة سياحية لزوار السلطنة الذين يقصدونها سعيا للتمتع بمكوناتها البيئية المتميزة والتي صدرت باللغتين العربية والانكليزية ومن هذه المطويات التي حملت أسماء مواقع المحميات الطبيعية (المها العربية بجدة الحراسيس وحديقة السليل والسلاحف برأس الحد وجبل سمحان والأخوار بساحل ظفار).
6ـ وفي إطار العناية بتبسيط الإجراءات أمام المواطنين والمقيمين للحصول على ما تقدمه من خدمات وضمان التزامهم بالقواعد والضوابط المنصوص عليها في التشريعات والقوانين المنظمة لكافة الأنشطة التي لها او يحتمل أن تكون مؤثرة على سلامة البيئة والصحة العامة عنيت الوزارة بإصدار عدد من المطويات التي تتناول الضوابط الخاصة بمزاولة هذه الأنشطة والخطوات التي ينبغي الالتزام بها لتجنب مخالفة القواعد المنظمة.
 
 المؤتمرات والندوات التي عقدت في مجال الحفاظ على البيئة :

1-   مؤتمر استوكهولم عام 1972 : الذي اعترف بدور التربية البيئية واعتبرها ركنا من أركان المحافظة على البيئة .

2-   الورشة الدولية للتربية البيئية عام 1975 في بلغراد : حيث صدر ميثاق شامل حدد أسس العمل في مجال     التربية البيئية، مؤكدا على أن هذا المجال يهدف إلى تطوير عالم يكون سكانه أكثر وعيا واهتماما بالبيئة ومشكلاتها، ويمتلكون من المعارف والمهارات والاتجاهات والدوافع والالتزام بالعمل على مستوى فردي وجماعي.
3-  مؤتمر تبليسي عام  1977: حيث أعطى معنى متسع للبيئة، بحيث أصبحت تشمل الجوانب الطبيعية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية، كما خرج بمجموعة من التوصيات والمباديء الداعية إلى ضرورة نشر مفهوم التربية البيئية، ومن ضمن هذه التوصيات:
1-   وجوب تدريس البيئة من وجوهها المختلفة: الطبيعة، التقنية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية، التاريخية، والاخلاقية، والجمالية.
2-  تكون التربية البيئية عملية مستمرة مدى الحياة، تبدأ قبل السن المدرسية، ثم تستمر خلال مرحلتي التعليم النظامي والتعليم غير النظامي.
3-  ألا تقتصر التربية البيئية على فرع واحد من فروع العلوم، بل تستفيد من المحتوى الخاص لكل علم من العلوم في تكوين نظرة شاملة ومتوازنة.
4-  تبحث التربية البيئية المسائل البيئية الكبرى من النواحي المحلية والقومية والإقليمية والدولية.
5-  تركز التربية البيئية على المواقف الراهنة والمنتظرة مع مراعاة البعد التاريخي.
6-  تؤكد التربية البيئية أهمية التعاون المحلي والقومي والدولي في حل مشاكل البيئة والحد من وقوعها. 
7-  تراعي التربية البيئية البعد البيئي في خطط التنمية.
8-  تمكن التربية البيئية المتعلمين من أن يكون لهم دور في استغلال خبراتهم التعليمية، وإتاحة الفرصة لإتخاذ القرارات وقبول نتائجها.
9-  تعلم التربية البيئية الدارسين في كل سن كيفية التعامل مع البيئة، والعلم بها وحل مشاكلها.
10-  تؤكد التربية البيئية على مبدأ التفكير الدقيق والمهارة في حل المشكلات البيئية المعقدة.
11-  تساعد التربية البيئية على اكتشاف المشكلات البيئية وأسبابها الحقيقية.
12- تستخدم التربية البيئية بيئات تعليمية مختلفة، وعددا كبيرا من الطرق التعليمية لمعرفة البيئة وتعليمها مع العناية بالأنشطة العملية والمشاهدة المباشرة.
3-      مؤتمر ريودي جانيرو في البرازيل (1992)  : حيث مثلت الأجندة الصادرة عن المؤتمر برنامج عمل لمستقبل مستديم للبشرية واعتبر هذا المؤتمر الخطوة الأولى نحو التأكيد بأن العالم سوف يكون موطنا أكثر عدلا وأمنا لكل بني البشر وضرورة توجيه التعليم نحو التنمية المستديمة، وتطوير البرامج التدريبية وتنشيطها، وزيادة الوعي العام لمختلف قطاعات الجمهور نحو البيئة وقضاياها.
 
 
المنظمات المهتمة بالبيئة والتربية البيئية :
لقد تم تأسيس مجموعة من المنظمات تهتم بالبيئة وتحافظ عليها من أبرزها :
1 - منظمة الصحة العالمية
2- منظمة العمل الدولية
3- المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
4- منظمة الأغذية والزراعة الدولية.
5- المنظمة الاستشارية البحرية بين الحكومات
6-  منظمة اليونسكو
7- منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف)
8- وكالة الطاقة الذرية
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المراجع  :
-        أحمد ، مصطفى . السلطنة من أول الدول الخليجية والعربية اهتماما بالتوعية والإرشاد البيئي
     ( ورقة عمل لدائرة التوعية والإعلام بوزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه ) .
 available : file :// google .com  : ( on-line )
-        اسحق، جاد ، وآخرون (1992). سلسلة دراسات الوعي البيئي. المجلد الثالث: الإنسان والتحديات البيئية. القدس : مطبعة الآباء الفرنسيسيين .
-        حميد ، محمد أحمد ( 2003 ) . الثقافة البيئية مطلب حضاري للأسرة . دمشق : دار الرضا .
- اليسكو (1976). مرجع في التعليم البيئي لمراحل العليم العام، جامعة الدول العربية : القاهرة .  
-        شحاته ، حسن ( 2002 ) . تلوث البيئة والسلوكيات الخاطئة وكيفية مواجهتها . القاهرة : الدار العربية للكتاب .
-        عبد المقصود ، زين الدين ( 1990 ) . البيئة والإنسان ( دراسة في مشكلات الإنسان مع البيئة ) . الاسكندرية : منشأة المعارف .
-        غرايبة ، سامح ، وآخرون ( 1987 ) . المدخل إلى العلوم البيئية . عمان : دار الشروق للنشر والتوزيع .
-        محاسنة ، إحسان علي ( 1991 ) . البيئة والصحة العامة . عمان : دار الشروق .
- النجيجي، محمد (1976). مرجع في التعليم البيئي لمراحل التعليم العام، جامعة الدول العربية : القاهرة  .
 
 
 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقياس مقترح لقياس مهارات التواصل

المهارات اللازمة لطرح الأسئلة الصفية

معايير اختيار المحتوى (الخـــــبرات التعليمية) لذوى الإحتياجات الخـــــاصة