المفاهيم العلمية
والتكنولوجية لطفل الروضة من وجهة نظر معلمات رياض الأطفال واستراتيجيات تعليمها
دراسة مقدمة من الأستاذة الدكتورة/
فاطمة محمد عبد الوهاب الخليفة
أستاذ المناهج وطرق تدريس
العلوم والتربية الخاصة
كلية التربية/ جامعة بنها
المؤتمر الدولي الثاني لقسم
التربية والدراسات الإنسانية
"الاستراتيجيات الحديثة
لتربية وتعليم الطفل"
والمنعقد بجامعة نزوى في الفترة
من 28 / 1 / 2013 إلى 30 / 1 / 2013
ولاية نزوى – سلطنة عمان
المقدمة :
لقد ازدادت
العناية بتربية الطفل في جميع مراحل تعلمه بشكل عام وبمرحلة ما قبل المدرسة بشكل
خاص؛ نتيجة لما أظهرته البحوث التربوية والنفسية من أهمية السنوات الست الأولى من
عمر الطفل في تشكيل شخصيته وتحديد أنماط سلوكه في حياته القادمة،؛ حيث تتكون
وتتشكل من خلالها جميع الأسس التي تبنى عليها الخصائص الشخصية اللاحقة بما تحمله
من سمات عقلية واجتماعية وسلوكية ووجدانية.
ويمر الطفل
بمراحل نمو عقلية وهي كما حددها بياجيه (روبرت سولسو، 2000، 606-608) :
1.
المرحلة الحس/حركية من الميلاد وحتــى سنتــين.
2.
مرحلة ما قبل العمليات (ما قبل المفاهيم) من 2-7 سنوات.
3.
مرحلة العمليات العيانية أو الحسيـة مــن 7-11 سنـة.
4. مرحلة العمليات
الشكليــة مـــن 11 – المراهقــة.
ومع نهاية المرحلة
الحسية الحركية وبداية ظهور الوظائف الرمزية للغة الطفل نلاحظ أن بنيات الطفل
العقلية تتكون شيئاً فشيئاً، وتدعم هذه البنيات وتقوى في مرحلة ما قبل المفاهيم
2-7 سنوات وتصبح أكثر نضجاً في مرحلة العمليات المحسوسة من 7-11 سنة، وعلى الرغم
من ميل الطفل إلى التمركز حول ذاته في مرحلة ما قبل المفاهيم إلا أنه بمقدوره
التفكير في موضوع ما وتناوله من وجهة نظره هو وليس من وجهة نظر الآخرين.
وبالتالي
فإن تكوين المفاهيم وتنظيمها في شكل متدرج متكامل منفصل جزئياً يتطلب بالضرورة
قدراً من الثبات في المفاهيم العلمية للأطفال وبناؤها، كما يتطلب إدراك الطفل
للخواص غير المحسوسة للأشياء، واكتساب معلومات عن المفاهيم، وبذل جهود عقلي لكشف
واستنباط السمات واختيار إستراتيجية محددة لحل المشكلة؛ أي تبني مدخلاً أو طرقاً
معينة للبحث عن المفهوم العلمي وإدراك سماته (عواطف إبراهيم 1987، 43؛ سوسن عزام ،1995؛
مها البسيوني 2009).
ويرى
"برونر" أن مساعدة الأطفال على تعلم المفاهيم واكتسابها بطريقة فعالة هو
غاية أساسية من غايات التعليم المدرسي وأساس عملية التفكير (سامي ملحم، 2006).
ويجب تحديد
المفاهيم العلمية المناسبة للأطفال وتحديد الوسائط المناسبة والمؤثرة في تكوين
المفاهيم العلمية وإكسابها للأطفال؛ لأن الطفل في هذه المرحلة يستطيع اكتساب هذه
المفاهيم بالخبرة المباشرة مثل زيارات الحدائق والرحلات واستثمار البرامج
التكنولوجية والعلمية والاستماع ، وكذلك الخبرة غير المباشرة مثل لعب الأدوار،
واستخدام الوسائط المناسبة، كما يمكن استثمار النشاط العقلي لدى الطفل مثل تنمية
القدرة على الانتباه والربط والاستنتاج والتخيل والإبداع من خلال برامج ومناهج
معدة وموجهة له ( عدنان مصلح، 1990).
تعليقات