مدارس الصم وتحديات القرن الحادي والعشرين رؤية اجتهادية



                                 مدرسة التربية السمعية للبنين

 


 
مدارس الصم وتحديات القرن الحادي والعشرين
ـ رؤية إجتهادية ـ
 


 

 

 

 

 

 

 


ورقة عمل مقدمة إلى

الندوة العلمية السابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم

اللجنة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة – الدوحة / قطر

الفترة من 28 – 30/4/2002 ميلادية


إعــداد
محمد عبدالله السليطي
مدير مدرسة التربية السمعية للبنين
 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 



مقدمة


تميز العقدين الأخيرين من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين بالتغيرات السريعة والمتلاحقة في شتى المجالات والميادين نتيجة الطفرة الهائلة في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والتي أفرزت مجموعة من التقنيات العلمية الحديثة والمتقدمة . ولم يكن ميدان التربية الخاصة بعيداً عن إنجازات التقدم العلمي التكنولوجي حيث استفاد من هذه الإنجازات استفادة عظيمة ، إلا أنها في نفس الوقت فرضت تحدياً كبيرا أمام العاملين في المجال في ظل هذا الكم الهائل والمتنوع من الأدوات والوسائل والإمكانات المتطورة الباهظة التكاليف في بعضها ، ووجدت مدارس الصم نفسها في خضم هذه التغيرات مطالبة بالتعديل والتغيير ومواجهة المزيد من التحديات .

ويحاول الباحث ان يقدم رؤية اجتهادية لبعض التحديات التي تواجه مدارس الصم على مستوى الوطن العربي من واقع خبرة ذاتية ومتابعة ومعايشة لاوضاع هذه المدارس على المستوى الخليجي والعربي ، علماً بأنه لم تتوفر لديه أي دراسات عن هذا الموضوع .

 

والباحث عندما يستعرض هذه التحديات إنما يستعرضها باعتبارها هموما  مشتركة في اغلب مدارسنا ومعاهدنا العربية الخاصة بالصم ، كما يأتي استعراضها ليس في إطار من التشاؤم أو اليأس بقدر ما يجسد عرضا واقعيا ورصدا للمشكلات التي تعاني منها هذه المدارس والمعاهد متطلعا الى أمل التغلب عليها ومعتقداً ان معرفة أسباب المشكلات ورصدها بشكل دقيق تعد أولى خطوات الإصلاح والعلاج .

ويرى الباحث ان هذه المشكلات والتحديات  لا تنطبق جميعها على بلد عربي أو معهد دون آخر فبعضها قد ينطبق والبعض الآخر قد لا ينطبق ، ولذلك آثر ان يتناولها بشكل عام وذلك من خلال ما لمسه وشاهده عن قرب ما تعاني منه مدارس الصم أثناء زياراته لها في عدد من الدول العربية .

 

أهداف مدارس ومعاهد الصم

     انطلاقا من وجهة النظر التي ترى أن تحديد الاهداف لأي  مؤسسة مهما كان حجمها ومجال عملها ، يترتب عليه تحديد نوع وطبيعة وحجم العمل المقدم والمتوقع منها ، واستناداً الى هذا الرأي يرى الباحث انه من المهم استعراض أهداف مدارس ومعاهد الصم على مستوى الوطن العربي باعتبارها أهدافاً سامية اشتقت من السياسات التربوية العربية والعقيدة الإسلامية وخصائص المجتمع العربي الأصيلة ، مفترضا ان هناك أهدافا مشتركة بين تلك المدارس والمعاهد ، تسير مجريات ومسارات العمل بها وفق هذه الأهداف وهي كالآتي :

 

1-  تزويد الطلاب الصم بالثقافة الإسلامية التي تساعدهم على ان يكونوا مواطنين صالحين .

2-   تزويد الطلاب الصم بالمعارف والمعلومات والخبرات والمهارات الأكاديمية.

3-  تزويد الطلاب الصم بثقافة المجتمع من عادات وتقاليد وأعراف  باعتبارها موجهات سلوك .

4-  تنمية قدرات الطلاب الصم في النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية الى أقصى حد ممكن .

5-  تدريب الطلاب الصم على اكتساب مهارات الاتصال والتواصل المناسبة ، والتخاطب والنطق الصحيح ، ومهارات الاستماع مستثمرين في ذلك ما تبقى لديهم من بقايا سمعية .

6-  العمل على علاج الآثار النفسية والاجتماعية التي تتركها الإعاقة على الطلاب الصم ، واشعارهم بالرضا والاستقرار النفسي مما يؤدي الى تقبل إعاقتهم ويحسن من صحتهم النفسية .

7-  إرشاد وتوجيه أسر وأولياء أمور الطلاب الصم الى أنسب طرق المعاملة الوالدية المتزنة وتقبل إعاقتهم وكيفية مواجهة المشكلات وحلها .

 

 

 

 

8-  إعداد الطلاب الصم إعداداً مهنياً صحيحاً يجمع بين الجانب النظري والجانب التطبيقي لممارسة مهنة تناسب قدراتهم وميولهم وتتناسب في نفس الوقت مع حاجة سوق العمل المحلي وتطوراته ، حتى يستطيعون تحقيق الاستقلال الاقتصادي .

9-  توفير مقومات وأشكال التعليم البديلة الممكنة .

10-   تهيئة الطلاب الصم نفسياً واجتماعيا على الانخراط في المجتمع الذي يعيشون فيه وتدريبهم على ذلك بشتى الوسائل .

 

وبإختصار تسعى مدارس الصم الى إعداد وبناء المواطن الصالح المساهم في بناء وخدمة وطنه وأمته ،

والسؤال  هل نستطيع أن نصل الى تحقيق هذه النتيجة ونحن نواجه الكثير من التحديات ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التحديات التي تواجه مدارس الصم


تواجه مدارس الصم مجموعة من التحديات الخطيرة من أهمها ما يأتي :

 

أولا :-البيئة المدرسية :

1-  تقع اغلب مدارس الصم في الوطن العربي في مناطق تتميز بالإزعاج والضوضاء وهذا يتنافى مع طبيعة العمل بهذه المدارس التي تحتاج الى الهدوء والسكون ، لان الضوضاء والملوثات السمعية بشكل عام تؤثر على أداء الأجهزة السمعية الفردية والجماعية .

2-  توجد بعض مدارس الصم على طرق رئيسية أو بالقرب من ورش مهنية وذلك لا يتناسب نهائيا مع طبيعة عمل هذه المدارس المزودة بالأجهزة الحساسة .

3-  لم يراعى في التصميم الهندسي لابنية مدارس الصم المواصفات الخاصة من حيث وجود العوازل في الجدران والأسقف والأبواب والنوافذ واستخدام أجهزة التكييف المركزية للتقليل قدر الإمكان من تأثيرات الضوضاء .

4-  افتقاد أبنية مدارس الصم للجوانب التنظيمية المتعلقة باختيار الألوان المناسبة والمقاعد الدراسية وترتيبها داخل الصف بالشكل الذي يسمح بمشاهدة وجه المعلم بوضوح .

5-  كذلك لا تتوفر فيها الإنارة الكافية وهذا  بطبيعة الحال يؤثر على رؤية الطلاب وقد يسبب لهم مشاكل بصرية مثل الزغللة أو ضعف الإبصار بشكل عام مع العلم بان حاسة الإبصار هي النافذة الرئيسية التي يطل منها الأصم على العالم .

 

 

 

 

6-  عدم توفر الملاعب والقاعات والصالات التي تمارس بها الانشطة المدرسية ، وكذلك غياب المسطحات الخضراء ، وكلنا يعلم مدى أهمية تواجدها نظرا للقدرات والمواهب التي يتمتع بها ذوي الإعاقة السمعية في مجال الانشطة .

7-  لا يحسن توزيع الغرف والقاعات والوحدات حيث أنها تفتقد الى جوانب التنظيم ، فنجد ان افضل الغرف والوحدات تخصص للهيئة الإدارية والتدريسية .

8-  عدم وجود أماكن كافية لتعليق الوسائل داخل الصف بل وتعاني مدارس الصم من نقص كبير في السبورات ولوحات العرض وهذا لا يتناسب مطلقاً مع طبيعة التدريس والعمل التربوي في مجال الصم .

 

ثانياً : التقييم والتشخيص :

1- تحتاج عمليات التشخيص والتقييم التى تجري لذوي الإعاقة السمعية الى   جهود فريق عمل متعدد التخصصات  مثل معلم التربية الخاصة - أخصائي النطق الأخصائي الاجتماعي الاخصائى النفسي أخصائي التشغيل   ، ولاتتوفر بعض أو أغلب هذه التخصصات في مدارس الصم على مستوى الوطن العربى .

2- تواجه القائمين بعمليات التقييم والتشخيص مشكلة مهمة للغاية وهى عدم توفر الاختبارات والمقاييس الموضوعية المقننة على البيئة المحلية ، مما يؤثر ذلك بشده على دقة التقييم والتشخيص ويشكك في قيمة وصحة المعلومات المستخلصة منهما .

3- قلة الكوادر المؤهلة للقيام بعمليات التشخيص والتقييم وقله الخبرات والمهارات اللازم توافرها في القائمين بهذه العمليات .

 

 

 

 

4- يترتب على ذلك غلبة طابع الإجتهاد الشخصي من جانب هؤلاء ،        وهذا في حد ذاته يمثل خطورة بالغة ، فالغرض من التقييم ليس اطلاق مسمى أصم أو تحديد أوجه القصور والضعف لدى الافراد موضع التقييم بقدر مايترتب على ذلك من تحديد لنوع البرامج والخدمات التى يحتاجها هؤلاء .

5- عدم اجادة العاملين بمجال التشخيص والتقييم بمدارس الصم او مراكز التشخيص بطرق التواصل معهم وبالاخص الاشارات مما يشكك في نتائج وصحة التقييم .

 

ثالثاً : الطلاب ومشكلة عدم التصنيف :

1- تعانى أغلب مدارس الصم من مشكلة عدم الأخذ بنظام التصنيف طبقاً لفئات الاعاقة السمعية داخل الصوف الدراسية .

2- فيلاحظ تواجد الطلاب الصم وضعاف السمع معاً فى نفس الصفوف رغم تفارت درجة فقدان السمع بينهم وحاجة كل فئة منهما إلى استراتيجيات تعليمية وبرامج تأهيل تخاطبي مختلفة .

3- التفاوت في الاعمار الزمنية بين طلاب الصف الواحد ، فكثير من الطلاب الصم قد يتقدمون للالتحاق بالمدرسة فى سن متأخر عن المحدد ، وكناحية إنسائية تحرص ادارة المدرسة على استيعابهم بين طلابها .

4- تفاوت المستوى التحصيلي للطلاب وتعدد المستويات والتقييمات داخل الصف الواحد.

 

رابعا ً : برامج التأهيل التخاطبي :

1- ندرة أوغياب معامل النطق والتدريب على الكلام فى اغلب مدارس ومعاهد الصم ويمثل ذلك نقصاً واضحاً في إحدى الخدمات المهمة التى من المفترض ان تقدمها إن لم يكن ذلك يمثل خللاً في البرامج المقدمة .

2- أيضاً قلة برامج النطق بشكل ملفت للنظر ، وإن وجدت مثل هذه البرامج فهي تقدم بصورة مبسطة تفتقد إلى المنهجية وقد يقتصر تقديمها على الصفوف الأولى فقط .

 3- قد يعزو السبب في ندرة معامل النطق الى نقص الامكانات المادية وغياب الكوادر البشرية المؤهلة في هذا المجال .

4- يمثل غياب معامل وبرامج النطق فى مدارس الصم ضعفاً فى جانب التأهيل التخاطبى والذي يمثل التزاماً وتحدياً لهذه المدارس ، فمن الواجب أن تهتم بالعمل على زيادة الثروة اللغوية والقدرات الكلامية والحوار لدى طلابها .

 

خامساً : التأهيل واعادة التأهيل :

تشكل برامج التأهيل المهني ركيزة أساسية من ركائز مدارس ومعاهد الصم ، فهي تساهم فى اعداد الأصم اعداداً مهنياً لما بعد انتهاء فترة التأهيل ، وتتيح امامه آفاق الالتحاق بعمل يحصل منه على دخل يعول به نفسه واسرته ، ويواجه مجال التأهيل التحديات التالية :

 

1- ضعف الجانب التأهيلي المتخصص بسبب ضعف البرامج التأهيلية المقدمة ، فأغلب البرامج المهنية تركز على التدريب وعلى تعلم بعض المهارات المهنية المرتبطة بالمهنة .

2- النقص فى الآلات و الماكينات اللازمة لكل مجال مهنى حيث تمر فترة التأهيل دون أن يتدرب الأصم على مثل هذه الآلات .

3- تقدم برامج التأهيل المهني فى صورة برامج تدريبية بحته دون أن يصاحبها دراسة نظرية .

4- ينتظر الأصم بعد انتهاء فترة التأهيل مدة زمنية طويلة بسبب عدم توفر فرصة العمل المناسبة مما يؤدي إلى نسيان ما تدرب عليه وفقدان كفاءته تتضائل معها فرص القبول بمراكز العمل .

 

 

 

 

5- تتسم برامج التأهيل بعدم التطوير حيث غالباً ما تقدم في شكل ممارسات تقليدية جامدة ، والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كان التأهيل المهني يقدم بهذا الشكل التقليدي فما الحاجة إلى المؤسسات وتوفير المتخصصين والآلات والخامات التى تحتاجها ، وعندئذ نكتفي بإلحاق الأصم فى مهنة لدى أقرب ورشة تقع في محيط المدرسة و ينتهي الأمر عند هذا الحد .

6- عدم ارتباط كثير من مجالات التدريب بإحيتاجات سوق العمل أو البيئة المحلية .

7- غلبة المهن التقليدية على برامج التأهيل المهنى بمدارس الصم مثل الطباعة والنجارة والصباغة …الخ وعدم استحداث برامج اضافية أو بديلة تواكب التطورات فى شتى مجالات الحياة الانساينة خصوصاً وأن الأصم لديه من الامكانات والاستعدادات مايمكنه على اسيتعاب مثل هذه البرامج البديلة إذا ما أعدت إعداداً صحيحاً وقدمت بشكل صحيح أيضاً .

8- يتزايد الأتجاه إلى الإعتماد على القطاع الخاص في اغلب البلدان العربية ، وذلك يحد أكثر فأكثر من فرص العمل المتاحة أما الأصم بسبب ضعف إعداده وتأهيله ، وحاجة القطاع الخاص إلى الأيدي العاملة المؤهلة والماهرة .

 

سادساً :   الأنشطة المدرسية (( الأنشطة الثقافية والاجتماعية ))

تأكد بما لا يدع مجالاً للشك مدى أهمية الأنشطة المدرسية والدور الفعال الذى تؤديه داخل مدارس الصم ، ويلاحظ المتابع لهذه المدارس فى أرجاء الوطن العربى أن الكثير منها يسوده الآتي :  

 

1- انحصار الأنشطة المدرسية في مجالات قليلة ولا تتضمن الأنشطة الثقافية والاجتماعية وأن وجدت فإن ممارساتها تتسم بالسطحية والعشوائية ولا تحقق أي هدف .

2- كما لا تنطلق هذه الأنشطة (( الثقافية والاجتماعية )) من زاوية احتياجات الأصم الاجتماعية ، النفسية والجسمية والتى لابد أن يتاح لها المجال للتنفيس والتعبير عنها وهذا ما تحققه الأنشطة الثقافية والاجتماعية .

3- لا تعمل الأنشطة على ربط الطالب بالمدرسة ولا تعزز انتمائه لها ومن ثم تعزيز الانتماء للمجتمع والوطن ولعل ذلك يعد من أهم أهداف الأنشطة .

4- من المتعارف علية أن المناهج الدراسية لا يمكن أن تشبع أو تغطي كافة الاحيتاجات المؤدية الى تنمية شخصية الأصم ، من هنا تبرز الأنشطة المدرسية كاحدى الوسائل الخصبة لكي تلعب دوراً مكملاً في هذا الجانب إذ تعد في الاساس أنشطة مساندة للبرامج التعليمية .

5- تعد الأنشطة المدرسية ميدان فعال لتطبيق برامج تعديل السلوك وتعلم القيادة وروح التعاون والعمل الجماعي وغير ذلك من الصفات والسمات المرغوبة والمتوقعة من ممارسة هذه الأنشطة .

6- وتزداد فعالية الأنشطة المدرسية اذا تم ربطها بالمنهج وتسعى الى مساندته وتعزيز ادائه عن طريق الزيارات الميدانية الرحلات واستخدام الوسائل الحية المناسبة لموضوعات المنهج .

 

 

سابعاً : المناهج التعليمية :

تواجه المناهج التعليمية الخاصة بالصم الكثير من المشكلات والتحديات الجوهرية نذكر منها :

1-الاعتماد الكلي على الكتاب المدرسى كوسيلة أساسية فريدة للتدريس دون الاعتماد على مصادر أومراجع أخرى يستعان بها عند الحاجة .

2- التحول لتطبيق مناهج التعليم العام تطبيقاً حرفياً ، وقد يمثل ذلك ظلماً واجحافاً بحق الطلاب الصم الذين لا تساعدهم قدراتهم الغوية (( إن وجدت )) على فهم التراكيب والجمل والموضوعات والمفردات وكل ما تتضمنة هذه المناهج .

3- لا يتوفر لمعلمى الصم دليل معلم يشرح كيفية اداء وتدريس كل موضوع مثل مناهج التعليم العام .

4- كثير من الموضوعات التى تتضمنها المناهج لاتتناسب مع خصائص الصم سواء من حيث بناء اللغة او الصوتيات او القدرة الكلامية او القدرة على القراءة والكتابة …الخ .

5-لا توجد تدريبات خاصة بالاعاقة في التقويمات التي تعقب الدروس .

6-عدم مراعاة الفروق الفردية المعروفة عن الصم اثناء عملية التدريس وما تتطلبه من تفريد التعليم ، وقد يعزو السبب في ذلك الى زيادة  كثافة  عدد الطلاب داخل الصف .

7- عزوف كثير من المختصين والمهتمين في الميدان التربوي خاصة في مجال المناهج وطرق التدريس ، والكثير من أساتذة الجامعات عن تقديم اسهاماتهم واثراء مجال الصم بابحاثم وآرائهم التربوية المفيدة ، علماً بان هناك محاولات جادة لكنها قليلة ولا تصل الى العاملين في المجال .

8-عدم توفر عامل المرونة في المناهج بحيث تسمح بالتعديل والتكييف من الموضوعات بما يتناسب وامكانيات الطالب الاصم .

 

ثامناً : العاملون المتخصصون في المجال :

سيتم التركيز على المعلمين بشكل أساسي :

1- لا تزال العديد من مدارس الصم في الوطن العربي تعتمد في تنفيذ برامجها التعليمية على مجموعة كبيرة من المعلمين من حملة المؤهلات المتوسطة ومن اشهرها (( دبلوم المعلمين )) ، ولا يعني ذلك انتقاصا لهؤلاء المعلمين بقدر ما يعني حاجة مدارس الصم الى معلمين معدين إعداداً علمياً كافياً قادرين على العطاء والتجديد .

2- الكثير من العاملين في مدارس الصم خاصة المعلمين لا يجيدون التعامل بلغة الإشارة لعدم تأهيلهم فيها ، ولذلك تختلف المفردات الإشارية من معلم لاخر داخل المدرسة .

3- يواجه المعلمون الكثير من الضغوط نتيجة زيادة نصاب الحصص الأسبوعية وتفاوت المستويات التحصيلية بين الطلاب وقد يحد ذلك من عطائهم ويشكل تحدي كبير بالنسبة إليهم .

4- لا تتوفر للعاملين المتخصصين في مجال الإعاقة السمعية المراجع والدراسات والأبحاث ذات العلاقة والتي تتيح لهم تجديد معلوماتهم وأفكارهم .

5- ضعف برامـج التـدريب أثنــاء الخـدمـة .

6- قلة الكـوادر الوطنية العاملـة في المجـال خاصة في دول الخليج العربي .

 

 تاسعاً : البحوث والمراجع والدراسات ذات العلاقة :

1- على الرغم من ظهور مجموعة من المؤلفات في مجال الإعاقة السمعية إلا انه يبقى بحاجة إلى المزيد من التأليف والترجمة في المجال التربوي على وجه الخصوص ... الخ

2- يغلب على المراجع العربية المتوفرة حالياً طابع التكرار ، فأغلبها يقدم محتوى ومضمون ذو قالب واحد .

3- لا تتوفر لدى اغلب مدارس الصم المراجع الحديثة ، وغالبا ما يسعى العاملين بها إلى توفيرها بجهود ذاتية .

4- الكثير من الدراسات والأبحاث لا زالت تتمحور حول جوانب ثابتة قتلت بحثا ودراسة ، ولا يتم تداولها بين البلدان العربية وبين العاملين في المجال ولذلك تنعدم الاستفادة منها .

5- فقر المكتبة العربية فيما يتعلق بمراع الاعاقة السمعية .

 

 

 

 

 

 

 

 

عاشراً : التقنيات الحديثة :

أشار الباحث في مستهل ورقة العمل إلى أن التقدم التكنولوجي الهائل السائد قد فرض تحديات إضافية على مدارس الصم بما وفره من تقنيات متقدمة في مجال التعليم والتأهيل .

1- من أهم ما تفتقده معظم مدارس الصم الأجهزة السمعية الفردية والجماعية والمعينات السمعية ، ولا يغيب عن بالنا جميعا مدى أهمية تواجد هذه الأجهزة داخل مدارس الصم والتي عن طريقها يتم استثمار البقايا السمعية لدى الصم وتسهيل برامج التأهيل التخاطبي المقدمة ... الخ

 2- عدم توفر أجهزة الحاسب الآلي والتي يعول عليها إلى حد بعيد في تنفيذ الكثير من البرامج المختلفة تعليميا وتدريبا وتقييمياً ....

3-غياب التقنيات الحديثة الخاصة بالوسائل التعليمية مثل أجهزة فوق الرأس وأجهزة عرض الصور المعتمة ، وأجهزة السليدات ... الخ وتعد هذه أجهزة ذات أهمية كبيرة في إيصال المعلومة للطالب الأصم بطريقة سهلة ومختصرة ومسلسلة .

4- افتقار ورش التأهيل المهني إلى الآلات والماكينات الحديثة سهلة الاستخدام ومتعددة المهام ، والتي توفر الوقت والجهد ، وتساعد على اكتساب مهارات المجال المهني وتنفيذ البرامج التدريبية وهكذا .

5- عدم توفر وسائل الأمن والسلامة الحديثة في الورش المهنية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 حادي عشر : علاقة مدارس الصم بمؤسسات المجتمع المحيطة :

لم يعد دور المدرسة خصوصا مدارس الصم قاصرا على  تقديم خدماتها وبرامجها معزولة عن باقي مؤسسات المجتمع ، فعلى سبيل المثال يلاحظ على مدارس الصم في هذا الجانب ما يأتي :

1- عدم وجود علاقة أو تعاون بين أقسام التأهيل والمصانع أو الورش المحلية سواء الحكومية أو الأهلية بحيث يمكن استكمال جزء من البرنامج التدريبي بهذه المصانع أو الورش .

2- ضعف الروابط وعدم وجود قنوات اتصال بين مدارس الصم ومدارس التعليم العام من حيث تبادل الزيارات وتنظيم الأنشطة والمسابقات المشتركة .

3- ضعف المشاركة في المعارض الفنية والاحتفالات العامة التي يمكن استغلالها لابراز امكانات الأصم وتعريف أفراد المجتمع به وبقدراته وبالتالي تغيير اتجاهاتهم السلبية نحوه .

4- ضعف المشاركة في السابقات الرياضة المدرسية التي تقام لمدارس التعليم العام .

5- ضعف المشاركة في المناسبات والاحداث التي يمر بها الوطن والتي يمكن استغلالها لتعزيز انتمائه له .

6- عدم وجود علاقة بين مدارس الصم ومراكز الشباب والاندية المحلية تتيح للطلاب الصم الالتحاق بهذه الاندية أو تجعل المدرسة تستفيد من هذه الاندية والمراكز .

7- عدم وجود قنوات إتصال أو علاقة متبادلة مع المعاهد والجمعيات الأهلية والاستفادة من خدماتها سواء في صورة دعم مادي أو عيني أو في مجال التنسيق والمتابعة والمشاركة في التخطيط للبرامج العامة الخاصة بالصم على مستوى الوطن .

 

 

 

 

ثاني عشر :  التوصيات :

حاول الباحث من خلال ورقة العمل تلك الاجتهاد في استعراض جانبا من التحديات التي تواجه مدارس الصم والتي سوف تزداد صعوبةً إذا لم تؤخذ في الحسبان ويخلص منها بالتوصيات التالية :

 

1- توفير المرونة الكافية أمام معلمي الصم بالتشاور مع الجهات التوجيهية لاختيار الموضوعا الاكثر تناسبا من المنهج المقرر واقتراح تدريس موضوعات إضافية تتفق مع أهداف الصف والمرحلة التعليمية وتخدم باقي جوانب المنهج .

2- توجيه المزيد من العناية للتأهيل المهني وتحويل ممارساته التقليدية إلى ممارسات تقنية مهنية وذلك بتوفير الآلات والماكينات الحديثة التي تخدم المجالات المهنية المختلفة .

3- إدخال الحاسب الآلي ضمن نطاق العمل في مدارس الصم والاستفادة منها سواء من ناحية البرامج التعليمية أو التدريبية أو الأنشطة .

4 تبادل نتائج الدراسات والابحاث ذات العلاقة بمجال الاعاقة بين مختلف الجهات العاملة في مختلف البلدان العربية وتعميها على العاملين بها ، وتوفير المراجع المهمة عن الاعاقة السمعية للعاملين .

5 تويثق الصلة والعلاقة بين مدارس الصم والمؤسسات العاملة في مجال التربية الخاصة وإيجاد قنوات اتصال فعالة ، كذلك تعزيز العلاقة بين مدارس الصم والمؤسسات المحيطة بما يخدم المدرسة ويعزز دورها ويساعد على انجاح برامجها .

6 الحرص على توفير الاجهزة السمعية والنطقية وتوفير العاملين المتخصصين فيها في مدارس الصم نظراً لأهميتها البالغة ، ويمثل ذلك احدى اوجه الاستفادة من التطور التكنولوجي في مجال الاعاقة السمعية .

 

 

 

 

7 زيادة الاهتمام بالأنشطة المدرسية وبخاصة الأنشطة الثقافية والاجتماعية التى تعمل على تقوية صلة الطالب بالمدرسة وتستثمر طاقاته في ممارسات سلوكية مقبوله .

8 الحرص على ادخال برامج التأهيل التخاطبي ضمن البرامج المطبقة بمدارس الصم .

9- مراعاة المواصفات الخاصة بمباني الصم مثل العوازل ونظام التكييف ، وأن تشيد بمناطق بعيدة كل البعد عن الضوضاء والإزعاج .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقياس مقترح لقياس مهارات التواصل

المهارات اللازمة لطرح الأسئلة الصفية

معايير اختيار المحتوى (الخـــــبرات التعليمية) لذوى الإحتياجات الخـــــاصة