فعالية القصص الكاريكاتوري فى تعديل بعض السلوكيات الصحية الخاطئة وتنمية الوعى بها لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية
يعرض هنا ملخص لبعض رسائل الماجستير والدكتوراة التي تم إعدادها في مجال التربية العلمية ويمكن الاستفادة منها لخدمة الباحثين
فعالية القصص الكاريكاتوري فى تعديل بعض السلوكيات الصحية الخاطئة وتنمية الوعى بها لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية
رسالة مقدمة للحصول على درجة الماجستير فى التربية
تخصص مناهج وطرق تدريس العلوم
إعداد
منى عبد المقصود السيد على طرابيه
إشــــــــــراف
أ0د/ ماهر إسماعيل صبرى
أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم -
أ0م0د/ فاطمة محمد عبد الوهاب
أستاذ مساعد المناهج وطرق تدريس العلوم
كلية التربية –جامعة بنها
وكلية التربية بالرستاق - سلطنة عمان
2007م
مقدمــة:
تشغل قضية الإعاقة والمعاقين اهتمام الدول والهيئات والمنظمات المحلية منها والدولية ؛ نظراً لأن العنصر البشري يعد المكون الأساسي الذي تعتمد عليه الدول في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولذا شهدت المجتمعات فى السنوات القليلة الماضية اهتمام غير مسبوق بتربية ورعاية المعاقين بمختلف فئاتهم يتساوى فى ذلك الدول المتقدمة والنامية وأصبح مدى الاهتمام بالمعاقين ومستوى الخدمات التربوية، والاجتماعية، والطبية المقدمة لهم أحد معايير تقدم الأمم وتحضرها0
ويمثل المعاقون قطاعا مهماً من ثروة البلاد البشرية، وطاقة إنتاجية معطلة ما لم يحسن استغلالها واستثمارها للمساهمة فى نهضة وبناء المجتمع، ولذا يجب على المجتمع أن يكثف الجهود والإمكانيات لرعايتهم وتنميتهم، لا من مبدأ العطف والشفقة ولكن من منطلق أن لهم على المجتمع من الحقوق والواجبات ما يماثل العاديين، وأنهم طاقة إذا ما أحسن استثمارها فسوف تعود بالنفع والفائدة أولاً وأخيراً على المجتمع0
وإذا كان واحد من كل عشرة معاقين من سكان العالم العربى يولد به إعاقة أو يصاب بها بعد ميلاده، فتلك إشارة إلى الخطر الذى يهدد الرصيد العربى من القوى البشرية المنتجة ما لم تبذل أقصى الجهود لاستثمار ذلك الرصيد (مهنى غنايم ،2000،350)0 ولذا فإن دور التربية الخاصة غاية فى الأهمية بالنسبة للمعاقين بمختلف فئاتهم من أجل مساعدتهم وإعدادهم لكى يحيوا حياة كريمة فى ضوء قدراتهم وإمكانياتهم.
وتعد فئة المعاقين سمعياً إحدى فئات الإعاقة التى تحتاج مزيدا من الرعاية والاهتمام خاصة مع تزايد أعدادهم فى الدول النامية، حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2005 إلى أنه يوجد 278مليون معاق سمعياً على مستوى العالم، منهم حوالى (15%) بالدول النامية (World Health Oganization ,2005)، وهى نسبة لا يستهان بها وتعكس ضرورة الاهتمام بهؤلاء الأفراد خاصة وأنه على المستوى المحلى يبلغ عدد المعاقين بمصر ستة ملايين معوق من بينهم نحو( 2 ) مليون معاق سمعياً0(أحمد اللقانى،أمير القرشي،1999،221)
والمعاق سمعياً له طبيعة خاصة تختلف عن باقي فئات المعاقين فهو من حيث المظهر شخص عادي لا يلفت النظر إليه، إلا أن إعاقته تقف حاجزاﹰ بينه وبين الآخرين مما يجعله يواجه الكثير من المشكلات وخاصة السلوكية التى تحتاج إلى مساعدة المربين والمؤسسات الاجتماعية لاجتيازها، وربما يكون جهل المحيطين بلغة الإشارة اللغة الوحيدة التى يتقنها المعاق سمعياﹰ من الأمور التى تزيد من صعوبة مساعدته على التغلب على تلك المشكلات0
ويعانى التلاميذ المعاقين سمعياً من المشكلات السلوكية المختلفة ومن بينها ما يتعلق بالجانب الصحى0 ولذا جاءت توصية المؤتمر الأول للتربية الخاصة المنعقد بالقاهرة (1995) بأن تحتل البحوث السلوكية مكانتها فى التربية الخاصة سواء كان ذلك داخل المدرسة أو خارجها، حيث إن الكثير من الأطفال المعاقين يحتاجون إلى تعديل السلوك0 (عبد المطلب القريطى ،2001،52)
وإذا أخذنا في الاعتبار أن الإعاقة السمعية تفرض على المعاق سمعياً عزله بسبب فقدانه لغة التواصل مع المحيطين به وهى اللغة المسموعة والمنطوقة فإن ذلك يؤثر على اكتسابه أنماط السلوك المختلفة، وفى مقدمتها السلوكيات الصحية التى يحتاجها لوقاية نفسه من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية وغير المعدية0
وإذا كانت الصحة مطلباً رئيسياً للجميع فلا نهضة اقتصادية أو اجتماعية أو حضارية بدون أفراد أصحاء؛ فالإنسان هو صانع الحضارة، ولأن الوصول للصحة يعد هدف لكل الشعوب تنفق من أجله ملايين الأموال، فقد أنشئت منظمة عالمية للصحة (WHO) عام 1948 بهدف التعاون العالمي في المجال الصحي وتقديم المعونة ونشر الوعى الصحى بين أفراد المجتمعات. وإذا كان هذا الاهتمام الكبير بصحة الأفراد العاديين يعنى الكثير لكافة الهيئات والمؤسسات التربوية والاجتماعية، فإن الاهتمام بصحة المعاقين عموماﹰ والمعاقين سمعياً على وجه الخصوص يصبح أكثر أهمية وضرورة لمساعدتهم على أن يحيوا حياة صحية خالية من الأمراض0
فالأفراد الأصحاء هم الرصيد الاستراتيجي لتنمية أى مجتمع من المجتمعات والحفاظ على الصحة هو فى المقام الأول مسئولية شخصية تقع على عاتق كل فرد فى المجتمع، وتتطلب سلوكاﹰ معيناﹰ فى ممارسته أنشطته اليومية لتجنب المرض والتمتع بصحة جيدة تتعدى أثارها الإيجابية الفرد نفسه، وتعود بالنفع على مجالات التنمية والإنتاج 0 (ألفت مطاوع، 2006، 641)
ويرى (عبد الرحمن سليمان، 1999 ،18) أن الرعاية الصحية من أهم جوانب الرعاية التى يجب توفيرها للتلاميذ للمعاقين سمعياً، والتى تأتى عن طريق الاهتمام بالتربية الصحية وتنمية الوعى الصحى بين التلاميذ وتعويدهم العادات الصحية السليمة، ومراعاة النظافة فى كل شيء للمحافظة على صحتهم والوقاية من الأمراض0
ولاشك أن الأمراض المعدية تكثر بين التلاميذ الذين يسلكون سلوكاً غير صحي، وأن إصابة التلميذ بالأمراض تقلل من قدرته على التحصيل وتعطل الطاقات الكامنة التى تؤدى به إلى النبوغ، لذلك كان من واجب المدرسة فى مرحلة التعليم الابتدائى غرس العادات الصحية السليمة فى التلاميذ بكافة الطرق الممكنة للمحافظة على صحتهم0
(ليلى بدر، وآخران، 1989، 400)
فممارسة السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة كاستخدام المناشف الخاصة بالغير وشراء الأطعمة من الباعة الجائلين، وإلقاء المخلفات على الطرق العامة، وغيرها ... من أهم مسببات الإصابة بالأمراض وانتشارها بين الأفراد، بل يمكن القول بأن هناك من الأمراض ما يمكن تسميته بالأمراض السلوكية التى تنتج مباشرة من سلوكيات صحية خاطئة مثل مرض الإيدز الذى حتى اليوم لم يكتشف له علاج وفى تزايد ملحوظ سببه ممارسات صحية غير سليمة، كذلك سلوك التدخين الذي يعد السبب الرئيسى للإصابة بالسرطانات0
وإذا كان الطفل العادى بما يمتلك من حواس متعددة، وما يتلقاه من رعاية وتوجيه لسلوكياته داخل الأسرة والمدرسة، ومن خلال المؤسسات التربوية والاجتماعية سواء النظامية أو غير النظامية إلا أنه يمارس سلوكيات صحية سيئة، فما بالنا بالطفل المعاق سمعياً الذى يفتقد الحاسة الرئيسية للتواصل مع الآخرين، والذى لا يتمكن من متابعة برنامج بالإذاعة أو التليفزيون يناقش انتشار مرض ما أو طرق الوقاية منه أو العلاج، كذلك لا يتمكن من سماع توجيه والديه لأشقائه من السامعين حول السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى قد يمارسونها، ولا يتمكن من معرفة سبب مرض أخيه بالمنزل، ويزداد حجم المشكلة خاصة إذا كان أبويه من أب وأم عاديين يجهلا لغة الإشارة التى لا يعرف التلميذ المعاق سمعياً غيرها بالإضافة إلى أنه يتعامل مع أقرانه الذين يأتون إلى المدرسة من خلفيات ثقافية وظروف اقتصادية مشابهة له، وبالتالى فإن معدل ممارسة السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة قد يزيد لدى التلميذ المعاق سمعياً الذى لا يعرف شىء حول ما قد يتعرض له من أمراض أو مشكلات صحية.
ولذا يجب أن يكون هناك جهود منظمة ومباشرة فى المدرسة من خلال برامج فى التربية الصحية للتلاميذ المعاقين سمعياً لحمايتهم من أخطار الإصابة بالأمراض، والحد من انتقالها بينهم، والتوعية بأخطار الإصابة بهذه الأمراض وخاصة الأمراض الفتاكة كمرض الإيدز. (Deyo ,1994 ,pp91)
وأشارت (عالية محمد، 2006، 33) إلى أهداف التربية الصحية للتلاميذ للمعاقين سمعياً ومنها : تنمية وتدريس المهارات والاتجاهات والسلوكيات الصحية، ونشر الوعى الصحى لديهم، وتغيير عادات وسلوك واتجاهات التلاميذ نحو الصحة، وإكسابهم أساليب الحياة الصحية0
ويوضح (Phillip,1998 ,p411) أن الجهود المبكرة فى المنزل والمدرسة يمكن أن تؤدى إلى إكساب الأطفال السلوكيات الصحية وتنمية العادات الصحية المرغوبة، فالتأثيرات الايجابية خلال هذا الوقت يمكن أن تساعد الطفل لتحقيق صحة إيجابية وللمدرسة دور فعالاً فيما يتعلق بالصحة والمرض فهى تساعد الطفل على معرفة أعراض المرض، وكيفية الوقاية والعلاج منه يمكن أن تحميه من مشكلات صحية0
والواقع أنه عند التحاق التلميذ المعاق سمعيا بالمدرسة، وخاصة فى المرحلة الابتدائية تكون هناك فرصة كبيرة للتأثير فى السلوكيات المختلفة لديه ومنها السلوكيات الصحية وتوجيهها نحو السلوكيات المرغوبة، فما يميز التلميذ فى هذا السن الصغير سهولة إقناعه وذلك لأنه يرى فى معلمه القدوة التى يمتثل لها ويطيعها، على العكس من المراحل العليا التى يمتاز فيها التلميذ بالعناد وصعوبة التأثير فى سلوكياته التى اكتسبها فى سنوات طويلة ولم تقوم من قبل، بالإضافة إلى ذلك فإن المدرسة تعد مكاناﹰ مناسباﹰ للكشف عن السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى هؤلاء التلاميذ وتعديلها من خلال قواعد الصحة والأمان فداخل الفصل يتدرب التلاميذ على المحافظة على نظافة المكان، ومن خلال الوجبات الساخنة التى تقدم لهم يمكن تعليمهم آداب الطعام، وقواعد التغذية السليمة0
ومن حق المعاقين سمعياً أن تشملهم العناية والرعاية الصحية التى تمكنهم من الاستمتاع بحياة متوازنة تتسم بالتوافق مع أقرانهم من العاديين وأول حقوقهم فى ذلك مساعدتهم على اكتساب السلوكيات الصحية السليمة التى تساعدهم فى أن يحيوا حياه صحية خالية من الأمراض0
ولذا من الضروري أن نوفر للتلاميذ المعاقين سمعياً منهجاً يدربهم على السلوكيات والعادات الصحية السليمة، ويزيد من وعيهم الصحى والقدرة على المشكلات التى يمكن أن يتعرضوا لها فى البيت والمدرسة وأن يقدم لهم ذلك ضمن منهج المدرسة الابتدائية0
(عالية محمد،2006، 35)
ويجب تقديم التربية الصحية للمعاقين سمعياً من خلال برامج ومداخل تعليمية بحيث تكون جزءاً لا يتجزأ من حياتهم يبدأ معهم من مرحلة عمرية مبكرة بحيث تركز على المعلومات والسلوكيات الصحية0(Durkin & et .al, 1983 : 16-18)
والبرامج التى تقدم للتلاميذ المعاقين سمعياً يجب أن تعتمد على الصور لأنها تخاطب طفلاً يفتقد حاسة السمع، ولذا ينطبق عليه المثل الذى يقول "رب صوره خير من ألف كلمه" وذلك لاعتماد المعاق سمعياً على حاسة البصر التى تجعل المعاق سمعياً كأنه يسمع ويرى بعينيه0 (أحمد إبراهيم ،2003، 184)
ويؤكد (Minter, 1983) أنه لتقديم التربية الصحية للأصم يجب الاعتماد على مواد تعليمية بصرية مدعمة بلغة بسيطة مع الاستعانة بالوسائل البصرية كالصور، الأفلام المواقف العملية0
وتعد الرسوم الكاريكاتورية أحد المثيرات البصرية المهمة التى يمكن استخدامها بفاعلية مع التلاميذ عموماً والتلاميذ المعاقين سمعياً خصوصاﹰ الذين يكون تركيزهم على حاسة البصر0 حيث تساعد الرسوم الكاريكاتورية التلاميذ على التواصل غير اللفظى، كما تفيد فى تدريب الجانب الأيمن من المخ، وتنمية مهارات اللغة البصرية، كما تساعد فى تنمية مهارات التفكير العليا لدى التلاميذ، وتوضيح الأشياء المجردة0(,67 Steinfirst , 1995)
ويوضح كل من (أمير القرشى،2001 ،55 :56)، (إسماعيل درديرى، 2001، 135) مزايا رسوم الكاريكاتور فى أنها تعد لغة عالمية سهلة الفهم تساعد فى نقل الكثير من المعارف والمفاهيم فيما يعرف باللغة البصرية، كما يتمتع الكاريكاتور بالجاذبية، والطرافة، والقوة والتشويق، والإثارة، كما يحمل فى طياته أكثر من هدف ومعنى، ولذلك نجح الكاريكاتور فى مخاطبة الأطفال فى كافة البيئات والأعمار0
وبجانب فن الكاريكاتور يوجد فن آخر نجح فى مخاطبة الأطفال بمختلف فئاتهم، هو فن القصة، الذى تحقق بواسطته الكثير من الأهداف التربوية بشكل عام، وفى مجال التربية الصحية بشكل خاص0
ولا تحتاج القصة للتدليل على أهميتها كأسلوب فى التربية والتأثير على سلوك الأطفال، فقد جاء القصص فى القرآن الكريم لما للقصص من تأثير على النفس البشرية؛ فالذى خلق يعلم طبيعة المخلوق، ومن هنا جاءت قصص عديدة فى القرآن الكريم، ويقول المولى عز وجل فى ذلك . لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثاً يفترى… 0 (سورة يوسف، الآية111)0
بل إن القصة لا يتوقف تأثيرها عند مجرد تقديم المعلومات، أو سرد أحداث تمتع وتسلى القارئ بل يمكن أن تسهم فى تغيير سلوك المتلقى نحو السلوكيات المرغوبة من خلال معرفته النتائج المترتبة على الممارسات الخاطئة، وترغيبه فى السلوكيات المرغوبة0
وتساهم القصة فى تعديل السلوك غير المرغوب لدى التلاميذ المعاقين سمعياﹰ من خلال الأفكار التى تقدمها، وهو ما يسمى بالإرشاد عن طريق الكتب (Bibilo therapy) وهذا ما أشارت إليه دراسة (جمال عطية، 2000) 0
وتوصى ( john&Baraba) بضرورة استخدام إطار القصة فى تعليم المعاقين سمعياً فيما يعرف بإطار القصة الذى يشمل العنوان، والأحداث، والشخصيات، والحل (نقلا عن محمد عبد المقصود، 2004، 132)0
فالمعاقين سمعياً تجذبهم الكتب التى تحكى قصصاً ملونة ويشعرون بالسعاة عند متابعة أحداث القصة وتوجد لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بنيناً وبناتاﹰ تفضيلات مشتركة فى قراءة القصص، ولكن تظهر بعض الاختلافات بين هذه التفصيلات كلما اقتربوا من مرحلة المراهقة0(بدر النعيم، 1993، 16، حلمى إبراهيم ليلى فرحات، 1998، 400)
فالقصص تحقق فوائد متنوعة مع فئة المعاقين سمعياً على أن يتم إعدادها وتقديمها بشكل يلائم خصائصهم وأساليب التواصل معهم بحيث تكون مصورة، أو مزوده بالصور الملونة، وتعتمد على الوسائط المتعددة على أن يتم ترجمتها إلى لغة الإشارة سواء تم ذلك بواسطة المعلم أو جهاز فيديو0 (Andrews et .al, 1995), (Andrews & Jordan, 1998 ), (Rhys, Jones& Hydn 2000)
ويوضح كل من (ليلى عبد المجيد، محمود علم الدين،2004 : 161) أنه يمكن توظيف الكاريكاتور بشكل درامى ، ويكون ذلك فى شكل قصة قصيرة أو قصة طويلة مرسومة، وفيها يتم اختيار مجموعة من الشخصيات ذات طابع مميز من حيث الشكل والتصرفات، وتؤدى إلى إحداث دهشة للقارئ وشعور شديد بالرغبة فى ملاحقة الأحداث0
وفى ضوء ما سبق تسعى الدراسة الحالية إلى الاستفادة من مزايا استخدام رسوم الكاريكاتور مع فئة المعاقين سمعياً، وتقديم أسلوب شائق للتلاميذ المعاقين سمعياً، وذلك من خلال استخدام القصص الكاريكاتورية (للإفادة من الرسوم الكاريكاتورية الملونة فى مخاطبة حاسة البصر لدى المعاق سمعياً) فى حدود علم البحث الحالى لا توجد أى دراسة عربية أو أجنبية استخدمت هذا الأسلوب مع التلاميذ المعاقين سمعياﹰ فى تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية الوعى بها لديهم0
الإحساس بالمشكلة :
نبع الإحساس بمشكلة البحث الحالى من خلال :
أولاً : مراجعة بعض الدراسات والبحوث السابقة(*) تبين ما يلى :
1- وجود تدنى فى مستوى الوعى الصحى والوقائى لدى التلاميذ المعاقين سمعياً وقصور مناهج العلوم المقدمة للتلاميذ المعاقين سمعياً عن تحقيق الدور المطلوب فى تحقيق التربية الصحية لديهم وهذا ما توصلت إليه نتائج دراستى كل من (إبراهيم محمد شعير 2005)، (عالية محمد ،2006) فقد توصلتا إلى أن مناهج العلوم المقدمة للتلاميذ المعاقين سمعياً قد تناولت موضوعات التربية الصحية بشكل سطحى ومهمش0وأوصتا بضرورة تضمين وحدات مستقلة لمفاهيم التربية الصحية والوقائية0
2- أكدت بعض الدراسات السابقة مثل دراسة (السيد شهده، 1992)، (فايز محمد عبده إبراهيم فوده ، 1997) تدنى مستوى الوعى الصحى والبيئى لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وأوصت الدراسة الثانية بضرورة تضمين مقررات العلوم العديد من الأنشطة المصاحبة لتعميق وعى التلاميذ ببعض متطلبات التربية الصحية0وهذا ما أكدته دراسة (فايز عبده ،1998) حيث أوضحت تدنى مستوى الوعى الصحى لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية، وقد يكون تدنى مستوى الوعى الصحى لدى التلميذ المعاق سمعياً أحد الأسباب وراء ممارسته لبعض السلوكيات غير السليمة صحياً0
3- وجود قصور فى الرعاية الصحية بمدارس المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية وهذا ما أكدته دراسة (محمد فوزي عبد المقصود،1990) والتى أوصت بضرورة توافر الزائرات الصحية0
4- يعانى التلاميذ المعاقين سمعياً من وجود مشكلات صحية مثل : زيادة نسبة التلاميذ المعاقين سمعياً المدخنين مقارنهم بنظرائهم العاديين، وتعرضهم للأخطار مثل تناول الأدوية المحظورة، اللعب بأسلاك الكهرباء، أو التعامل مع الأجهزة والآلات الحادة0
(نقلاً عن فاطمة عبد الوهاب، 2002 : 176، 180)
5- وجود نقص فى المعارف الصحية لدى معلمى التلاميذ المعاقين قبل وأثناء الخدمة وهذا ما أكدته بعض الدراسات مثل دراسة (Clark, 1995) ودراسة (فاطمة عبد الوهاب 2002) ويؤثر هذا النقص على كفائة المعلم عند تدريسه للوحدات الدراسية المقررة على التلاميذ التى تتضمن بعض الموضوعات الصحية0
ثانياً : أجرت الباحثة دراسة استطلاعية استهدفت :
تحديد السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى قد يمارسها التلاميذ المعاقون سمعياً بالمرحلة الابتدائية، وتحديد مدى شيوع تلك السلوكيات لدى هؤلاء التلاميذ، وتحديد مدى ملاءمة مادة الأنشطة لتعديل تلك السلوكيات0 وتم ذلك باستخدام أداتين هما[*] :
1- استبانه قدمت إلى (15) معلماً ومعلمة من معلمى الفئة، شملت الاستبانه سؤال مفتوح: ما السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى قد يمارسها التلاميذ المعاقين سمعيا بالمرحلة الابتدائية؟ بالإضافة إلى سؤال آخر : هل تساعد كتب الأنشطة المقدمة لهؤلاء التلاميذ فى تعديل تلك السلوكيات لديهم ؟
2- بطاقة تقدير السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة تم إعدادها فى ضوء البيانات التى تم تجميعها من الاستبانة، حيث تم صياغة السلوكيات التى قام المعلمون بتحديدها ووضعها أمام مقياس متدرج يحدد مدى ممارسة التلميذ المعاق سمعيا للسلوكيات الصحية الخاطئة0 تم تطبيقها على (27) تلميذا وتلميذة بالمرحلة الابتدائية0
وتوصلت إلى :
شيوع العديد من السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية مثل:عدم غسل اليدين قبل الأكل وبعده، والإسراف فى تناول الطعام، وعدم الحرص على نظافة الشعر والوجه، والملابس0
أكد المعلمون أن مادة الأنشطة غير ملائمة لتعديل تلك السلوكيات رغم أن محتواها يتضمن بعض الموضوعات الصحية ولكنها على هيئة مفردات تقويمية0
وإيماناﹰ بدور المدرسة المهم الذى تقوم به فى تربية وتعليم المعاقين سمعياً والذى لا يقتصر على مجرد تلقينهم المعلومات الواردة بالكتب، بل أيضاً لها دور حيوى مهم فى تشكيل أنماط السلوك الصحى المرغوب، والكشف عن الأنماط الخاطئة وتعديلها، وخاصة فى المرحلة الابتدائية حيث إنها تعد أول التقاء للتلميذ المعاق سمعياً بمؤسسة تربوية فى حياته لذا فهناك واجب تربوى وإنسانى لمساعدة هؤلاء التلاميذ فى أن يتعلموا كيفية حماية أنفسهم من الأمراض عن طريق ممارسة السلوكيات الصحية السليمة0
مشكلة البحث :
تمثلت مشكلة البحث الحالى فى شيوع بعض السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية، ولمحاولة التوصل لحل تلك المشكلة تحاول الدراسة الإجابة عن التساؤلات التالية :
1. ما السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية ؟
2. ما مدى وعى هـؤلاء التلاميذ بخطأ تلك السلوكيات؟
3. ما القصص الكاريكاتورية المقترحة لتعديل تلك السلوكيات؟
4. ما مدى فعالية هذه القصص فى تعديل تلك السلوكيات وتنمية الوعى بها لدى هؤلاء التلاميذ؟
أهداف البحث :
استهدف البحث الحالى ما يلى :
1- تحديد السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى يمارسها التلاميذ المعاقون سمعياً بالمرحلة الابتدائية0
2- اختيار أكثر السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً0
3- إعداد مجموعة من قصص الكاريكاتور التى تعالج السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى التلاميذ المعاقين سمعياً.
4- تحديد فعالية القصص الكاريكاتورى في تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالصف الخامس الابتدائي، وتنمية الوعي لديهم بتلك السلوكيات.
أهمية البحث :
نبعت أهمية البحث الحالى من أهمية موضوعه، وأهمية الفئة التى يتناولها، حيث تمثلت تلك الأهمية فى :
1- أن معظم الدراسات العربية التى تناولت فئة المعاقين سمعيا ً فى حدود ما تم الإطلاع عليه من دراسات يغلب على معظمها الطابع النفسى حيث اهتمت بدراسة السلوكيات العدوانية لديهم، أو الخصائص النفسية لهم، وأساليب التواصل معهم، وحتى الدراسات التى اهتمت بتعديل السلوك لديهم ركزت على نمط واحد من السلوكيات وهو السلوك العدوانى رغم الأهمية والضرورة الملحة لتعديل أنماط السلوك الصحي الخاطئ لدى هؤلاء التلاميذ لما لها من تأثيرات وانعكاسات مباشرة على حالتهم الصحية وحياتهم 0
2- البحث الحالى قد يساعد فى إلقاء الضوء على السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى التلاميذ المعاقين سمعياً0
3- تنمية اتجاهات إيجابية لدى التلاميذ المعاقين سمعياً نحو قراءة القصص0
4- قد تفيد نتائج البحث الحالى مطورى مناهج هذه الفئة فى إعداد وحدات تعليمية فى التربية الصحية تعتمد على قصص الكاريكاتور0
5- تقديم أسلوب جديد للمعلم يستخدمه عند تدريس بعض الموضوعات الصحية لتلك الفئة0
6- تقديم أداتين لقياس السلوك الصحى الخاطئ، وقياس مستوى الوعى به، يمكن استخدامهما فى دراسات وبحوث أخرى، كما يمكن للمعلمين وأولياء أمور التلاميذ المعاقين سمعياً أيضاً استخدامهما مع هؤلاء التلاميذ.
7- يقدم البحث الحالى شكل جديد من أشكال التعليم البصرى يمكن استخدامه مع التلاميذ المعاقين سمعياً لتحقيق نواتج تعلم أخرى فى حال ثبوت فعاليته 0
8- يقدم البحث الحالى دليل معلم، ومجموعة من القصص يمكن لمعلم الفئة استخدامهما عند تدريس بعض الموضوعات الصحية للتلاميذ المعاقين سمعياًً بالمرحلة الابتدائية0
مسلمات البحث :
ارتكز البحث الحالى على عدد من المنطلقات والمسلمات من أهمها :
1- السلوك الصحى الخاطئ سبب مباشر للإصابة بالعديد من الأمراض0
2- يمكن تحديد أنماط السلوك الصحى الخاطئ الأكثر شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً باستخدام الأسلوب المناسب0
3- يمكن تحديد مستوى وعى التلاميذ المعاقين سمعياً بالسلوكيات الصحية باستخدام المقياس المناسب0
4- يمكن تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية مستوى الوعى بها لدى التلاميذ المعاقين سمعياً باستخدام الفنية المناسبة0
5- تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة ضرورة ملحة لجميع التلاميذ عموماً والمعاقين سمعياً خصوصاً 0
6- الكشف عن السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتعديلها فى مرحلة الطفولة أفضل من الانتظار للمراحل العليا 0
7- يمكن تحقيق نواتج تعلم أفضل مع التلاميذ المعاقين سمعياً عن طريق كافة أشكال التعليم البصرى 0
8- تقديم المعلومات الصحية للأطفال فى إطار قصصى يجعل استيعابها أفضل0
حـــدود البحــث :
اقتصر البحث الحالى على :
1-تعديل أكثر السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة شيوعاً لدى مجموعة البحث0
2-تطبيق تجربة البحث على تلاميذ الصف الخامس الابتدائى بمدرسة الأمل للمعاقين سمعياً بمدينة الزقازيق للمبررات التالية :
أ- الدراسة الاستطلاعية أكدت شيوع بعض السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى تلاميذ هذا الصف0
ب- عند وصول التلميذ لهذا الصف يكون المعلم قد تمكن من ملاحظته لأكثر من عام مما يعطى تصور أعمق حول سلوكياته الصحية.
جـ- يتراوح سن تلاميذ هذا الصف مابين (1012) سنة، وهو يمثل مرحلة الطفولة المتأخرة، التى تعد مرحلة انتقالية ما بين الطفولة المبكرة، ومرحلة المراهقة، لذا من الضروري التأكيد على إكسابهم السلوكيات الصحية السليمة، وتصحيح الأنماط الخاطئة لديهم، خاصة أن المرحلة الابتدائية تعد مرحلة منتهية لبعض التلاميذ المعاقين سمعياً بسبب الظروف الاقتصادية لأسرهم0
د- هذه المدرسة تمثل المدرسة النموذجية على مستوى المحافظة من حيث الإمكانيات المادية والبشرية ويوجد بها أكبر عدد من التلاميذ مقارنة بباقى مدارس المعاقين سمعياً بالمحافظة0
التصميم التجريبى للبحث :
نظراً لطبيعة البحث، وطبيعة عينته، وحيث لم يستهدف البحث مقارنة المعالجة المقترحة مع أى فنية أخرى من فنيات تعديل السلوك الصحى الخاطىء لدى التلاميذ المعاقين سمعياً، لذا كان اختيار التصميم التجريبي ذى المجموعة الواحدة One group pre-post-test Design، هو الأنسب حيث يتم إجراء التطبيق القبلى لأداتى البحث(بطاقة تقدير السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة، ومقياس الوعى بالسلوكيات الصحية المصور على أفراد العينة، ثم تقديم المعالجة المقترحة (قصص الكاريكاتور)، ثم إجراء التطبيق البعدى لأداتى البحث على نفس الأفراد عينة البحث، لبيان مدى فعالية القصص الكاريكاتورى فى تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية الوعى بها لديهم0
أدوات البحث :
اعتمدت الإجراءات الميدانية للبحث على الأدوات التالية :
1/ استمارة جمع بيانات لتحديد السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى يمارسها التلاميذ المعاقين سمعياً0
2/ بطاقة تقدير لتحديد مدى ممارسة هؤلاء التلاميذ لتلك السلوكيات0
3/ مقياس مصور لقياس مدى وعى التلاميذ المعاقين سمعياً بالسلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة0 والأدوات الثلاثة من إعداد الباحثة
إجراءات البحث :
أولاً : دراسة نظرية حول :
1- التلاميذ المعاقون سمعياً : (خصائصهم فى مرحلة الطفولة المتأخرة، وأساليب التواصل معهم)0
2- السلوك الصحى : (مفهومه، العوامل المؤثرة فى تشكيله، أنماطه، أساليب تشخيص الأنماط الخاطئة، وفنيات تعديلها)0
3- رسوم وقصص الكاريكاتور : (المفهوم، الأسس، دورها فى تعديل السلوك، مزايا استخدامها مع فئة المعاقون سمعياً)0
ثانياً : تحديد قائمة بالسلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية، وذلك وفقاً لما يلى :
1-إعداد استمارة جمع بيانات، وتقديمها للأشخاص الأكثر تعاملاً مع التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية (معلمين مشرفين) لتحديد السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التي قد يمارسها هؤلاء التلاميذ0
2-إعداد بطاقة تقدير لتحديد مدى ممارسة هؤلاء التلاميذ لتلك السلوكيات، وذلك فى ضوء :
أدبيات البحث، والدراســات السابقة0
نتائــج تطبيق استمارة جمع البيانات0
صياغة العبارات وفقاً للقواعد المتبعة0
3-عرض البطاقة على السادة المحكمين، وإجراء التعديلات المطلوبة، وضبط البطاقة0
4- تحديد عينة البحث0
5- تطبيق البطاقة قبلياً ورصد النتائج0
6- اختيار السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً، عن طريق تحديد الحد الأدنى لنسبة الشيوع0
ثالثاً : تحديد مدى وعى عينة البحث بخطأ تلك السلوكيات :
وتم ذلك من خلال إعداد مقياس مصور للوعى بالسلوكيات الصحية وفقا لما يلى :
1- الرجوع إلى قائمة السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً المحددة سابقاً0
2- إعداد المقياس فى صورته الأولية0
3- عرض المقياس على مجموعة من المحكمين وإجراء التعديلات اللازمة، وضبطه0
رابعاً : تحديد مكونات القصص الكاريكاتورية المناسبة لتعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية الوعى بها : وتم ذلك وفقاً للخطوات التالية :
1- تحديد موضوعات القصص وذلك من خلال :
أ- الرجوع إلى الموضوعات الصحية بكتاب الأنشطة وتحديد السلوكيات الصحية الواردة فيه0
ب- لرجوع إلى قائمة السلوكيات التى سبق تحديدها فى الإجراء الثانى0
2- إعداد مجموعة القصص0
3- عرض مجموعة القصص على المحكمين وإجراء التعديلات المطلوبة0
4- التجربة الاستطلاعية للقصص0
خامساً : تحديد فعالية القصص الكاريكاتورية فى تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية الوعي بها0 وكان ذلك من خلال :
1- إعداد دليل المعلم: بحيث يوضح له الإرشادات والتوجيهات التى يجب أن يتبعها والأهداف التى يجب تحقيقها بعد تدريس كل قصة للتلاميذ0
2- عرض دليل المعلم على المحكمين وإجراء التعديلات اللازمة0
3- اختيار عينة البحث0
4- تطبيق أداتى البحث قبلياً0
5- تدريس مجموعة القصص التى تم إعدادها فى الإجراء السابق لعينة البحث0
6- تطبيق أداتى البحث بعدياً على عينة البحث0
7- معالجة النتائج إحصائياً0
أخيراً تقديم التوصيات والمقترحات0
مصطلحــات البحث (*):
التلاميذ المعاقون سمعياً Students Hearing-Impaired
وتعرف الباحثة التلاميذ المعاقين سمعياً إجرائياً بأنهم : تلاميذ الصف الخامس الابتدائي المقيدون بمدرسة الأمل بمدينة الزقازيق، الذين يعانون من فقدان فى السمع أيا كان سببه، أو مستواه، ولا يمكن تعليمهم بنفس الأساليب المستخدمة مع العاديين، ويتلقون المعالجة التجريبية للبحث الحالى 0
تعديل السلوك : Behavior modification
يعرفه (ماهر صبرى 2002 : 219) أنه: عملية تربوية محددة ودقيقة يتم بواسطتها إحداث تغيير مقصود فى أنماط وأساليب تعامل الفرد (اجتماعياً، وحركياً، وعاطفيا، وصحياً وبيئياً) مع نفسه ومع الآخرين 0 وتعتمد عملية تعديل السلوك، ومنها السلوك الصحى على أنماط السلوك الخاطئ التى يعتادها الفرد حيث تتم عملية التعديل من خلال ثمان خطوات أساسية هى : تحديد السلوك المستهدف، وتعريفه وقياسه، وتحليله وظيفياً، وتصميم خطة العلاج، وتنفيذ تلك الخطة، وتقييم فعالية برنامج العلاج، وأخيراً تلخيص النتائج وإيصالها إلى من يهمه الأمر0
السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة : Health-related Misbehaviors
السلوك الصحى هو سلوك إنساني، يشير إلى أنماط السلوك المرتبطة بالصحة، وهو نسبة لكلمة صحة لا لكلمة صحيح أو سليم مثله فى ذلك مثل السلوك البيئى فهو نسبة إلى البيئة، ولذا فإن مصطلح السلوك الصحى الخاطىء يقصد به سلوك خاطىء يرتبط بالصحة وحتى لا يحدث خلط لدى القارىء ولكى يكون المصطلح أكثر سلامة من الناحية اللغوية فسوف يتناول البحث مصطلح السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة بدلا من مصطلح السلوكيات الصحية الخاطئة فى جميع أجزاء البحث0
وتعرفها الباحثة إجرائيا بأنها: الأفعال والتصرفات التى يمارسها التلميذ المعاق سمعياً بالصف الخامس الابتدائى، ويترتب على ممارستها ضرراً لصحته، أو صحة زملائه أو صحة البيئة المحيطة به وتقاس بمجموع درجاته على بطاقة تقدير السلوك الصحى الخاطئ (إعداد البحث الحالى)0
القصة الكاريكاتورية : Comic Stripes
وتعرفها الباحثة إجرائيا بأنها: سيناريو من عدة إطارات متتابعة تحكى قصة من خلال الرسوم الكاريكاتورية وبعض الكلمات ( السردية والحوارية)، تدور أحداثها حول واحد أو أكثر من السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى تم تحديدها لدى أفراد عينة البحث الحالى، يقوم المعلم بتدريسها لهم بهدف تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لديهم وتنمية وعيهم بها 0
رسالة الباحثة إيمان العزب كلية التربية جامعة بنها ماجستير
ملخـص الدراسـة :
- مشكلـة الدراسـة:
تحددت مشكلة الدراسة في " قصور مستوي الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة والقدرة علي اتخاذ القرارات المناسبة نحوها لدي معلمي العلوم قبل الخدمة". ويمكن التصدي لهذه المشكلة من خلال الإجابة عن التساؤلات الآتية:
1- ما أهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ينبغي علي معلمي العلوم قبل الخدمة الإلمام بها؟
2- ما مدي وعي معلمي العلوم قبل الخدمة بتلك القضايا وقدرتهم علي اتخاذ القرارات المناسبة نحوها؟
3- ما التصور المقترح لوحدة تتضمن تلك القضايا؟
4- ما مدي فعالية الوحدة المقترحة في تنمية الوعي بالقضايا الصحية المعاصرة والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب نحوها لدي معلمي العلوم قبل الخدمة؟
أهـداف الدراسـة:
استهدفت الدراسة ما يلي:
1- تحديد قائمة بأهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ينبغي علي معلمي العلوم قبل الخدمة الإلمام بها.
2- تنمية الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب نحوها لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.
3- إعداد وحدة مقترحة قائمة علي التعلم بالموديولات وقياس فعاليتها في تنمية الوعي بتلك القضايا والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب نحوها لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.
أهـمية الدراسـة:
تتضح أهمية الدراسة فيما يلي:
1- توجيه أنظار المسئولين عن برامج إعداد المعلم إلي بعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي يمكن تضمينها بهذه البرامج من خلال ما توصلت إليه هذه الدراسة من قائمة بأهم تلك القضايا.
2- توجيه أنظار الباحثين في مجال التربية إلي القيام بدراسات مماثلة نظرا لأن الدراسات العربية التي تناولت التربيـة الجنسية والقضايا المرتبطة بها قليلة علي حد علم الباحثة.
3- توجيه أنظار مصممي ومخططي برامج إعداد المعلم لإمكانية تصميم بعض الموضوعات بأسلوب التعلم الذاتي نظرا لطبيعتها الملحة, ولمسايرة الاتجاهات الحديثة في تدريس العلوم وقضايا المجتمع.
4- قد تساهم الوحدة المقترحة في لفت أنظار مصممي ومخططي المناهج بالمراحل التعليمية المختلفة لأهمية التربية الجنسية والقضايا المرتبطة بها.
5- تقديم دليل للمعلم يوضح كيفية تدريس قضايا التربية الجنسية ومناقشتها مع التلاميذ.
حـدود الدراسـة:
اقتصرت الدراسة علي الحدود التالية:
1- التربية الجنسية والقضايا المرتبطة بها كمجال من مجالات التربية الصحية.
2- الطلاب المعلمين بالفرقة الثالثة شعبتي (البيولوجي, والطبيعة والكيمياء) بكلية التربية ببنها.
أدوات الدراســــة:
اعتمدت الدراسة علي الأدوات التالية:
1- استطلاع رأي الخبراء حول أهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ينبغي علي معلمي العلوم قبل الخدمة الإلمام بها.
2- مقياس الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.
3- مقياس القدرة علي اتخاذ القرار المناسب نحو القضايا الصحية المعاصرة لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.(جميع الأدوات من إعداد الباحثة)
إجـراءات الدراسـة:
تم الإجابة عن تساؤلات الدراسة وفق الإجراءات التالية:
* تحديد أهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ينبغي على معلمي العلوم قبل الخدمة الإلمام بها, وذلك وفقا للخطوات التالية:
أ- الاطلاع على الأدبيات والبحوث السابقة التي تناولت القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية, ومتابعة وسائل الإعلام التي اهتمت بتلك القضايا.
ب- إعداد قائمة مبدئية بأهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ينبغي تدريسها لمعلمي العلوم قبل الخدمة, ووضعها في صورة استطلاع رأي مبدئي وعرضه على مجموعة من المحكمين.
ج- تم عرض الصورة النهائية لاستطلاع الرأي حول أهم القضايا الصحية المعاصرة على عينة من أساتذة المناهج وطرق تدريس العلوم بكليات التربية وأساتذة الصحة العامة بكليات الطب,وموجهي ومعلمي مادة العلوم, ومجموعة من طلاب وطالبات معلمي العلوم قبل الخدمة, لتحديد مدي أهمية تلك القضايا ومناسبتها لعينة الدراسة.
د- التوصل إلي القائمة النهائية للقضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية.
* تحديد مدى وعي معلمي العلوم قبل الخدمة ببعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية، والقدرة على اتخاذ القرار نحوها:
وتم ذلك من خلال إعداد الأداتين التاليتين:
- مقيـاس الوعي بالقضـايا الصحيـة المعـاصرة.
- مقياس القدرة على اتخاذ القرار المناسب نحو القضايا الصحية المعاصرة.
وتم إعداد أداتي الدراسة في ضوء ما يلي:
1- الاطلاع علي مقاييس واختبارات مشابهة تستهدف تنمية الوعي واتخاذ القرار.
2- القائمة النهائية للقضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية.
3- إعداد المقياسين في صورتهما الأولية.
4- عرض المقياسين علي مجموعة من المحكمين.
* إعداد الوحدة المقترحة للقضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية. وكان ذلك من خلال:
1- تحديد الهدف من الوحدة المقترحة.
2- إعداد محتوي الوحـدة المقترحـة.
3- تحديد الأنشطة والوسائل التعليمية المستخدمة في الوحدة.
4- تحديد إستراتيجيات التدريس المستخدمة.
5- تحديد أساليب التقـويم المناسبة بالوحـدة.
6- إعداد دليل المعلم كمرشد وموجه في تدريس الوحدة.
7- عرض الوحدة المقترحة ودليل المعلم علي المحكمين.
8- التوصل للصورة النهائية للوحدة المقترحة ودليل المعلم.
* تحديد مدى فعالية الوحدة المقترحة لتنمية الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية، والقدرة على اتخاذ القرار المناسب حيالها:
وتم تحديد فعالية الوحدة فيما هدفت إليه من خلال:
1- اختيار عينة الدراسة.
2- التطبيق القبلي لأداتي الدراسة.
3- تدريس الوحدة المقترحة التي تم إعدادها مسبقا.
4- التطبيق البعدي لأداتي الدراسة.
5- رصد النتائج ومعالجتها إحصائياً.
- نتائج الدراسة:
توصلت نتائج الدراسة الحالية إلي ثبات صحة الفروض المطروحة وهي:
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (05,) بين متوسطي درجات مقياس الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية لدي معلمي العلوم قبل الخدمة في التطبيق القبلي والبعدي لصالح التطبيق البعدي.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (05,) بين متوسطي درجات مقياس القدرة علي اتخاذ القرار نحو بعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية لدي معلمي العلوم قبل الخدمة في التطبيق القبلي والبعدي لصالح التطبيق البعدي.
3- للوحدة المقترحة حجم تأثير كبير في تنمية الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.
4- للوحدة المقترحة حجم تأثير كبير في تنمية القدرة علي اتخاذ القرار نحو بعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.
تعليقات