فعالية القصص الكاريكاتوري فى تعديل بعض السلوكيات ‏الصحية الخاطئة وتنمية الوعى بها لدى التلاميذ المعاقين سمعياً ‏بالمرحلة الابتدائية ‏



يعرض هنا ملخص لبعض رسائل الماجستير والدكتوراة التي تم إعدادها في مجال التربية العلمية ويمكن الاستفادة منها لخدمة الباحثين



فعالية القصص الكاريكاتوري فى تعديل بعض السلوكيات ‏الصحية الخاطئة وتنمية الوعى بها لدى التلاميذ المعاقين سمعياً ‏بالمرحلة الابتدائية ‏






رسالة مقدمة للحصول على درجة الماجستير فى التربية

‏ تخصص مناهج وطرق تدريس العلوم



إعداد

منى عبد المقصود السيد على طرابيه



إشــــــــــراف ‏



أ0د/ ماهر إسماعيل صبرى

أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم -
أ0م0د/ فاطمة محمد عبد الوهاب

أستاذ مساعد المناهج وطرق تدريس العلوم

كلية التربية –جامعة بنها

وكلية التربية بالرستاق - سلطنة عمان ‏

‏2007م

مقدمــة:‏


تشغل قضية الإعاقة والمعاقين اهتمام الدول والهيئات والمنظمات المحلية منها ‏والدولية ؛ نظراً لأن العنصر البشري يعد المكون الأساسي الذي تعتمد عليه الدول في تحقيق ‏التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولذا شهدت المجتمعات فى السنوات القليلة الماضية اهتمام ‏غير مسبوق بتربية ورعاية المعاقين بمختلف فئاتهم يتساوى فى ذلك الدول المتقدمة والنامية ‏وأصبح مدى الاهتمام بالمعاقين ومستوى الخدمات التربوية، والاجتماعية، والطبية المقدمة لهم ‏أحد معايير تقدم الأمم وتحضرها0‏



ويمثل المعاقون قطاعا مهماً من ثروة البلاد البشرية، وطاقة إنتاجية معطلة ما لم ‏يحسن استغلالها واستثمارها للمساهمة فى نهضة وبناء المجتمع، ولذا يجب على المجتمع أن ‏يكثف الجهود والإمكانيات لرعايتهم وتنميتهم، لا من مبدأ العطف والشفقة ولكن من منطلق أن ‏لهم على المجتمع من الحقوق والواجبات ما يماثل العاديين، وأنهم طاقة إذا ما أحسن استثمارها ‏فسوف تعود بالنفع والفائدة أولاً وأخيراً على المجتمع0‏



‏ وإذا كان واحد من كل عشرة معاقين من سكان العالم العربى يولد به إعاقة أو يصاب ‏بها بعد ميلاده، فتلك إشارة إلى الخطر الذى يهدد الرصيد العربى من القوى البشرية المنتجة ما ‏لم تبذل أقصى الجهود لاستثمار ذلك الرصيد (مهنى غنايم ،2000،350)0 ولذا فإن دور ‏التربية الخاصة غاية فى الأهمية بالنسبة للمعاقين بمختلف فئاتهم من أجل مساعدتهم ‏وإعدادهم لكى يحيوا حياة كريمة فى ضوء قدراتهم وإمكانياتهم.‏



‏ وتعد فئة المعاقين سمعياً إحدى فئات الإعاقة التى تحتاج مزيدا من الرعاية والاهتمام خاصة مع ‏تزايد أعدادهم فى الدول النامية، حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2005 إلى أنه ‏يوجد 278مليون معاق سمعياً على مستوى العالم، منهم حوالى (15%) بالدول النامية (‏World ‎Health Oganization ,2005‎‏)، وهى نسبة لا يستهان بها وتعكس ضرورة الاهتمام بهؤلاء الأفراد ‏خاصة وأنه على المستوى المحلى يبلغ عدد المعاقين بمصر ستة ملايين معوق من بينهم نحو( 2 ) ‏مليون معاق سمعياً0(أحمد اللقانى،أمير القرشي،1999،221)‏

والمعاق سمعياً له طبيعة خاصة تختلف عن باقي فئات المعاقين فهو من حيث ‏المظهر شخص عادي لا يلفت النظر إليه، إلا أن إعاقته تقف حاجزاﹰ بينه وبين الآخرين مما ‏يجعله يواجه الكثير من المشكلات وخاصة السلوكية التى تحتاج إلى مساعدة المربين ‏والمؤسسات الاجتماعية لاجتيازها، وربما يكون جهل المحيطين بلغة الإشارة اللغة الوحيدة التى ‏يتقنها المعاق سمعياﹰ من الأمور التى تزيد من صعوبة مساعدته على التغلب على تلك ‏المشكلات0‏

‏ ‏



ويعانى التلاميذ المعاقين سمعياً من المشكلات السلوكية المختلفة ومن بينها ‏ما يتعلق بالجانب الصحى0 ولذا جاءت توصية المؤتمر الأول للتربية الخاصة المنعقد بالقاهرة ‏‏(1995) بأن تحتل البحوث السلوكية مكانتها فى التربية الخاصة سواء كان ذلك ‏داخل المدرسة أو خارجها، حيث إن الكثير من الأطفال المعاقين يحتاجون إلى تعديل ‏السلوك0 (عبد المطلب القريطى ،2001،52)‏



وإذا أخذنا في الاعتبار أن الإعاقة السمعية تفرض على المعاق سمعياً عزله بسبب ‏فقدانه لغة التواصل مع المحيطين به وهى اللغة المسموعة والمنطوقة فإن ذلك يؤثر على ‏اكتسابه أنماط السلوك المختلفة، وفى مقدمتها السلوكيات الصحية التى يحتاجها لوقاية نفسه ‏من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية وغير المعدية0‏



‏ وإذا كانت الصحة مطلباً رئيسياً للجميع فلا نهضة اقتصادية أو اجتماعية أو حضارية ‏بدون أفراد أصحاء؛ فالإنسان هو صانع الحضارة، ولأن الوصول للصحة يعد هدف لكل ‏الشعوب تنفق من أجله ملايين الأموال، فقد أنشئت منظمة عالمية للصحة (‏WHO‏) عام ‏‏1948 بهدف التعاون العالمي في المجال الصحي وتقديم المعونة ونشر الوعى الصحى بين ‏أفراد المجتمعات. وإذا كان هذا الاهتمام الكبير بصحة الأفراد العاديين يعنى الكثير لكافة ‏الهيئات والمؤسسات التربوية والاجتماعية، فإن الاهتمام بصحة المعاقين عموماﹰ والمعاقين ‏سمعياً على وجه الخصوص يصبح أكثر أهمية وضرورة لمساعدتهم على أن يحيوا حياة صحية ‏خالية من الأمراض0‏



‏ فالأفراد الأصحاء هم الرصيد الاستراتيجي لتنمية أى مجتمع من المجتمعات ‏والحفاظ على الصحة هو فى المقام الأول مسئولية شخصية تقع على عاتق كل ‏فرد فى المجتمع، وتتطلب سلوكاﹰ معيناﹰ فى ممارسته أنشطته اليومية لتجنب المرض ‏والتمتع بصحة جيدة تتعدى أثارها الإيجابية الفرد نفسه، وتعود بالنفع على مجالات التنمية ‏والإنتاج 0 (ألفت مطاوع، 2006، 641)‏



‏ ويرى (عبد الرحمن سليمان، 1999 ،18) أن الرعاية الصحية من أهم جوانب ‏الرعاية التى يجب توفيرها للتلاميذ للمعاقين سمعياً، والتى تأتى عن طريق الاهتمام بالتربية ‏الصحية وتنمية الوعى الصحى بين التلاميذ وتعويدهم العادات الصحية السليمة، ومراعاة ‏النظافة فى كل شيء للمحافظة على صحتهم والوقاية من الأمراض0‏



‏ ولاشك أن الأمراض المعدية تكثر بين التلاميذ الذين يسلكون سلوكاً غير صحي، وأن ‏إصابة التلميذ بالأمراض تقلل من قدرته على التحصيل وتعطل الطاقات الكامنة التى تؤدى به ‏إلى النبوغ، لذلك كان من واجب المدرسة فى مرحلة التعليم الابتدائى غرس العادات الصحية ‏السليمة فى التلاميذ بكافة الطرق الممكنة للمحافظة على صحتهم0 ‏

‏(ليلى بدر، وآخران، 1989، 400)‏



‏ فممارسة السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة كاستخدام المناشف الخاصة بالغير ‏وشراء الأطعمة من الباعة الجائلين، وإلقاء المخلفات على الطرق العامة، وغيرها ... من أهم ‏مسببات الإصابة بالأمراض وانتشارها بين الأفراد، بل يمكن القول بأن هناك من الأمراض ما ‏يمكن تسميته بالأمراض السلوكية التى تنتج مباشرة من سلوكيات صحية خاطئة مثل مرض ‏الإيدز الذى حتى اليوم لم يكتشف له علاج وفى تزايد ملحوظ سببه ممارسات صحية غير ‏سليمة، كذلك سلوك التدخين الذي يعد السبب الرئيسى للإصابة بالسرطانات0‏



‏ وإذا كان الطفل العادى بما يمتلك من حواس متعددة، وما يتلقاه من رعاية وتوجيه ‏لسلوكياته داخل الأسرة والمدرسة، ومن خلال المؤسسات التربوية والاجتماعية سواء النظامية أو ‏غير النظامية إلا أنه يمارس سلوكيات صحية سيئة، فما بالنا بالطفل المعاق سمعياً الذى يفتقد ‏الحاسة الرئيسية للتواصل مع الآخرين، والذى لا يتمكن من متابعة برنامج بالإذاعة أو ‏التليفزيون يناقش انتشار مرض ما أو طرق الوقاية منه أو العلاج، كذلك لا يتمكن من سماع ‏توجيه والديه لأشقائه من السامعين حول السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى قد ‏يمارسونها، ولا يتمكن من معرفة سبب مرض أخيه بالمنزل، ويزداد حجم المشكلة خاصة إذا ‏كان أبويه من أب وأم عاديين يجهلا لغة الإشارة التى لا يعرف التلميذ المعاق سمعياً غيرها ‏بالإضافة إلى أنه يتعامل مع أقرانه الذين يأتون إلى المدرسة من خلفيات ثقافية وظروف ‏اقتصادية مشابهة له، وبالتالى فإن معدل ممارسة السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة قد ‏يزيد لدى التلميذ المعاق سمعياً الذى لا يعرف شىء حول ما قد يتعرض له من أمراض ‏أو مشكلات صحية.‏

‏ ولذا يجب أن يكون هناك جهود منظمة ومباشرة فى المدرسة من خلال برامج فى ‏التربية الصحية للتلاميذ المعاقين سمعياً لحمايتهم من أخطار الإصابة بالأمراض، والحد من ‏انتقالها بينهم، والتوعية بأخطار الإصابة بهذه الأمراض وخاصة الأمراض الفتاكة كمرض ‏الإيدز. ‏‎ (Deyo ,1994 ,pp91)‎

‏ وأشارت (عالية محمد، 2006، 33) إلى أهداف التربية الصحية للتلاميذ للمعاقين ‏سمعياً ومنها : تنمية وتدريس المهارات والاتجاهات والسلوكيات الصحية، ونشر الوعى ‏الصحى لديهم، وتغيير عادات وسلوك واتجاهات التلاميذ نحو الصحة، وإكسابهم أساليب الحياة ‏الصحية0‏



‏ ويوضح (‏Phillip,1998 ,p411‎‏) أن الجهود المبكرة فى المنزل والمدرسة يمكن أن ‏تؤدى إلى إكساب الأطفال السلوكيات الصحية وتنمية العادات الصحية المرغوبة، فالتأثيرات ‏الايجابية خلال هذا الوقت يمكن أن تساعد الطفل لتحقيق صحة إيجابية وللمدرسة دور فعالاً ‏فيما يتعلق بالصحة والمرض فهى تساعد الطفل على معرفة أعراض المرض، وكيفية الوقاية ‏والعلاج منه يمكن أن تحميه من مشكلات صحية0 ‏



‏ والواقع أنه عند التحاق التلميذ المعاق سمعيا بالمدرسة، وخاصة فى المرحلة الابتدائية ‏تكون هناك فرصة كبيرة للتأثير فى السلوكيات المختلفة لديه ومنها السلوكيات الصحية ‏وتوجيهها نحو السلوكيات المرغوبة، فما يميز التلميذ فى هذا السن الصغير سهولة إقناعه ‏وذلك لأنه يرى فى معلمه القدوة التى يمتثل لها ويطيعها، على العكس من المراحل العليا التى ‏يمتاز فيها التلميذ بالعناد وصعوبة التأثير فى سلوكياته التى اكتسبها فى سنوات طويلة ولم ‏تقوم من قبل، بالإضافة إلى ذلك فإن المدرسة تعد مكاناﹰ مناسباﹰ للكشف عن السلوكيات ‏الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى هؤلاء التلاميذ وتعديلها من خلال قواعد الصحة والأمان فداخل ‏الفصل يتدرب التلاميذ على المحافظة على نظافة المكان، ومن خلال الوجبات الساخنة التى ‏تقدم لهم يمكن تعليمهم آداب الطعام، وقواعد التغذية السليمة0‏



‏ ومن حق المعاقين سمعياً أن تشملهم العناية والرعاية الصحية التى تمكنهم من ‏الاستمتاع بحياة متوازنة تتسم بالتوافق مع أقرانهم من العاديين وأول حقوقهم فى ذلك مساعدتهم ‏على اكتساب السلوكيات الصحية السليمة التى تساعدهم فى أن يحيوا حياه صحية خالية من ‏الأمراض0‏



‏ ولذا من الضروري أن نوفر للتلاميذ المعاقين سمعياً منهجاً يدربهم على السلوكيات ‏والعادات الصحية السليمة، ويزيد من وعيهم الصحى والقدرة على المشكلات التى يمكن أن ‏يتعرضوا لها فى البيت والمدرسة وأن يقدم لهم ذلك ضمن منهج المدرسة الابتدائية0 ‏

‏(عالية محمد،2006، 35) ‏

‏ ويجب تقديم التربية الصحية للمعاقين سمعياً من خلال برامج ومداخل تعليمية بحيث ‏تكون جزءاً لا يتجزأ من حياتهم يبدأ معهم من مرحلة عمرية مبكرة بحيث تركز على ‏المعلومات والسلوكيات الصحية0‏‎(Durkin & et .al, 1983 : 16-18)‎



والبرامج التى تقدم للتلاميذ المعاقين سمعياً يجب أن تعتمد على الصور لأنها تخاطب ‏طفلاً يفتقد حاسة السمع، ولذا ينطبق عليه المثل الذى يقول "رب صوره خير من ألف كلمه" ‏وذلك لاعتماد المعاق سمعياً على حاسة البصر التى تجعل المعاق سمعياً كأنه يسمع ويرى ‏بعينيه0 (أحمد إبراهيم ،2003، 184) ‏

‏ ‏

‏ ويؤكد ‏‎(Minter, 1983)‎‏ أنه لتقديم التربية الصحية للأصم يجب الاعتماد على مواد ‏تعليمية بصرية مدعمة بلغة بسيطة مع الاستعانة بالوسائل البصرية كالصور، الأفلام المواقف ‏العملية0 ‏



وتعد الرسوم الكاريكاتورية أحد المثيرات البصرية المهمة التى يمكن استخدامها بفاعلية ‏مع التلاميذ عموماً والتلاميذ المعاقين سمعياً خصوصاﹰ الذين يكون تركيزهم على حاسة ‏البصر0 حيث تساعد الرسوم الكاريكاتورية التلاميذ على التواصل غير اللفظى، كما تفيد فى ‏تدريب الجانب الأيمن من المخ، وتنمية مهارات اللغة البصرية، كما تساعد فى تنمية مهارات ‏التفكير العليا لدى التلاميذ، وتوضيح الأشياء المجردة0(‏‎,67‎‏ ‏Steinfirst , 1995‎‏)‏

‏ ‏

‏ ويوضح كل من (أمير القرشى،2001 ،55 :56)، (إسماعيل درديرى، 2001، ‏‏135) مزايا رسوم الكاريكاتور فى أنها تعد لغة عالمية سهلة الفهم تساعد فى نقل الكثير من ‏المعارف والمفاهيم فيما يعرف باللغة البصرية، كما يتمتع الكاريكاتور بالجاذبية، والطرافة، ‏والقوة والتشويق، والإثارة، كما يحمل فى طياته أكثر من هدف ومعنى، ولذلك نجح الكاريكاتور ‏فى مخاطبة الأطفال فى كافة البيئات والأعمار0‏



وبجانب فن الكاريكاتور يوجد فن آخر نجح فى مخاطبة الأطفال بمختلف فئاتهم، هو ‏فن القصة، الذى تحقق بواسطته الكثير من الأهداف التربوية بشكل عام، وفى مجال التربية ‏الصحية بشكل خاص0‏



ولا تحتاج القصة للتدليل على أهميتها كأسلوب فى التربية والتأثير على سلوك ‏الأطفال، فقد جاء القصص فى القرآن الكريم لما للقصص من تأثير على النفس البشرية؛ فالذى ‏خلق يعلم طبيعة المخلوق، ومن هنا جاءت قصص عديدة فى القرآن الكريم، ويقول المولى عز ‏وجل فى ذلك . ‏‏ لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثاً يفترى…‏‏ 0 ‏‏(سورة يوسف، الآية111)0‏

‏ ‏

بل إن القصة لا يتوقف تأثيرها عند مجرد تقديم المعلومات، أو سرد أحداث تمتع ‏وتسلى القارئ بل يمكن أن تسهم فى تغيير سلوك المتلقى نحو السلوكيات المرغوبة من خلال ‏معرفته النتائج المترتبة على الممارسات الخاطئة، وترغيبه فى السلوكيات المرغوبة0‏

وتساهم القصة فى تعديل السلوك غير المرغوب لدى التلاميذ المعاقين سمعياﹰ من ‏خلال الأفكار التى تقدمها، وهو ما يسمى بالإرشاد عن طريق الكتب ‏‎(Bibilo therapy)‎‏ ‏وهذا ما أشارت إليه دراسة (جمال عطية، 2000) 0‏

‏ وتوصى (‏‎ john&Baraba‏) بضرورة استخدام إطار القصة فى تعليم المعاقين سمعياً ‏فيما يعرف بإطار القصة الذى يشمل العنوان، والأحداث، والشخصيات، والحل ‏‏(نقلا عن محمد عبد المقصود، 2004، 132)0 ‏



فالمعاقين سمعياً تجذبهم الكتب التى تحكى قصصاً ملونة ويشعرون بالسعاة عند ‏متابعة أحداث القصة وتوجد لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بنيناً وبناتاﹰ تفضيلات مشتركة فى ‏قراءة القصص، ولكن تظهر بعض الاختلافات بين هذه التفصيلات كلما اقتربوا من مرحلة ‏المراهقة0(بدر النعيم، 1993، 16، حلمى إبراهيم ليلى فرحات، 1998، 400)‏

‏ فالقصص تحقق فوائد متنوعة مع فئة المعاقين سمعياً على أن يتم إعدادها وتقديمها ‏بشكل يلائم خصائصهم وأساليب التواصل معهم بحيث تكون مصورة، أو مزوده بالصور ‏الملونة، وتعتمد على الوسائط المتعددة على أن يتم ترجمتها إلى لغة الإشارة سواء تم ذلك ‏بواسطة المعلم أو جهاز فيديو0 ‏‎(Andrews et .al, 1995), (Andrews & Jordan, 1998 ), ‎‎(Rhys, Jones& Hydn 2000) ‎

‏ ‏ ويوضح كل من (ليلى عبد المجيد، محمود علم الدين،2004 : 161) أنه ‏يمكن توظيف الكاريكاتور بشكل درامى ، ويكون ذلك فى شكل قصة قصيرة أو قصة ‏طويلة مرسومة، وفيها يتم اختيار مجموعة من الشخصيات ذات طابع مميز من حيث الشكل ‏والتصرفات، وتؤدى إلى إحداث دهشة للقارئ وشعور شديد بالرغبة فى ملاحقة الأحداث0‏

‏ وفى ضوء ما سبق تسعى الدراسة الحالية إلى الاستفادة من مزايا استخدام رسوم ‏الكاريكاتور مع فئة المعاقين سمعياً، وتقديم أسلوب شائق للتلاميذ المعاقين سمعياً، وذلك من ‏خلال استخدام القصص الكاريكاتورية (للإفادة من الرسوم الكاريكاتورية الملونة فى مخاطبة ‏حاسة البصر لدى المعاق سمعياً) ­ فى حدود علم البحث الحالى ­ لا توجد أى دراسة عربية أو ‏أجنبية استخدمت هذا الأسلوب مع التلاميذ المعاقين سمعياﹰ فى تعديل السلوكيات الخاطئة ‏المرتبطة بالصحة وتنمية الوعى بها لديهم0‏



الإحساس بالمشكلة : ‏

‏ نبع الإحساس بمشكلة البحث الحالى من خلال :‏

أولاً : مراجعة بعض الدراسات والبحوث السابقة(*) تبين ما يلى :‏

‏1- وجود تدنى فى مستوى الوعى الصحى والوقائى لدى التلاميذ المعاقين سمعياً وقصور ‏مناهج العلوم المقدمة للتلاميذ المعاقين سمعياً عن تحقيق الدور المطلوب فى تحقيق ‏التربية الصحية لديهم وهذا ما توصلت إليه نتائج دراستى كل من (إبراهيم محمد شعير ‏‏2005)، (عالية محمد ،2006) فقد توصلتا إلى أن مناهج العلوم المقدمة للتلاميذ ‏المعاقين سمعياً قد تناولت موضوعات التربية الصحية بشكل سطحى ومهمش0وأوصتا ‏بضرورة تضمين وحدات مستقلة لمفاهيم التربية الصحية والوقائية0‏

‏2- أكدت بعض الدراسات السابقة مثل دراسة (السيد شهده، 1992)، (فايز محمد عبده ‏إبراهيم فوده ، 1997) تدنى مستوى الوعى الصحى والبيئى لدى تلاميذ المرحلة ‏الابتدائية، وأوصت الدراسة الثانية بضرورة تضمين مقررات العلوم العديد من الأنشطة ‏المصاحبة لتعميق وعى التلاميذ ببعض متطلبات التربية الصحية0وهذا ما أكدته دراسة ‏‏(فايز عبده ،1998) حيث أوضحت تدنى مستوى الوعى الصحى لدى التلاميذ المعاقين ‏سمعياً بالمرحلة الابتدائية، وقد يكون تدنى مستوى الوعى الصحى لدى التلميذ المعاق ‏سمعياً أحد الأسباب وراء ممارسته لبعض السلوكيات غير السليمة صحياً0 ‏

‏3- وجود قصور فى الرعاية الصحية بمدارس المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية وهذا ‏ما أكدته دراسة (محمد فوزي عبد المقصود،1990) والتى أوصت بضرورة توافر ‏الزائرات الصحية0‏

‏4- يعانى التلاميذ المعاقين سمعياً من وجود مشكلات صحية مثل : زيادة نسبة التلاميذ ‏المعاقين سمعياً المدخنين مقارنهم بنظرائهم العاديين، وتعرضهم للأخطار مثل تناول ‏الأدوية المحظورة، اللعب بأسلاك الكهرباء، أو التعامل مع الأجهزة والآلات الحادة0‏

‏ (نقلاً عن فاطمة عبد الوهاب، 2002 : 176، 180) ‏

‏5- وجود نقص فى المعارف الصحية لدى معلمى التلاميذ المعاقين قبل وأثناء الخدمة وهذا ما ‏أكدته بعض الدراسات مثل دراسة ‏‎ (Clark, 1995)‎‏ ودراسة (فاطمة عبد الوهاب 2002) ويؤثر ‏هذا النقص على كفائة المعلم عند تدريسه للوحدات الدراسية المقررة على التلاميذ التى ‏تتضمن بعض الموضوعات الصحية0‏





ثانياً : أجرت الباحثة دراسة استطلاعية استهدفت : ‏

‏ تحديد السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى قد يمارسها التلاميذ المعاقون ‏سمعياً بالمرحلة الابتدائية، وتحديد مدى شيوع تلك السلوكيات لدى هؤلاء التلاميذ، وتحديد ‏مدى ملاءمة مادة الأنشطة لتعديل تلك السلوكيات0 وتم ذلك باستخدام أداتين هما[*] : ‏

‏1- استبانه قدمت إلى (15) معلماً ومعلمة من معلمى الفئة، شملت الاستبانه سؤال مفتوح: ‏ما السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى قد يمارسها التلاميذ المعاقين سمعيا ‏بالمرحلة الابتدائية؟ بالإضافة إلى سؤال آخر : هل تساعد كتب الأنشطة المقدمة لهؤلاء ‏التلاميذ فى تعديل تلك السلوكيات لديهم ؟ ‏

‏2- بطاقة تقدير السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة تم إعدادها فى ضوء البيانات التى تم ‏تجميعها من الاستبانة، حيث تم صياغة السلوكيات التى قام المعلمون بتحديدها ووضعها ‏أمام مقياس متدرج يحدد مدى ممارسة التلميذ المعاق سمعيا للسلوكيات الصحية الخاطئة0 ‏تم تطبيقها على (27) تلميذا وتلميذة بالمرحلة الابتدائية0‏

وتوصلت إلى :‏

‏­ شيوع العديد من السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة ‏الابتدائية مثل:عدم غسل اليدين قبل الأكل وبعده، والإسراف فى تناول الطعام، وعدم ‏الحرص على نظافة الشعر والوجه، والملابس0‏

‏­ أكد المعلمون أن مادة الأنشطة غير ملائمة لتعديل تلك السلوكيات رغم أن محتواها يتضمن ‏بعض الموضوعات الصحية ولكنها على هيئة مفردات تقويمية0‏



‏ وإيماناﹰ بدور المدرسة المهم الذى تقوم به فى تربية وتعليم المعاقين سمعياً والذى لا ‏يقتصر على مجرد تلقينهم المعلومات الواردة بالكتب، بل أيضاً لها دور حيوى مهم فى تشكيل ‏أنماط السلوك الصحى المرغوب، والكشف عن الأنماط الخاطئة وتعديلها، وخاصة فى المرحلة ‏الابتدائية حيث إنها تعد أول التقاء للتلميذ المعاق سمعياً بمؤسسة تربوية فى حياته لذا فهناك ‏واجب تربوى وإنسانى لمساعدة هؤلاء التلاميذ فى أن يتعلموا كيفية حماية أنفسهم من الأمراض ‏عن طريق ممارسة السلوكيات الصحية السليمة0‏





مشكلة البحث :‏

‏ تمثلت مشكلة البحث الحالى فى شيوع بعض السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة ‏لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية، ولمحاولة التوصل لحل تلك المشكلة تحاول ‏الدراسة الإجابة عن التساؤلات التالية :‏

‏1.‏ ما السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً ‏بالمرحلة الابتدائية ؟

‏2.‏ ما مدى وعى هـؤلاء التلاميذ بخطأ تلك السلوكيات؟

‏3.‏ ما القصص الكاريكاتورية المقترحة لتعديل تلك السلوكيات؟

‏4.‏ ما مدى فعالية هذه القصص فى تعديل تلك السلوكيات وتنمية الوعى بها لدى هؤلاء ‏التلاميذ؟ ‏



أهداف البحث :‏

‏ استهدف البحث الحالى ما يلى :‏

‏1- تحديد السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى يمارسها التلاميذ المعاقون سمعياً ‏بالمرحلة الابتدائية0‏

‏2- اختيار أكثر السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً0‏

‏3- إعداد مجموعة من قصص الكاريكاتور التى تعالج السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة ‏لدى التلاميذ المعاقين سمعياً.‏

‏4- تحديد فعالية القصص الكاريكاتورى في تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة ‏الأكثر شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالصف الخامس الابتدائي، وتنمية الوعي ‏لديهم بتلك السلوكيات.‏



أهمية البحث :‏

‏ نبعت أهمية البحث الحالى من أهمية موضوعه، وأهمية الفئة التى يتناولها، حيث ‏تمثلت تلك الأهمية فى :‏

‏1-‏ أن معظم الدراسات العربية التى تناولت فئة المعاقين سمعيا ً­ فى حدود ما تم الإطلاع ‏عليه من دراسات ­ يغلب على معظمها الطابع النفسى حيث اهتمت بدراسة السلوكيات ‏العدوانية لديهم، أو الخصائص النفسية لهم، وأساليب التواصل معهم، وحتى الدراسات ‏التى اهتمت بتعديل السلوك لديهم ركزت على نمط واحد من السلوكيات وهو السلوك ‏العدوانى رغم الأهمية والضرورة الملحة لتعديل أنماط السلوك الصحي الخاطئ لدى هؤلاء ‏التلاميذ لما لها من تأثيرات وانعكاسات مباشرة على حالتهم الصحية وحياتهم 0 ‏

‏2-‏ البحث الحالى قد يساعد فى إلقاء الضوء على السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى ‏التلاميذ المعاقين سمعياً0‏

‏3-‏ تنمية اتجاهات إيجابية لدى التلاميذ المعاقين سمعياً نحو قراءة القصص0‏

‏4-‏ قد تفيد نتائج البحث الحالى مطورى مناهج هذه الفئة فى إعداد وحدات تعليمية فى التربية ‏الصحية تعتمد على قصص الكاريكاتور0‏

‏5-‏ ‏ تقديم أسلوب جديد للمعلم يستخدمه عند تدريس بعض الموضوعات الصحية لتلك الفئة0‏

‏6-‏ ‏ تقديم أداتين لقياس السلوك الصحى الخاطئ، وقياس مستوى الوعى به، يمكن استخدامهما ‏فى دراسات وبحوث أخرى، كما يمكن للمعلمين وأولياء أمور التلاميذ المعاقين سمعياً ‏أيضاً استخدامهما مع هؤلاء التلاميذ.‏

‏7-‏ ‏ يقدم البحث الحالى شكل جديد من أشكال التعليم البصرى يمكن استخدامه مع التلاميذ ‏المعاقين سمعياً لتحقيق نواتج تعلم أخرى فى حال ثبوت فعاليته 0‏

‏8-‏ ‏ يقدم البحث الحالى دليل معلم، ومجموعة من القصص يمكن لمعلم الفئة استخدامهما عند ‏تدريس بعض الموضوعات الصحية للتلاميذ المعاقين سمعياًً بالمرحلة الابتدائية0‏



مسلمات البحث :‏

ارتكز البحث الحالى على عدد من المنطلقات والمسلمات من أهمها :‏

‏1- السلوك الصحى الخاطئ سبب مباشر للإصابة بالعديد من الأمراض0‏

‏2- يمكن تحديد أنماط السلوك الصحى الخاطئ الأكثر شيوعاً لدى التلاميذ المعاقين سمعياً ‏باستخدام الأسلوب المناسب0‏

‏3- يمكن تحديد مستوى وعى التلاميذ المعاقين سمعياً بالسلوكيات الصحية باستخدام المقياس ‏المناسب0‏

‏4- يمكن تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية مستوى الوعى بها لدى التلاميذ ‏المعاقين سمعياً باستخدام الفنية المناسبة0‏

‏5- تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة ضرورة ملحة لجميع التلاميذ عموماً ‏والمعاقين سمعياً خصوصاً 0‏

‏6- الكشف عن السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتعديلها فى مرحلة الطفولة أفضل من ‏الانتظار للمراحل العليا 0‏



‏7- يمكن تحقيق نواتج تعلم أفضل مع التلاميذ المعاقين سمعياً عن طريق كافة أشكال ‏التعليم البصرى 0‏

‏8- تقديم المعلومات الصحية للأطفال فى إطار قصصى يجعل استيعابها أفضل0‏



حـــدود البحــث : ‏

‏ اقتصر البحث الحالى على :‏

‏1-تعديل أكثر السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة شيوعاً لدى مجموعة البحث0‏

‏2-تطبيق تجربة البحث على تلاميذ الصف الخامس الابتدائى بمدرسة الأمل للمعاقين سمعياً ‏بمدينة الزقازيق للمبررات التالية :‏

أ- الدراسة الاستطلاعية أكدت شيوع بعض السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لدى ‏تلاميذ هذا الصف0‏

ب- عند وصول التلميذ لهذا الصف يكون المعلم قد تمكن من ملاحظته لأكثر من عام ‏مما يعطى تصور أعمق حول سلوكياته الصحية.‏

جـ- يتراوح سن تلاميذ هذا الصف مابين (10­12) سنة، وهو يمثل مرحلة الطفولة ‏المتأخرة، التى تعد مرحلة انتقالية ما بين الطفولة المبكرة، ومرحلة المراهقة، لذا من ‏الضروري التأكيد على إكسابهم السلوكيات الصحية السليمة، وتصحيح الأنماط ‏الخاطئة لديهم، خاصة أن المرحلة الابتدائية تعد مرحلة منتهية لبعض التلاميذ ‏المعاقين سمعياً بسبب الظروف الاقتصادية لأسرهم0‏

د- هذه المدرسة تمثل المدرسة النموذجية على مستوى المحافظة من حيث الإمكانيات ‏المادية والبشرية ويوجد بها أكبر عدد من التلاميذ مقارنة بباقى مدارس المعاقين ‏سمعياً بالمحافظة0‏



التصميم التجريبى للبحث :‏

‏ نظراً لطبيعة البحث، وطبيعة عينته، وحيث لم يستهدف البحث مقارنة المعالجة ‏المقترحة مع أى فنية أخرى من فنيات تعديل السلوك الصحى الخاطىء لدى التلاميذ المعاقين ‏سمعياً، لذا كان اختيار التصميم التجريبي ذى المجموعة الواحدة ‏One group pre-post-‎test Design، هو الأنسب حيث يتم إجراء التطبيق القبلى لأداتى البحث(بطاقة تقدير ‏السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة، ومقياس الوعى بالسلوكيات الصحية المصور على أفراد ‏العينة، ثم تقديم المعالجة المقترحة (قصص الكاريكاتور)، ثم إجراء التطبيق البعدى لأداتى ‏البحث على نفس الأفراد عينة البحث، لبيان مدى فعالية القصص الكاريكاتورى فى تعديل ‏السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية الوعى بها لديهم0‏



أدوات البحث :‏

اعتمدت الإجراءات الميدانية للبحث على الأدوات التالية :‏

‏1/ استمارة جمع بيانات لتحديد السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى يمارسها التلاميذ ‏المعاقين سمعياً0‏

‏2/ بطاقة تقدير لتحديد مدى ممارسة هؤلاء التلاميذ لتلك السلوكيات0‏

‏3/ مقياس مصور لقياس مدى وعى التلاميذ المعاقين سمعياً بالسلوكيات الخاطئة المرتبطة ‏بالصحة0‏ والأدوات الثلاثة من إعداد الباحثة

إجراءات البحث :‏

أولاً : دراسة نظرية حول :‏

‏1-‏ التلاميذ المعاقون سمعياً : (خصائصهم فى مرحلة الطفولة المتأخرة، وأساليب التواصل ‏معهم)0‏

‏2-‏ السلوك الصحى : (مفهومه، العوامل المؤثرة فى تشكيله، أنماطه، أساليب تشخيص ‏الأنماط الخاطئة، وفنيات تعديلها)0‏

‏3-‏ رسوم وقصص الكاريكاتور : (المفهوم، الأسس، دورها فى تعديل السلوك، مزايا استخدامها ‏مع فئة المعاقون سمعياً)0‏

ثانياً : تحديد قائمة بالسلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً ‏لدى التلاميذ المعاقين سمعياً بالمرحلة الابتدائية، وذلك وفقاً لما ‏يلى :‏

‏1-إعداد استمارة جمع بيانات، وتقديمها للأشخاص الأكثر تعاملاً مع التلاميذ المعاقين سمعياً ‏بالمرحلة الابتدائية (معلمين ­ مشرفين) لتحديد السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التي ‏قد يمارسها هؤلاء التلاميذ0‏

‏2-إعداد بطاقة تقدير لتحديد مدى ممارسة هؤلاء التلاميذ لتلك السلوكيات، وذلك فى ضوء :‏

‏­‏ أدبيات البحث، والدراســات السابقة0 ‏

‏­‏ نتائــج تطبيق استمارة جمع البيانات0‏

‏­‏ صياغة العبارات وفقاً للقواعد المتبعة0 ‏



‏3-عرض البطاقة على السادة المحكمين، وإجراء التعديلات المطلوبة، وضبط البطاقة0‏

‏4- تحديد عينة البحث0‏

‏5- تطبيق البطاقة قبلياً ورصد النتائج0‏

‏6- اختيار السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً، عن طريق تحديد الحد الأدنى ‏لنسبة الشيوع0‏

ثالثاً : تحديد مدى وعى عينة البحث بخطأ تلك السلوكيات :‏

‏ وتم ذلك من خلال إعداد مقياس مصور للوعى بالسلوكيات الصحية وفقا لما يلى :‏

‏1-‏ الرجوع إلى قائمة السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة الأكثر شيوعاً المحددة سابقاً0‏

‏2-‏ إعداد المقياس فى صورته الأولية0‏

‏3-‏ عرض المقياس على مجموعة من المحكمين وإجراء التعديلات اللازمة، وضبطه0‏

رابعاً : تحديد مكونات القصص الكاريكاتورية المناسبة لتعديل السلوكيات ‏الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية الوعى بها : وتم ذلك وفقاً للخطوات ‏التالية :‏

‏1- تحديد موضوعات القصص وذلك من خلال :‏

أ- الرجوع إلى الموضوعات الصحية بكتاب الأنشطة وتحديد السلوكيات الصحية الواردة فيه0‏

ب- لرجوع إلى قائمة السلوكيات التى سبق تحديدها فى الإجراء الثانى0‏

‏2- إعداد مجموعة القصص0 ‏

‏3- عرض مجموعة القصص على المحكمين وإجراء التعديلات المطلوبة0‏

‏4- التجربة الاستطلاعية للقصص0 ‏

خامساً : تحديد فعالية القصص الكاريكاتورية فى تعديل السلوكيات ‏الخاطئة المرتبطة بالصحة وتنمية الوعي بها0 وكان ذلك من خلال :‏

‏1-‏ إعداد دليل المعلم: بحيث يوضح له الإرشادات والتوجيهات التى يجب أن يتبعها ‏والأهداف التى يجب تحقيقها بعد تدريس كل قصة للتلاميذ0‏

‏2-‏ عرض دليل المعلم على المحكمين وإجراء التعديلات اللازمة0‏

‏3-‏ اختيار عينة البحث0‏

‏4-‏ تطبيق أداتى البحث قبلياً0‏

‏5-‏ تدريس مجموعة القصص التى تم إعدادها فى الإجراء السابق لعينة البحث0‏

‏6-‏ تطبيق أداتى البحث بعدياً على عينة البحث0‏

‏7-‏ معالجة النتائج إحصائياً0‏

‏­ أخيراً تقديم التوصيات والمقترحات0 ‏

مصطلحــات البحث (*): ‏

‏­ التلاميذ المعاقون سمعياً ‏Students‏ ‏Hearing-Impaired‏ ‏

‏ وتعرف الباحثة التلاميذ المعاقين سمعياً إجرائياً بأنهم : تلاميذ الصف الخامس ‏الابتدائي المقيدون بمدرسة الأمل بمدينة الزقازيق، الذين يعانون من فقدان فى السمع أيا كان ‏سببه، أو مستواه، ولا يمكن تعليمهم بنفس الأساليب المستخدمة مع العاديين، ويتلقون المعالجة ‏التجريبية للبحث الحالى 0‏



‏­ تعديل السلوك : ‏Behavior modification‏ ‏

‏ يعرفه (ماهر صبرى 2002 : 219) أنه: عملية تربوية محددة ودقيقة يتم بواسطتها ‏إحداث تغيير مقصود فى أنماط وأساليب تعامل الفرد (اجتماعياً، وحركياً، وعاطفيا، وصحياً ‏وبيئياً) مع نفسه ومع الآخرين 0 وتعتمد عملية تعديل السلوك، ومنها السلوك الصحى على ‏أنماط السلوك الخاطئ التى يعتادها الفرد حيث تتم عملية التعديل من خلال ثمان خطوات ‏أساسية هى : تحديد السلوك المستهدف، وتعريفه وقياسه، وتحليله وظيفياً، وتصميم خطة ‏العلاج، وتنفيذ تلك الخطة، وتقييم فعالية برنامج العلاج، وأخيراً تلخيص النتائج وإيصالها إلى ‏من يهمه الأمر0‏

‏­ السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة : ‏Health-related Misbehaviors

‏ السلوك الصحى هو سلوك إنساني، يشير إلى أنماط السلوك المرتبطة بالصحة، وهو ‏نسبة لكلمة صحة ­ لا لكلمة صحيح‎ ‎أو سليم ­ مثله فى ذلك مثل السلوك البيئى فهو نسبة إلى ‏البيئة، ولذا فإن مصطلح السلوك الصحى الخاطىء يقصد به سلوك خاطىء يرتبط بالصحة ‏وحتى لا يحدث خلط لدى القارىء ولكى يكون المصطلح أكثر سلامة من الناحية اللغوية ‏فسوف يتناول البحث مصطلح السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة بدلا من مصطلح ‏السلوكيات الصحية الخاطئة فى جميع أجزاء البحث0 ‏

وتعرفها الباحثة إجرائيا بأنها: الأفعال والتصرفات التى يمارسها التلميذ المعاق سمعياً ‏بالصف الخامس الابتدائى، ويترتب على ممارستها ضرراً لصحته، أو صحة زملائه أو صحة ‏البيئة المحيطة به وتقاس بمجموع درجاته على بطاقة تقدير السلوك الصحى الخاطئ (إعداد ‏البحث الحالى)0 ‏

‏­ القصة الكاريكاتورية : ‏Comic Stripes

‏ وتعرفها الباحثة إجرائيا بأنها: سيناريو من عدة إطارات متتابعة تحكى قصة من ‏خلال الرسوم الكاريكاتورية وبعض الكلمات ( السردية والحوارية)، تدور أحداثها حول واحد أو ‏أكثر من السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة التى تم تحديدها لدى أفراد عينة البحث ‏الحالى، يقوم المعلم بتدريسها لهم بهدف تعديل السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالصحة لديهم ‏وتنمية وعيهم بها 0 ‏




رسالة الباحثة إيمان العزب كلية التربية جامعة بنها ماجستير
ملخـص الدراسـة :‏


‏- مشكلـة الدراسـة:‏

‏ ‏ تحددت مشكلة الدراسة في " قصور مستوي الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة ‏والقدرة علي اتخاذ القرارات المناسبة نحوها لدي معلمي العلوم قبل الخدمة". ويمكن التصدي ‏لهذه المشكلة من خلال الإجابة عن التساؤلات الآتية:‏

‏1-‏ ما أهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ينبغي علي معلمي ‏العلوم قبل الخدمة الإلمام بها؟

‏2-‏ ما مدي وعي معلمي العلوم قبل الخدمة بتلك القضايا وقدرتهم علي اتخاذ القرارات المناسبة ‏نحوها؟

‏3-‏ ما التصور المقترح لوحدة تتضمن تلك القضايا؟

‏4-‏ ما مدي فعالية الوحدة المقترحة في تنمية الوعي بالقضايا الصحية المعاصرة والقدرة علي ‏اتخاذ القرار المناسب نحوها لدي معلمي العلوم قبل الخدمة؟



أهـداف الدراسـة:‏

‏ ‏ استهدفت الدراسة ما يلي:‏

‏1-‏ تحديد قائمة بأهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ينبغي علي ‏معلمي العلوم قبل الخدمة الإلمام بها.‏

‏2-‏ تنمية الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب نحوها ‏لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.‏

‏3-‏ إعداد وحدة مقترحة قائمة علي التعلم بالموديولات وقياس فعاليتها في تنمية الوعي بتلك ‏القضايا والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب نحوها لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.‏



أهـمية الدراسـة:‏

تتضح أهمية الدراسة فيما يلي:‏

‏1-‏ توجيه أنظار المسئولين عن برامج إعداد المعلم إلي بعض القضايا الصحية المعاصرة ‏المرتبطة بالتربية الجنسية التي يمكن تضمينها بهذه البرامج من خلال ما توصلت إليه ‏هذه الدراسة من قائمة بأهم تلك القضايا.‏

‏2-‏ توجيه أنظار الباحثين في مجال التربية إلي القيام بدراسات مماثلة نظرا لأن الدراسات ‏العربية التي تناولت التربيـة الجنسية والقضايا المرتبطة بها قليلة علي حد علم الباحثة.‏

‏3-‏ توجيه أنظار مصممي ومخططي برامج إعداد المعلم لإمكانية تصميم بعض الموضوعات ‏بأسلوب التعلم الذاتي نظرا لطبيعتها الملحة, ولمسايرة الاتجاهات الحديثة في تدريس العلوم ‏وقضايا المجتمع. ‏

‏4-‏ قد تساهم الوحدة المقترحة في لفت أنظار مصممي ومخططي المناهج بالمراحل التعليمية ‏المختلفة لأهمية التربية الجنسية والقضايا المرتبطة بها.‏

‏5-‏ تقديم دليل للمعلم يوضح كيفية تدريس قضايا التربية الجنسية ومناقشتها مع التلاميذ. ‏



حـدود الدراسـة:‏

‏ ‏ اقتصرت الدراسة علي الحدود التالية:‏

‏1-‏ التربية الجنسية والقضايا المرتبطة بها كمجال من مجالات التربية الصحية.‏

‏2-‏ الطلاب المعلمين بالفرقة الثالثة شعبتي (البيولوجي, والطبيعة والكيمياء) بكلية التربية ‏ببنها.‏



أدوات الدراســــة:‏

اعتمدت الدراسة علي الأدوات التالية:‏

‏1-‏ استطلاع رأي الخبراء حول أهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ‏ينبغي علي معلمي العلوم قبل الخدمة الإلمام بها.‏

‏2-‏ مقياس الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.‏

‏3-‏ مقياس القدرة علي اتخاذ القرار المناسب نحو القضايا الصحية المعاصرة لدي معلمي العلوم ‏قبل الخدمة.(جميع الأدوات من إعداد الباحثة)‏



إجـراءات الدراسـة:‏

‏ ‏ تم الإجابة عن تساؤلات الدراسة وفق الإجراءات التالية: ‏



‏* تحديد أهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ينبغي على معلمي ‏العلوم قبل الخدمة الإلمام بها, وذلك وفقا للخطوات التالية:‏

أ- الاطلاع على الأدبيات والبحوث السابقة التي تناولت القضايا الصحية المعاصرة ‏المرتبطة بالتربية الجنسية, ومتابعة وسائل الإعلام التي اهتمت بتلك القضايا.‏

ب- إعداد قائمة مبدئية بأهم القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية التي ‏ينبغي تدريسها لمعلمي العلوم قبل الخدمة, ووضعها في صورة استطلاع رأي مبدئي ‏وعرضه على مجموعة من المحكمين. ‏

ج- تم عرض الصورة النهائية لاستطلاع الرأي حول أهم القضايا الصحية المعاصرة على ‏عينة من أساتذة المناهج وطرق تدريس العلوم بكليات التربية وأساتذة الصحة العامة ‏بكليات الطب,وموجهي ومعلمي مادة العلوم, ومجموعة من طلاب وطالبات معلمي ‏العلوم قبل الخدمة, لتحديد مدي أهمية تلك القضايا ومناسبتها لعينة الدراسة.‏

‏ د- التوصل إلي القائمة النهائية للقضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية. ‏



‏* تحديد مدى وعي معلمي العلوم قبل الخدمة ببعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة ‏بالتربية الجنسية، والقدرة على اتخاذ القرار نحوها:‏

‏ وتم ذلك من خلال إعداد الأداتين التاليتين:‏

‏- مقيـاس الوعي بالقضـايا الصحيـة المعـاصرة.‏

‏- مقياس القدرة على اتخاذ القرار المناسب نحو القضايا الصحية المعاصرة. ‏

‏ ‏ وتم إعداد أداتي الدراسة في ضوء ما يلي:‏

‏1- الاطلاع علي مقاييس واختبارات مشابهة تستهدف تنمية الوعي واتخاذ القرار.‏

‏2- القائمة النهائية للقضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية.‏

‏3- إعداد المقياسين في صورتهما الأولية.‏

‏4- عرض المقياسين علي مجموعة من المحكمين.‏



‏* إعداد الوحدة المقترحة للقضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية. وكان ذلك ‏من خلال:‏

‏1-‏ تحديد الهدف من الوحدة المقترحة.‏

‏2-‏ إعداد محتوي الوحـدة المقترحـة.‏

‏3-‏ ‏ تحديد الأنشطة والوسائل التعليمية المستخدمة في الوحدة.‏

‏4-‏ تحديد إستراتيجيات التدريس المستخدمة.‏

‏5-‏ تحديد أساليب التقـويم المناسبة بالوحـدة.‏

‏6-‏ إعداد دليل المعلم كمرشد وموجه في تدريس الوحدة.‏

‏7-‏ عرض الوحدة المقترحة ودليل المعلم علي المحكمين. ‏

‏8-‏ ‏ التوصل للصورة النهائية للوحدة المقترحة ودليل المعلم.‏



‏* تحديد مدى فعالية الوحدة المقترحة لتنمية الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة ‏المرتبطة بالتربية الجنسية، والقدرة على اتخاذ القرار المناسب حيالها: ‏

‏ وتم تحديد فعالية الوحدة فيما هدفت إليه من خلال: ‏

‏1- اختيار عينة الدراسة.‏

‏2- التطبيق القبلي لأداتي الدراسة.‏

‏3- تدريس الوحدة المقترحة التي تم إعدادها مسبقا.‏

‏4- التطبيق البعدي لأداتي الدراسة.‏

‏5- رصد النتائج ومعالجتها إحصائياً.‏



‏- نتائج الدراسة:‏

‏ ‏ توصلت نتائج الدراسة الحالية إلي ثبات صحة الفروض المطروحة وهي:‏

‏1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (05‏‎,‎‏) بين متوسطي درجات مقياس ‏الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية لدي معلمي العلوم ‏قبل الخدمة في التطبيق القبلي والبعدي لصالح التطبيق البعدي.‏

‏2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي دلالة (05‏‎,‎‏) بين متوسطي درجات مقياس ‏القدرة علي اتخاذ القرار نحو بعض القضايا الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية ‏لدي معلمي العلوم قبل الخدمة في التطبيق القبلي والبعدي لصالح التطبيق البعدي.‏

‏3- للوحدة المقترحة حجم تأثير كبير في تنمية الوعي ببعض القضايا الصحية المعاصرة ‏المرتبطة بالتربية الجنسية لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.‏

‏4- للوحدة المقترحة حجم تأثير كبير في تنمية القدرة علي اتخاذ القرار نحو بعض القضايا ‏الصحية المعاصرة المرتبطة بالتربية الجنسية لدي معلمي العلوم قبل الخدمة.‏

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقياس مقترح لقياس مهارات التواصل

المهارات اللازمة لطرح الأسئلة الصفية

المفهوم الحديث للمنهج