مشروع تطوير البرامج التربوية لفئات المعاقين لزيادة جدواها وفاعليتها في الدول الأعضاء



 

مشروع تطوير البرامج التربوية لفئات المعاقين لزيادة جدواها وفاعليتها في الدول الأعضاء

 

ورقة عمل بعنوان

الوقاية من الاضطرابات السلوكية والانفعالية

" نفسياً تربوياً اجتماعياً صحياً "

 

إعداد

أ.نايف بن عابد بن إبراهيم الزارع

محاضر الاضطرابات السلوكية والانفعالية والتوحد

قسم التربية الخاصة

رئيس وحدة العلاقات العامة و الإعلام التربوي

كلية المعلمين بمحافظة جدة

 

مقدم إلى

 

"ندوة تطوير الأداء في مجال الوقاية من الإعاقة"

 

الاثنين-الأربعاء

4-7/1/1426

14-16/2/2005
مقدمة :

لقد بدأ الاهتمام بالمعوقين منذ القدم وقد زاد هذا الاهتمام أيضاً في القرن التاسع عشر في كافة دول العالم ، باعتبارها مشكلة اجتماعية واقتصادية قبل أن تكون مشكلة إنسانية .

ولكبر حجم هذه المشكلة وأبعادها السلبية على الأسرة والمجتمع ؛ تتابعت الدراسات والبحوث حول الطرق الوقائية اللازمة للتقليل من حجمها ، علاوة على الدراسات والبحوث التي أجريت حول مشكلات هذه الفئات .

إن الدول المتحضّرة هذا اليوم آخذة بالاهتمام بوضع الخطط الوقائية اللازمة للتقليل من حجم مشكلة الإعاقة بشكل عام إذ أنها اكتشفت أن أفضل الطرق لمواجهة مشكلة الإعاقة هي " الوقاية من الإعاقة " منع حدوثها من الأساس.

لقد أدرك الإنسان أن المدخل الوقائي أفضل من المدخل العلاجي فمقولة " درهم وقاية خير من قنطار علاج " مقولة قديمة لها أهميتها ومدلولاتها.

يؤمن الجميع بأهمية الوقاية في أي شيء من أي شيء، فالوقاية خير من العلاج. لقد كان العمل على هذه العبارة أو الحكمة ملاذاً بعد الله من الإصابة بأمراض و اضطرابات وإعاقات وأشياء كثير لا يمكن إحصاؤها، لأن القرآن قد أشار إلى ذلك بقول الله تعالى " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "(البقرة201) . ولعل قول الرسول الكريم يؤكد على أهمية مبدأ الوقاية في شتى مجالات الحياة والآخرة فقد قال المصطفى " اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة " وكذلك بين العلم في بحوث كثيرة في مجالات واسعة أهمية الوقاية ودورها في الحياة .

إن الحفاظ على الصحة بشكل عام يجعلنا نفعِّل هذه العبارة وننقلها من كتابات على أوراق إلى إجراءات نطبقها في حياتنا . فيعلم جميع المختصين في مجال التربية الخاصة وعلم النفس أن مبدأ الوقاية يساعد في الحدّ من الإصابات بالاضطرابات والإعاقات والأمراض النفسية وغيرها من مشاكل أخرى . ولكن يبرز دور المختصين هنا بالتعريف بأهمية الوقاية وإيصالها إلى أذهان الأسر بشكل عام .

إن الوقاية مبدأ يضم الكثير من الإجراءات والإرشادات والتوضيحات التي تسهل على العاملين بهذا المبدأ تطبيقه . ولعلنا هنا نتطرق إلى بعض الإجراءات الوقائية التي تعمل على الحد من حدوث اضطرابات سلوكية وانفعالية ولكن لنستطرد سوَّية أسئلةالبحث . (الخطيب والحديدي،1998) (الزارع ،2004) .

 

أسئلة البحث :

(1)   ما هي الوقاية ؟ وما هي مستوياتها ؟

(2)   ما معنى الاضطرابات السلوكية والانفعالية ؟ وما هي مظاهرها ؟

(3)   هل يمكن الوقاية من حدوث الاضطرابات السلوكية والانفعالية ؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب فكيف ؟

للإجابة عن التساؤل الأول:

الوقاية في اللغة مشتقه من الفعل وقى, وقاه الله من كل سوء, ومن السوء وقاية, ووقاه توقيه واتق الله حتى تقاته وتقواه (الزمخشري, 1984)

ويقال وقاه الله زاي وقاه وصانه ووقيت الشيء إذا صنته ووقيته وسترته عن الأذى والوِقاء والوَقاء والوِقاية والوَقاية والوُقاية والواقية هو كل ما وقيت به شيئاً وتوقيت الشيء واتقيته أي حذرته ( ابن منظور, لسان العرب, المجلد 15 ) ويعرفها سويف (1990 ) بأنها أي عمل مخطط تقوم به تحسباً لظهور مشكله معينه أو ظهور مضاعفات لمشكله أو المضاعفات أو كليها

ويعرفها الخطيب والحديدي ( 1998 ) والقريوتي ( 1990 ) أنها تلك الإجراءات والخدمات الوقائية الطبية والاجتماعية والتربوية والنفسية والتأهيلية التي تعمل على الحيلولة دون حدوث اعتلال أو ضعف ا منع تطور وتفاهته الضعف أو الاعتلال إلى عجز أو التغلب على العجوز والحيلولة دون تطوره إلى حالة إعاقة وذلك ضمن ثلاثة مستويات .ومستويات الوقاية هي كالتالي

(1)        المستوى الأول:  (primary prevention )

تهدف الوقاية في هذا المستوى وهو المستوى الأول إلى الحيلولة دون حدوث الاعتلال أو الضعف وذلك يتم من خلال جمله مجموعه من الإجراءات التي تمنع تعرض الفرد لهذا الاعتلال أو الضعف وتهدف أيضاً الوقاية في هذا المستوى إلى خفض نسبة الإصابة في المجتمع أما الوسائل المستخدمة لتحقيق مثل هذا الهدف فهي عديدة.

وتشمل:  إزالة مخاطر البيئة, التطعيم ضد الأمراض, تحسين مستوى رعاية الأمهات والأطفال, إتباع قواعد الأمن والسلامة العامة في الأماكن المختلفة توعية المجتمعات, التخطيط لمرحلة ما قبل الزواج والحمل برامج الإرشاد الجيني, فحص ما قبل الزواج, التربية الوقائية, العناية النفسية والاجتماعية بالطفل, الرعاية الصحية للأم الحامل, العناية بالمواليد, العناية في الأم والمولود في مرحلة الولادة, وغير ذلك.

(2)        المستوى الثاني:  (secondary prevention)

تهدف الوقاية في هذا المستوى ... المستوى الثاني إلى الحد ومنع تطور وتفاقم الاعتلال أو الضعف والى عجز وبالتالي خفض نسبة الأفراد العاجزين في المجتمع وذلك من خلال برامج الكشف المبكر والتدخل المبكر من خلال العلاج الفوري والمناسب لحالات الاعتدال والضعف وتمثل طرق الوقاية الثانوية في التعريف المبكر على الأفراد الذين يعانون من ضعف أو عتلا ل ما ثم يتم تزويدهم بأنواع العلاج المختلفة والمناسبة لحالة الضعف طبية كانت أم تربوية أم نفسية أم اجتماعية أم صحية

(3)        المستوى الثالث: Tertiary prevention) )

تهدف الوقاية في المستوى الثالث إلى التغلب على حالة العجز والحيلولة دون تفاقم هذه الحالة وتطورها إلى الحالة إعاقة وذلك من خلال مساعدة الفرد العاجز على استعادة ما يمكنه استعادته من قدرات جسمية كانت أم عقلية أم تربوية أم نفسية أم اجتماعية, ومنع حدوث مضاعفات أو التخفيف منها على أقل تقدير. أما بالنسبة للوسائل والطرق والإجراءات التي يمكن توظيفها لتحقيق مثل هذا الهدف فهي تتمثل في الخدمات التربوية الخاصة والتأهيلية والخدمات المساندة (علاج طبيعي, وظيفي, نطق ولغة, وغيرة ) والخدمات التربوية والإرشادية وتعديل اتجاهات المجتمع السلبية نحو الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة كما أن توفير فرص الاندماج الاجتماعي تساعد في تحقيق هذا الهدف وغير ذلك من الإجراءات التي يمكن أن تساعد في إزالة الحواجز المادية وغير المادية التي قد تعيق توافق الفرد ذو الاحتياجات الخاصة واستقلاليته أو تحرمه من حقوقه الطبيعية .

أما بالنسبة للتساؤل الثاني:

فتعرف الاضطرابات السلوكية والانفعالية على أن الطفل الذي لديه اضطراب سلوكي أو انفعالي هو ذلك الطفل الذي يظهر مظهراً واحداً أو أكثر بدرجه واضحة لفترة زمنيه طويلة من المظاهر التالية:

1-  عدم قدرة الطفل على التعلم والتي لا تعود لأسباب في القدرات الفعلية أو الحسيه أو العصبية أو الجسمية أو الصحية العامة بشكل واضح.

2-    عدم القدرة على إقامة علاقات شخصية مع الأقران والمعلمين والاحتفاظ بها .

3-    ظهور السلوكيات والمشاعر غير الناضجة وغير الملائمة في ظروف وأحوال ومواقف عادية .

4-    شعور عام وحالة مزاجية تعكس عدم السعادة والاكتئاب .

5-    ظهور أعراض جسمية مصاحبة من قبيل : اضطرابات النطق واللغة ، الآلام ، المخاوف المرضية ، المشكلات الدراسية .

هذا التعريف كما ذكر الشمري ( 1996 ) انه تعريف باور والذي تبناه مجلس الأطفال غير العاديين الأمريكي.

ومن مظاهر الاضطرابات السلوكية والانفعالية أيضاً النشاط الزائد والعدوان والجنوح وإيذاء الذات والسلوك النمطي وتشتت الانتباه والانسحاب وقضم الأظافر وغير ذلك من السلوكيات الغير سوية.


و بالنسبة للتساؤل الثالث:

فيمكن الإجابة عليه ضمن التالي :

الوقاية من الاضطرابات السلوكية

تهدف البرامج الوقائية إلى تفادى مشكلات معينة حتى نتجنب حدوثها . ويعد تفادى مشكلات الاضطرابات السلوكية والانفعالية من الأمور ذات الأهمية الكبيرة والتي تلفت نظر الكثيرين نظرا لأنها تؤثر على العديد من الأفراد مما يؤدي إلى حدوث بعض الصعوبة في علاجها حيث تتضمن بذلك العديد من المشكلات منها ما يتعلق بالطفل نفسه و منها ما يتعلق بالوالدين و منها ما يتعلق بالأسرة  و هو الأمر الذي يكلف المجتمع تكاليف باهظة . ويرى مكورد وتريمبلاى (1992)  McCord   &  Tremblay انه كما يحدث في حالة العلاج يتم تطبيق العديد من أنماط التدخل( البرامج) بغرض الوقاية حتى يمكننا تجنب حدوث الاضطراب السلوكي .

نظرة عامة على البرامج الوقاية

1- الأساس المنطقي

تمثل أوجه القصور التي يمكن أن تظهر في البرامج العلاجية حافزا أساسيا لتطوير البرامج الوقائية . وتعد الأساليب العلاجية  التي يمكن بمقتضاها التصدي  للاضطرابات السلوكية والانفعالية وغيرها من مشكلات الصحة النفسية للأطفال و المراهقين مكلفة وغير كافية . و من الأكثر احتمالاً بالنسبة للعديد من المراهقين المضطرين سلوكيا وانفعالياً أن نستخدم العديد من التدخلات العلاجية .

و يوضح تقرير الكونجرس الأمريكي (1991) U . S congress  أن حوالي ثلثي الأطفال و المراهقين فقط الذين يحتاجون لمثل هذا العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتلقون الخدمات التي يجب أن يتلقونها في الواقع .

ويرى ويسبرج و آخرون (1991)   Weissberg  et .al أن مهمة العلاج لا تعد بالأمر اليسير إذ انه في الوقت الذي تكون فيه مشكلات الصحة النفسية أو الصحة الجسمية كإساءة استخدام العقاقير أو الاضطرابات السلوكية والانفعالية على سبيل المثال حادة بدرجة تعوق العلاج الفعال قد يصبح  من الصعب علاج مثل هذه المشكلات .

 كما أنها قد تؤدي أيضا إلى التأثير سلبا على الأداء الوظيفي للفرد وتجعل بالتالي مهمة التدخل العلاجي أكثر صعوبة .

 ولهذه الأسباب فان التركيز على مسالة العلاج يثير العديد من العقبات التي يمكن التغلب عليها باستخدام البرامج الوقائية ذات الفاعلية .

هذا وتمتد أسس ودعائم الوقاية إلى ابعد من مجرد الاهتمام بتكاليف وحدود العلاج حيث انه إذا كان النموذج العلاجي يركز على المشكلات فان النموذج الوقائي يركز بدرجة كبيرة على الكفاءة أو المقدرة الاجتماعية و على المرونة وسهولة التكيف وذلك كأسلوب لتدعيم الأداء الوظيفي التواؤمي .

فالوقاية توفر فرص عديدة وخاصة لا يوفرها العلاج ويتضمن ذلك إمكانية الوصول بها إلى عدد كبير من الأفراد والتدخل المبكر لخفض أو تقليل عدد الحالات الجديدة التي يمكن أن تضطرب سلوكيا وتدعيم الأداء الوظيفي التواؤمي للإسهام في تجنب حدوث العديد من المشكلات .

2- نطاق البرامج الوقائية

يتسع نطاق البرامج الوقائية التي يتم إعدادها بغرض تحسين الصحة النفسية ومنع حدوث اختلال في الأداء الوظيفي للأطفال والمراهقين وذلك في ضوء السمات أو الملامح الرئيسية المميزة لمثل هذه البرامج و الأهداف التي تسعى أو ترمي إلى تحقيقها والتي يمكن تناولها على النحو التالي :

أولا: يمكن تمييز العديد من الأهداف الخاصة بمثل هذه البرامج الوقائية ومن ثم يختلف نوع الوقاية طبقاً للهدف أو مجموعة الأهداف التي ترمي إلى تحقيقها . وفي هذا الإطار يمكن تقديم ثلاثة أنواع من البرامج الوقائية ما بين الوقاية الأولية والوقاية الثانوية والوقاية الثالثة كما ذكرنا سلفاً .

ثانيا : تختلف تلك البرامج في محور تركيزها أو بؤرة اهتمامها الأساسي ففي حين تهدف بعض البرامج إلى تطوير الكفاءة أو المقدرة الاجتماعية أو الأداء الوظيفي التواؤمي تركز برامج أخرى على تأخير بداية حدوث مشكلة معينة كإساءة استخدام المواد وبوجه عام نلاحظ أن مثل هذه البرامج تميل إلى التركيز على التقليل من اثر العوامل المساعدة على حدوث الاضطراب .

كما تعمل على تطوير عوامل حماية وعوامل تواؤمية إلى جانب تقوية علاقة الطفل بالأسرة والمدرسة . ومن ثم نلاحظ أن بؤر الاهتمام ومحاور التركيز هذه تستند إلى وجهات نظر حول العمليات التي تتوسط اختلال الأداء الوظيفي أو تؤدي إليه .

ثالثا : تختلف تلك البرامج وتتمايز عن بعضها البعض في الكيفية التي يتم تقديمها بها  و الأفراد الذين تقدم لهم .

فما يسمى بالبرامج العامةUniversal Programs  يتم تطبيقها على العدد الكلي للأفراد أو تطبق على عينات غير مختارة من الأطفال والمراهقين بدلاً من تقديمها أو تطبيقها فقط على أولئك الذين يعدون في خطر وبذلك نجد من هذا المنطق أن مثل هذه البرامج الوقائية العامة يتم تقديمها إلى جميع الطلاب المقيدين في مدرسة معينة أو الذين يقطنون حياً سكنيّاً معيناً .

أما البرامج المختارة أو المنتقاة فتتمثل في تلك البرامج التي يتم توجيهها إلى الأفراد الذين يتم تصنيفهم على أنهم في خطر شديد يعرضهم للإصابة باضطراب سلوكي أو انفعالي .

رابعا : تعتمد تلك البرامج على ظروف أوضاع وأماكن مختلفة ومن ثم تعتمد على المصادر والتدخلات التي يتم استغلالها لتحقيق تلك الأهداف.

بعض أنماط البرامج الوقائية الفاعلة

أولا:  البرامج الوالدية والأسرية المبكرة :

يجب أن يبدأ مثل هذا التدخل قبل أن يولد الطفل ويرجع السبب في ذلك إلى أن العوامل المساعدة على حدوث الاضطراب السلوكي أو الانفعالي مثل سمات الوالدين والأسرة كوجود تاريخ اسري للاضطراب السلوكي أو الانفعالي وزيادة حجم الأسرة وانخفاض المستوى الاقتصادي الاجتماعي وزيادة الضغوط و التوترات يمكن تحديدها قبل أن يولد الطفل . وكذلك فهناك عوامل مساعدة أخرى مثل حمل الأم ومشكلات ما قبل الولادة وأثناء الولادة .

وعلى ذلك يرى ميسلز وشونكوف(1990) Meisels  &  Shonkoff 

أن العديد من البرامج الوقائية تبدأ قبل أن يولد الطفل وتستمر خلال السنوات القليلة الأولى من حياته  .

ويرى أولدر (1988) أن برامج الوقاية الأولية الجيدة يجب أن يتم تصميمها بغرض تحسين العادات الصحية في فترة ما قبل الولادة بالنسبة للأمهات ومستوى رعايتهن للأطفال الرضع والمساندة الاجتماعية لهن واستغلال الخدمات التي يقدمها المجتمع ومستوى الأداء في التعليم والمهنة ومن ثم يمكنهن الإقلال من اعتمادهن على الخدمات الاجتماعية المنظمة التي تقدمها الدولة لتحسين أحوالهن الاقتصادية والاجتماعية .

ثانيا : البرامج المدرسية

تركز البرامج المبكرة التي ترتكز على الأسرة والوالدين على رعاية الأم للطفل وعلى نمو الطفل خلال الفترة المبكرة من حياته . وتتضمن تلك البرامج أيضاً الرعاية اليومية للأطفال وخبراتهم المبكرة المرتبطة بالمدرسة . وهناك العديد من البرامج المرتبطة بالاضطرابات السلوكية والتي تركز في الأساس على تلك التدخلات التي تركز على المدرسة وغالبا ما يكمل مثل هذه البرامج اتصالات إضافية بالوالدين . ويرى شوينهارت وويكارت ( 1992، 1988 ،1987) Schweinhart   &  Weikart أن من بين البرامج التي نالت اهتماماً كبيرا في هذا المجال ذلك البرنامج الذي  يتم تصميمه لمساعدة الأطفال الذين يعدون في خطر يعرضهم للفشل المدرسي .

وفي برنامج أخر مشابه ركز هاوكنز Hawkins وزملاؤه (1992،1988 ) بصفة خاصة على كبح أو ضبط الاضطرابات السلوكية والانفعالية . وعلى هذا تم التركيز خلال البرنامج على زيادة الفرص الملائمة لذلك أمام التلاميذ إلى جانب التركيز على المهارات والمكافآت . وذلك في محاولة لتطوير الترابط الاجتماعي لهؤلاء الأطفال بالمؤسسات الاجتماعية التقليدية كالأسرة  والمدرسة وجماعات الرفاق إضافة إلى تنمية القيم لديهم .

ثالثا : البرامج المجتمعية

تعمل البرامج المجتمعية على استغلال الخدمات الموجودة بالفعل في المجتمع مثل المراكز الترفيهية والمنتزهات ويتم تقديم مثل هذه البرامج للأفراد في سياق حياتهم اليومية . كما أنها تتميز باستخدامها لمصادر البيئة التي يمكن من خلالها تدعيم سلوك الأفراد الاجتماعي .

وعلى ذلك فغالباً ما يتم تقديم مثل هذه البرامج  في المراكز الترفيهية المحلية أو في مراكز الشباب حيث يتم تنفيذ برامج الأنشطة بالفعل في هذه المراكز  وتستمر تلك الأنشطة في مجراها الطبيعي ولا تتوقف على أثر استخدام مثل هذه البرامج .

ومن ناحية أخرى يعمل التكامل بين البرامج التي تقدم في المجتمع المحلي على تعزيز وتدعيم نقل السلوك الاجتماعي إلى المواقف اليومية وصبغها به وذلك لان التدخل الإرشادي يتم في هذه المواقف وليس في أماكن خاصة أو أكثر تقييدا كالمستشفيات النفسية أو مؤسسات وإصلاحيات الأحداث على سبيل المثال (1975) واودونيل وآخرين (1979)O, Donnell   et.al   اودونيل (1992)

 تقييم اثر البرامج الوقائية المختلفة :

تدل نتائج الدراسات  ومن أمثلتها :

دراسات مكورد وترمبلاي  (1992 ) & Tremblay   McCordوزيجلر وآخرين (1992 ) Zigler  et.al ويوشيكاوا (1994)  Yoshikawa على أن البرامج التي تمثل تلك التدخلات الوقائية قد أدت إلى التقليل من حدوث الاضطرابات السلوكية . كما تضمنت نتائجها أيضاً حدوث نقص في معدلات العدوان تجاه الوالدين والأخوة والهروب من المدرسة والفصل المؤقت أو النهائي من المدرسة والقسوة وإساءة استخدام المواد والجنوح كما يقاس بمقياس التقرير الذاتي وسجلات الشرطة . كذلك فإن مثل هذه النتائج توضح أن التدخل المبكر يمكن أن يؤدي إلى تقليل اثر العوامل المتعددة التي تؤدي بالأفراد إلى الاضطرابات السلوكية وتساعد على حدوثه .

وتتضمن مثل هذه العوامل  مشكلات الولادة التي قد تتعرض لها الأمهات ، ومعدل المواليد ومن ثم حجم الأسرة ، وأساليب رعاية الطفل  التي تعمل على إساءة استخدامه واعتماد الأسرة على تلك المعونات التي تحصل عليها من الحكومة وانخفاض أو تدني مستوى الأداء الأكاديمي والمستوى التعليمي للأطفال وأمهاتهم .

بعض القضايا الأساسية والعقبات المرتبطة ببرامج الوقاية

إذا علمنا أن برامج الوقاية يمكن أن تؤتي بثمارها المرجوة فلماذا لا نتوسع في مجال البرامج القائمة لتغطي مجتمع بأسرة ؟

وعند الإجابة على هذا السؤال سوف يتبادر إلى الذهن العديد من المعيقات  و في مقدمتها التكلفة التي يتطلبها التطبيق مثل هذه البرامج على نطاق واسع  والصعوبات التي تتعلق بانتهاك الحقوق الفردية استناداً على تلك الكيفية التي يتم بها تنفيذ هذه البرامج وموضوع الاختبارات الفردية المتاحة عند التطبيق و التي تتعلق بالمشاركة في تلك البرامج .

ومع ذلك فقبل أن نتناول تلك الأمور فإننا ننوه إلى أن هناك أمورا جوهرية يجب أن نضعها في اعتبارنا و أن نوليها الاهتمام الذي يناسب معها .

ومن هذه الأمور ما يلي  :

1-         التحديد المبكر للأفراد المعرضين للخطر

من الواضح أن هناك نقطة انطلاق رئيسية وحاسمة بالنسبة للبرامج الوقائية تتمثل في تحديد الأطفال المعرضين للخطر والذين يحتمل بالتالي تعرضهم للاضطرابات السلوكية . ولا يبدو أن مثل هذه المهمة تعد بالصعوبة التي نتصورها وذلك لان البحوث والدراسات التي أجريت حول العوامل المساعدة على حدوث الاضطرابات السلوكية وهي تلك العوامل التي تناولناها سلفاً تكشف عن العوامل المتعلقة بالطفل والوالدين والأسرة وغيرها من العوامل كتلك التي تتعلق بالمدرسة مثلا والتي ترتبط ببداية حدوث الاضطرابات السلوكية والانفعالية .

ومع ذلك فهناك قصور في استخدام مثل هذه المعلومات في تحديد أطفال معينين على سبيل المثال أن الدلائل المبكرة الاضطرابات السلوكية والانفعالية وعدم القابلية للترويض من جانب الطفل تعد هي أحد العوامل التي يمكن من خلالها التنبؤ بحدوث اختلال لاحق في الأداء الوظيفي بين البنين . ومع ذلك فقد أوضحت الدراسات الطولية ودراسات النمو المستعرضة أن تلك السلوكيات التي تسبب الفوضى و السلوكيات المشكلة و السلوكيات المضادة للمجتمع تعد جميعاً ذات معدلات انتشار عالية نسبيا خلال مرحلة الطفولة المبكرة ومن ثم يمكن أن نرى مثل هذه السلوكيات في وقت مبكر من حياة الأطفال المتوافقين الذين لا يحتمل أن يتضمن مضمار نموهم على المدى الطويل أي اضطرابات سلوكية وانفعالية .

كما يسود بين الأطفال العاديين الذين يقل خطر تعرضهم للاضطرابات السلوكية والانفعالية ميل إلى أن تأخذ مثل هذه السلوكيات طريقها إلى الزوال على مدار المضمار نموهم وبالتالي فإن المحاولات والجهود التي تبذل في سبيل اختيار الأطفال المعرضين بدرجة كبيرة لخطر الاضطرابات السلوكية والانفعالية قد يؤدي بشكل غير معتمد إلى اختيار عدد كبير من الحالات التي لا تؤدي مثل هذه السلوكيات بالنسبة لهم إلى اختلال لاحق في أدائهم الوظيفي.

وبنفس الطريقة نجد انه حتى عندما نستخدم العديد من العوامل المساعدة معاً فإنها قد لا تساعدنا في اختيار كل أو حتى معظم الأطفال الذين قد يبدون الاضطرابات السلوكية والانفعالية فيما بعد .

وفي هذا الإطار يرى كل من بويل و اوفورد (1990 ) Boyle & Offord وفارنجتون( 1985) Farrington ولوبر وديشيون (1983 ) Loeber  & Dishion أنه عند هذه النقطة يصبح التنبؤ بمن سوف يبدي من الناحية الإكلينيكية سلوكاً حاداً مضاداً للمجتمع بمثابة عملية غاية في التعقيد . وكذلك فان العوامل المساعدة والتي يمكن أن تعد هي أفضل مجموعة من العوامل التي يمكن من خلالها التنبؤ الاضطرابات السلوكية تختلف كدالة لعدد من المتغيرات كالتالي :

أ‌-                 العمر الزمني الذي يتم فيه تقييم الطفل كان يتم ذلك في الطفولة المبكرة أو المتوسطة على سبيل المثال .

ب‌-           المحكمات التي تستخدم في التنبؤ بذلك كالاتصال المستمر بأسرة الطفل وغير ذلك .

ت‌-     خصائص العينة وسماتها المميزة كمستوى دخل أفراد العينة وهو ما يحدد أي من هذه العوامل تبدو عوامل مساعدة وأيها لا يبدو كذلك .

وفي أفضل الظروف فان تحديد الأطفال الذين يزداد معدل خطر تعرضهم للاضطرابات السلوكية والانفعالية على أساس وجود مجموعات عديدة من المتغيرات التي ترتبط ببداية حدوث اختلال الأداء الوظيفي يحتمل أيضا أن يؤدي إلى اختيار مجموعات من الأفراد لا يتعرضون مطلقا للاضطرابات السلوكية والانفعالية أي الحالات الايجابية غير الحقيقية وان يؤدي إلى عدم اختيار أو تجاهل مجموعات أخرى من الأفراد يتعرضون بالفعل فيما بعد لتلك الاضطرابات أي الحالات السلبية غير الحقيقة  .

ومن المحتمل أن يبدي نسبة كبيرة من الأطفال اللذين يزداد معدل خطر تعرضهم للاضطرابات السلوكية والانفعالية اضطراباً في مرحلتي المراهقة و الرشد . ومع ذلك فلا تزال هناك نسبة منهم لا تبدي مثل هذا الاضطراب .

وعلاوة على ذلك فمن المحتمل كما يرى فينار (1984) أن يبدي العديد من الأطفال الذين لا يعدون في خطر يعرضهم للاضطرابات السلوكية والانفعالية العديد من المشكلات عند بداية تطبيق البرنامج الوقائي فإنهم لا يتلقون ذلك البرنامج . وتؤدي حقيقة نمو الأطفال بمعزل عن تلك المشكلات أو حتى نموهم ومعهم تلك المشكلات إلى الإقلال من فاعلية وكفاءة البرامج الوقائية في التصدي لمشكلة معينة والحد منها أو حتى في القضاء عليها .

وغالبا ما يتضمن نموذج الوقاية تطبيق البرنامج المستخدم على نطاق واسع بدلاً من تطبيقه فقط على أفراد بعينهم يزداد معدل تعرضهم الاضطرابات السلوكية. وبذلك فإنه إذا لم يمكن التنبؤ بالاضطرابات السلوكية والانفعالية بالشكل الذي تريده يصبح من المحتمل استخدام العوامل المساعدة على حدوث الاضطرابات السلوكية والانفعالية حتى يمكننا القيام بذلك من خلالها ولكن بالشكل إلى لا يجعلنا مقيدين في اختيارنا للأطفال و المراهقين الذين نقوم بتطبيق مثل هذه البرامج عليهم .

ومع هذا فان البرامج العامة والتي يتم تطبيقها على نطاق واسع تعد ذات تكلفة مرتفعة ويصعب تطبيقها على نطاق ضيق و التي تتسم بأنها أكثر تركيزاً .

2-         مدى فاعلية البرامج الوقائية

هناك سؤال جوهري في هذا الصدد يعد محكا له أهميته أيضا إذ يمكن في ضوئه أن نحكم على فاعلية البرنامج المستخدم . ويتمثل هذا السؤال في الصياغة التالية ماذا يعني أن نقول أن برنامجا وقائيا معينا قد ثبتت فاعليته ؟

ومن الجدير بالذكر أن البرنامج الفعال هو الذي يؤدي بأولئك الذين يتم تطبيقه عليهم إلى أن تقل لديهم معدلات حدوث الاضطرابات السلوكية والانفعالية بشكل يزيد عن أقرانهم الذين لم يتلقوه . وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون قد تم القضاء على تلك المشكلة أو تجنبها كلية بين أولئك الذين تلقوا ذلك البرنامج .

كذلك فلا يجب بالضرورة لمثل هذه البرامج ذات الفاعلية أن تجنب جميع الأفراد الذين يعدون في خطر يعرضهم للاضطرابات السلوكية والانفعالية تلك المشكلة ولا يجب بالضرورة أن تجنب الغالبية العظمى من هؤلاء الأفراد هذه المشكلة أيضاً . ولا يعد ذلك نقطة ضعف في هذه البرامج إذ أن التأثير في عدد كبير من الأطفال يعد أمراً ضرورياً وغاية في الأهمية . والى جانب ذلك فان التأثير الاجتماعي للبرامج متوسطة الفاعلية يمكن أن يكون كبيرا هو الأخر وذلك بسبب اتساق مجال التأثير بين هؤلاء الأفراد الذين حدث تحسين لهم كما تعكسه سجلات حياتهم والاعتماد على المعونات الاجتماعية والتخرج من المدرسة الثانوية والانتظام في الجامعة على سبيل المثال . هذا ويمكن أن يكون لتلك المقاييس نتائج قد تستمر مدى الحياة وذلك بالنسبة لهؤلاء الأفراد أنفسهم إضافة إلى أبنائهم بعد ذلك .

وهناك نقطة أخيرة تتمثل في أن العديد من الأفراد الذين يعدون في خطر يعرضهم للاضطرابات السلوكية والانفعالية قد لا يبدون أي تحسن عندما يتم تطبيق البرنامج المستخدم عليهم ، وهو ما يعني أن البرنامج الوقائي الفعال لا يجب بالضرورة أن يقضي على المشكلة التي يستهدفها وذلك لدى كل الأفراد الذين يتلقونه.

3-         عدم مساهمة تلك البرامج في حدوث الضرر

هناك أمر أخر يرتبط بالآثار المحتملة للبرامج الوقائية غير تلك الأهداف اللتي يتوقع من أي برنامج أن يحققها إذ أن هناك افتراضاً مؤداه أنه إذا لم يُثبت البرنامج الوقائي المستخدم فعالية في تحقيق ما تم تحديده له من الأهداف فإنه يجب على الأقل إلا يسهم في أحداث أي ضرر حيث أن مثل هذه البرامج قد تؤدي أحيانا إلى أثار خطيرة وضارة . ومن الأمثلة المشهورة في هذا الصدد ذلك البرنامج الذي قدمه باورز وويتمر (1951)Powers  &  witmer

و المعروف باسم كامبردج – سومر فيل Cambridge- Somerville  والذي تم تطبيقه على خمسمائة من البنين في مرحلة المراهقة المبكرة بغرض تجنب تعرضهم للجنوح ووقايتهم من الاضطرابات السلوكية والانفعالية .

وكان من بين أفراد العينة أولئك الذين اعتبروا في خطر يعرضهم للجنوح والاضطرابات السلوكية والانفعالية وتم تقسيمهم إلى مجموعتين أحداهما ضابطة لم تتلق البرنامج المستخدم في حين كانت الأخرى تجريبية تلقت برنامجا إرشاديا يستند على أسس عريضة لم يتم التخطيط لها بعناية .

وقد أظهرت الدراسة التتبعية بعد ثلاثين سنة تقريبا من انتهاء البرنامج (McCord ,1978) أن أفراد المجموعة التجريبية الذين تلقوا البرنامج الإرشادي قد اظهروا معدلات مرتفعة من السلوك الإجرامي وتعاطي الكحولات والمعاناة من الأمراض الخطيرة وأعراض التوتر والعصاب ومعدلات منخفضة من التوظيف والرضا إلى جانب الوفاة في سن مبكرة . وقد لفتت مثل هذه النتائج العكسية والأنظار إلى احتمال أن يساهم التدخل الوقائي في أحداث الضرر للأفراد الذين تلقوا ذلك البرنامج .

يمكن تحقيق الوقاية من حدوث الاضطرابات السلوكية والانفعالية لدى الأفراد العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة وذلك لأن الاضطرابات السلوكية والانفعالية تعتبر مشكلة لها إضرار فعلية وأضرار محتمله تحتاج إلى الجهود الوقائية المخطط لها التي تشارك فيها المختصون من الفروع العلمية المختلفة, وبتحقق وتوفير شروط الوقاية يمكن منع حدوثها أو التقليل من أضرارها. ( هيئة الصحة العالمية, 1985 )

ولتحقيق الوقاية من الاضطرابات السلوكية والانفعالية غالباً ينصح باتخاذ الإجراءات التالية:

أولاً: الإجراءات الصحية:

( أ ) الإجراءات الصحية في مرحلة ما قبل الزواج:

تعد هذه الإجراءات أو بالأحرى هذه المرحلة من الإجراءات الوقائية من أهم الطرق وأكثرها فعالية بعد مساندة الخالق عز وجل لأن الإجراءات في هذه المرحلة تمنع بعد الله حدوث الإصابات والمشاكل الاضطرابات والإعاقات وغيرها . فعلى سبيل المثال لو أخذنا برنامج فحص ما قبل الزواج وهو من البرامج القديمة الوجود الحديثة التفعيل ، فكثير من الدول نادت بهذه البرامج ولكن دون جدوى إلى أن تم إلزام المجتمع بتطبيق هذه البرامج وذلك للفائدة التي تعود منها على المجتمع كافة ( الزارع , 2004 )

تمكن العلماء حديثاً من تحديد الجينات التي قد تسبب الكثير من الاضطرابات وقد أصبح بمقدورهم إجراء الفحوصات الطبية والمخبرية على الأفراد لمعرفة قابلية حدوث بعض الاضطرابات الجينية ومع تسارع تقدم العلم وخصوصاً وعلم الجينات أصبح المزيد من الفحوصات متوفراً الآن . كذلك استطاع العلماء والعلم تحليل الكروموسومات تحت المجهر للتعرف على المشكلات التي قد تؤذي المواليد لاحقاً .

إن الزوجين اللذان يخططان للزواج يستطيعان فحص دمهما لمعرفة ما إذا كانا لينقُلان ( يحملان ) جيناً مضطرباً قد يؤذي المولود في حال الحمل بعد الزواج ومن المعروف أن بعض الفئات من البشر أكثر عرضة من غيرها لبعض الاضطرابات . ( الخطيب، 1998 ) .

إن العوامل الجينية أو الشذوذ الكروموسومي وغير ذلك من العوامل البيولوجية تلعب دوراً كبيراً في احتمالية حدوث مشاكل لاحقة . فالأسر التي لها تاريخ مرضي ( اضطرابات نفسية، عقلية ، سلوكية وغيرها ) يجعلهم مؤهلين أكثر للإصابة بالاضطرابات السلوكية والانفعالية أكثر من غيرهم كما أن الأسر التي تعاني من مشاكل كالفقر والتفكك الأسري وتدني القدرات العقلية والأمراض النفسية والبيئة الاجتماعية غير الصحية وغيرها ، وهي ما يسمى بالجماعات الهشة هم أكثر حاجة لبرامج الوقاية بشكل عام ( حموده، 1991 ) ( عكاشة، 1992 ) ( لجنة المستشارين العلميين، 1992 ) .

( ب ) الإجراءات الصحية في مرحلة ما قبل الحمل:

إن التخطيط لمرحلة ما قبل الحمل ورعاية الأمهات اللواتي يخططن للحمل أو يتوقعن يجب أن يتضمن تعديل الأنماط الحياتية والعادات الصحية في مرحلة ما قبل الحمل وخاصة الأمهات اللواتي عانى أطفالهن في السابق من صعوبات معينة.

ففي هذه الحالة قد يقرر الأطباء إجراء فحوصات طبية للتأكد من عدم إصابة الأم بأمراض مزمنة وخطرة أو إعطاء مطاعيم محددة أو إجراء فحوصات جينية للتأكد من أن الوالدين لا يحملان صفات مرضية خطيرة كفقر الدم المنجلي و التلاسيميا وبالتالي تقديم خدمات الإرشاد الجيني .

( ج ) الإجراءات الصحية في مرحلة الحمل ـ ما قبل الولادة:

1-  الحصول على رعاية طبية مبكرة ودورية أثناء مرحلة الحمل فثمة علاقة ارتباطية موجبة بين عوامل الخطر الأساسية كلها وبين غياب أو عدم كفاية الرعاية أثناء مرحلة الحمل وعدم العمل الشاق والإجهاد والانتباه لوضع الجنين .

2-   الامتناع عن تناول أية عقاقير طبية أثناء مرحلة الحمل وإذا كان لابد من ذلك فلابد من استشارة الطبيب المختص وذو العلاقة .

3-    تجنب التعرض للأشعة السينية وبخاصة في الأسابيع الأولى من الحمل.

4-    تجنب التعرض للمواد الكيماوية السامة .

5-    الامتناع عن تناول أية مطاعيم تشمل فيروسات حية في توقع الحمل .

6-    عدم تناول المشروبات الكحولية وعدم التدخين .

7-    الحرص على تناول الغذاء السليم الصحيح المتكامل .

حيث أن المؤسسة الأمريكية للوقاية من التشوهات الولادية تنصح الأمهات الحوامل بتناول كميات كافية من الكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية وكميات كبيرة من السوائل (6-8 أكواب من الماء والعصير والحليب يومياً ) كذلك بالنسبة للأمهات اللواتي يخططن للحمل أن يتناولن4 , ملغم من حامض الفوليك يومياً وهو أحد أشكال فيتامين "ب" حيث أنه يحمي الجنين من التشوهات الخلقية فهو موجود في الخضروات الخضراء المورقة .

كما أن تنظيم النسل وليس تحديد النسل من الأمور المهمة ومن الإجراءات الوقائية لمنع حدوث مشكلات وإضطرابات سلوكية وانفعالية .

( د ) الإجراءات الصحية في مرحلة الولادة :

إن عسر الولادة ونقص الأكسجين عن دماغ الطفل الوليد والإصابات أثناء مرحلة الولادة كلها تشكل عوامل خطرة تزيد من احتمالية حدوث حالات اضطرابات سلوكية وانفعالية .

إن عملية التوليد الصحيح والتي تتم بالطرق المناسبة الصحية والتي تتم تحت إشراف مختصين مؤهلين للقيام بهذه العملية تقي بإذن الله من حدوث مشكلات لاحقة حيث أن ثمة اجتماع طبي بأن معظم الإصابات الدماغية لدى الأطفال يمكن أن تعزى للمشكلات المصاحبة لمرحلة الولادة .

( هـ ) الإجراءات الصحية في مرحلة ما بعد الولادة:

إن رعاية المواليد أمر ضروري ولا بد منه وذلك لأن المراحل الأولى من عمر الطفل هي مراحل بناء طاقة لجوانب الجسم المختلفة . فنقص اليود يضعف القدرات الجسمية العظميه للأطفال ونقص الحديد إلى فقر الدم وبالتالي ظهور الاضطرابات السلوكية والانفعالية وصعوبات التعلم , كما أن الأطفال الخدّج يحتاجون لرعاية أكثر فانخفاض الوزن عند الولادة يزيد من احتمالية بطء أو تأخر النمو العقلي والجسمي للطفل . كما أن توفير اللقاحات اللازمة للأطفال وإعطائها لهم في المواعيد المحددة يحد من احتمالية ظهور اضطرابات بشكل عام .

إن العلاج المبكر لأمراض الطفولة والتغذيه السليمة الخالية من كل المواد الصناعية والرضاعة الطبيعية والنظافة الشخصية وإتباع قواعد الأمن والسلامة تعمل على الحد من ظهور المشكلات التي قد تترتب على إهمال هذه الإجراءات .

واخيراً... فإن عدم توافق العامل الرايزيسي ( عدم توافق دم الأم الحامل و الجنين ) هو أحد الأسباب الرئيسية لحالات الإعاقة بشكل عام , فالوقاية متطلب لمثل هذا الأمر وذلك بإعطاء الأمهات لقاحاً في الأيام الثلاثة بعد الولادة. ( الخطيب, 1998 )

ثانياً: الإجراءات التربوية والاجتماعية والنفسية:

يفرق المختصون بين أسلوب التربية وأسلوب إعطاء المعلومة, فالأول يقدم المعلومة منسوجة في سياق قيمي معين يتفق مع السياقات الأخرى المعمول بها في مجتمع التنشئة والثاني يقدم المعلومة عن موضوع معين خالصة كأنها في فراغ ( لجنة المستشارين العلميين, 1991 ) ، فهناك طرق متعددة لاستخدام الأساليب التربوية في ميدان الوقاية الأولية من الإصابة باالإضطرابات السلوكية والإنفالية تختلف فيما بينها من حيث نوعية الأشخاص الذين تقدم إليهم واعمارهم والمواقف التي تقدم فيها هذه الأساليب ومن ثم يمكن استخدام هذه الأساليب مع الأطفال في إطار المدارس والمراهقين أيضا في أواخر التعليم الثانوي وأوائل التعليم الجامعي وكذلك للآباء المربين المسؤولين لتوصيلها بدورهم إلى الأبناء والتلاميذ وذلك لتيسير لهم سبل اكتشاف الاضطرابات السلوكية والانفعالية والتعرف على الأشخاص المستهدفين وتزويدهم بالمعلومات الصحية عن الاضطرابات السلوكية والانفعالية ومسبباتها وطرق علاجها وذلك يعني أهمية استغلال وتوظيف التربية والتعليم لممارسة العمل الوقائي من الدرجة الأولى كما أن المناهج والمقررات الدراسية تساعد في تحقيق هذا الهدف وذلك بالتخطيط المسبق سواءا للمناهج التعليمية أو لطريقة إيصال المعلومة .( لجنة المستشارين المعلمين. 1991 ) نستعرض وإياكم في الصفحات التالية الطرق الإجرائية الوقائية من حدوث الاضطرابات السلوكية والانفعالية وذلك باستعراض مجموعة من الاضطرابات السلوكية والانفعالية كل على وحده وكيفية الوقاية فيها:

              ( 1 ) السلوك العدواني  :  Aggression

يعتبر العدوان أحد الخصائص التي يتصف بها كثير من الأطفال المضطربين سلوكياً وانفعالياً فهنالك درجات عديدة وأنواع مختلفة من العدوان , فالسلوك العدواني يعرف بأنه أي سلوك يعبر عنه بأي رد فعل يهدف إلى إيقاع الأذى أو الألم بالذات أو بالآخرين وبالأشياء فهو سلوك وليس انفعال( يحيى, 2003)

الوقاية من حدوث السلوك العدواني لدى الأطفال

( أ ) تجنب الممارسات و الاتجاهات الخاطئة في تنشئة الأطفال :

إن التسيب في النظام الأسري والاتجاهات العدوانية لدى الآباء تجاه الأبناء تعمل على توليد سلوك عدواني لدى الأطفال من نفس البيئة الاجتماعية وبالتالي قد يولد هذا العدوان ضعفاً وخللاً في الإنضباط (becker,1964) . يجمع كل من ( ابو حميدان , 2001) (Fairchild,1977) (lefkowitz,1977)  (sears,1953)  أن الأب المتسيب أو المتسامح أكثر من اللازم هو ذلك الأب الذي يستسلم للطفل ولا يستجيب لمتطلباته و يدلـله ويعطيه قدراً كبيراً من الحرية والأب ذو الاتجاهات العدوانية غالباً لا يتقبل ابنه ولا يستحسنه وبالتالي لا يعطيه العطف ومشاعر الأبوة أو الفهم والتوضيح فهؤلاء الآباء غالباً ما يميلون لاستخدام العقاب البدني الشديد لأنهم تسلطيين وهم بذلك لا يسيئون استخدام السلطة ومع مرور الوقت وهذا المزيج السيئ من السلوكيات الوالدية السلبية يولَد الإحباط والعدوان لدى الأطفال بسبب السخط عند الطفل على أسرته ومجتمعه وبالتالي التعبير عن هذا السخط بهذا السلوك .

وتذكر  كيلي ( 2004 ) أن الآباء لابد أن يكونوا قدوة حسنة للأبناء في تجسيد الوسائل الجيدة لحل المشكلات وإرشاد الأطفال لحل المشكلات بالطريقة الصحيحة . كذلك حاول إظهار السلوك المقبول والجيد لأن الطفل يقلد أبواه ومعلمية فهم نماذج للتعليم .

( ب ) إعمل على الأقلال من التعرض لنماذج العنف المتلفزة :

أظهرت نتائج كثيرة من الدراسات كما ذكر lefkowitz 1977 ) ) أن النماذج العدوانية التي يتعرض لها الأطفال في التلفاز تؤثر بشكل قوي في ظهور السلوك العدواني لدى الأطفال .

وذلك لأن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تلعب دوراً كبيراً في تعلم  النماذج السلوكية الإيجابية والسلبية فعلى ضوء ذلك يجب أن توفر البرامج الفعالة ذات الأهداف الإيجابية للأطفال حتى يتم تعلم نماذج جيده و بناءة في سلوك الأطفال فلو نظرنا إلى واقع الأفلام الكرتونية والقصص وغير ذلك فإننا نلاحظ أنها تعمل على تعليم الأطفال العدوان والأنانية لتحقيق الأهداف وتبعث في نفوس الأطفال الخوف والقلق وغيره من المشكلات التي لا يحبذ الأهل وجودها لدى أطفالهم لما لها من تأثير سلبي لاحقاً على حياة الأطفال . ( الزارع ,2004) ( أبو حميدان , 2001 )

( ج ) اعمل على تنمية الشعور بالسعادة :

إن الأشخاص الذين يعيشون الخبرات العاطفية إيجابية كالسعادة وتوفير دفء وعطف الوالدين وحنانهم عليهم وإشعارهم بحبة ورغبتهم فيه يميلون لأن يكون تعاملهم مع أنفسهم ومع غيرهم بشكل لطيف وخال من أي عدوان أو سلوك سلبي آخر ( داوود وحمدي ,2001)  أما الأشخاص الذين تعرضوا لإساءة المعاملة من قبل الوالدين وإهمال عاطفي واجتماعي فقد يسعون لاستخدام  العدوان بأشكاله المختلفة وذلك من اجل جلب انتباه الأسرة وإشعارها بوجوده وضرورة الاهتمام به ( أبو حميدان ,2001 ) ويعقب الخطيب والحديدي ( 1998 ) أنه من المؤلم حقاً أن يوجه الآباء غضبهم وإحباطاتهم نحو أطفالهم لأنهم الهدف الضعيف الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه ولأنهم يمثلون كبش الفداء الذي يتوفر في متناول اليد أحياناً. إن إساءة المعاملة الجسمية ( جرح الطفل - ضربة - حرقة ) والإهمال الجسمي ( حرمان الطفل من الحصول على الرعاية الصحية والغذائية واللبس والسكن ) والإساءة الجنسية ( النشاطات الجنسية بين الراشدين والصغار ) وإساءة المعاملة النفسية ( الإهمال العاطفي - التعرض للضغوط ) الموجهة نحو الأطفال كلها أشكال واحدة لإساءة معاملة الأطفال تؤدي إلى مشاكل وضعف في الجهاز العصبي المركزي وقد تقود إلى توليد اضطرابات سلوكية وانفعالية أو إعاقات أخرى فعلى ضوء ذلك يجب وقاية جميع الأطفال من إساءة المعاملة لما لها من آثار سلبية متعددة الجوانب تعود على الأبناء الأطفال في مراحل عمرية لاحقة وقد تكون تكون هذه المراحل العمرية اللاحقة قريبة جداً .

( د ) أعمال على خفض مستوى النزعات الأسرية :

لا تخلو الأسر غالباً من وجود نزاعات زوجية بغض النظر عن حدتها وأسبابها وطريقة هذه النزاعات ، ومن المعروف أن الأطفال يتعلمون الكثير من السلوك الاجتماعي من خلال الملاحظة والتقليد وعلى ضوء يتوجب على الوالدين أو الإخوة الكبار أن لا يعرّضوا الأطفال إلى مشاهدة نماذج من النزاعات التي تدور داخل الأسرة وذلك لما له من أثر سلبي على الأبناء يتمثل في تعليم الأطفال طرقاً سلبيةً لحل النزاعات ومنها السلوك العدواني . فالبيئة الأسرية الخالية من النزاعات وذات الطابع الاجتماعي تنمي لدى الطفل الشعور بالأمن وبالتالي استقرار الذات .

( هـ ) وفر أنشطه بدنية ايجابية للأطفال :

يذكر الزارع ( 2005 ) وداود وحمدي ( 2001 ) أنه من المعروف أن الأنشطة البدنية الإيجابية كالرياضة بكافة أشكالها تعمل على استثمار الطاقة الموجودة لدى الأفراد وتنمي كثيرا من الجوانب لدى الأفراد . فتوفر مثل هذه الأنشطة خصوصا لدى الأطفال في المراحل العمرية المبكرة يعمل على تصريف أشكال القلق والتوتر والضغط والطاقة بشكل سليم حتى لا يكون تصريف هذه الأشياء عن طريق العدوان فقد ثبت من خلال العديد من الدراسات مدى أهمية وفاعلية الرياضة في خفض السلوك العدواني لدى الأطفال.

( و ) نظم ورتب بيئة للطفل :

أن إعادة ترتيب البيئة المنزلية والمدرسية للطفل التي تتضمن أماكن واسعة في غرف النوم والمعيشة و أماكن اللعب وغرف الفصول تعمل على التقليل من التوترات والانفعالات وبالتالي تقطع الأمل في حدوث سلوك عدواني ناتج عن الضيق في مساحات اللعب وغيره لان ذلك يعطي فرصاً أكبر للأطفال للعب والحركة كما انه ينصح بوجود أشخاص راشدين كمراقبين لسلوك الأطفال لمنع حدوث المشاجرات بين الأطفال

( ز ) أشرِف على طفلك في النشاطات اليومية :

إن الأطفال الناضجين والأطفال غير الناضجين بحاجة مساحة لوجود من يشاركهم اللعب وبالأحرى من يشرف على لعبهم وهذا الإشراف يبدي للطفل المشارك في النشاط مدى اهتمام الراشد المشارك المراقب له وبالتالي يحد من ظهور مشكلات سلوكية تنبع عن غياب الرقابة (داود وحمدي ،2001)

             (2) نقص الانتباه وفرط الحركة : AD- HD

لقد تعددت تعاريف هذا الاضطراب على مر العقود وبالتالي اختلفت طرق معالجته وذلك بسبب اختلاف الجهات التي انطلقت منها التعاريف ولقد استخدم هذا المصطلح كما يذكر Whalen & Henker (1976 ) للإشارة إلى حالة عامة تتصف بالحركات الجسمية المفرطة يرافقها تهور واندفاع وقابلية للإشارة وعدم المقدرة على الانتباه  وبالتالي الضعف عام في التحصيل الدراسي ومشكلات سلوكية واجتماعية أخرى  مصاحبة . وفي عام 1994، 2000 وبناء على التوصيات اجتماع الرابطة الأمريكية للطب النفسي فقد صنف هذا الاضطراب إلى ثلاثة أنواع :

1- النوع الأول : نقص الانتباه وفرط الحركة المركب ( (Combinedtype

2- النوع الثاني : نقص الانتباه وفرط الحركة الذي يغلب عليه نقص الانتباه .(Inattentivetyepe)

3- النوع الثالث : نقص الانتباه وفرط الحركة والتهور والاندفاعية (Eisenbery  et  al ,  1997)

طرق الوقاية من تشتت (ضعف ) الانتباه والنشاط الزائد :

( أ ) علم الطفل أنشطة هادفة :

يؤكد كل من داود وحمدي ( 2001 ) ويوسف ( 200 ) على أن تعزيز الآباء المستمر بالشكل المناسب لأنشطة الأطفال الهادفة والثناء على أي إنجاز يحققه الطفل خصوصاً في المراحل العمرية المبكرة سوف يعمل على تقوية السلوكيات الفعالة الهادفة وبالتالي تزيد احتمالية حدوث وتكرار هذه السلوكيات الفعالة والهادفة وغيرها من السلوكيات المماثلة . أن التعلم المبكر بالملاحظة يضع الأساس لسلوك التركيز عند الطفل وبالتالي فان مستوى نشاط الأسرة المحيطة بالطفل والمجتمع المحيط بالطفل يمثل نموذجا يحتذي به الطفل النامي ويمكن أن يقلده وبالتالي حاول أن تعلم الطفل الاستراتيجيات الفعالة والصحية لضبط السلوك وبما أن علاقة الأب أو الأم بالطفل ثنائية الاتجاه فانه يستلزم على الأب والأم الحرص على تنشئة الطفل تنشئة  سليمة تخلو من المشاكل و الضغوط النفسية .

( ب ) احرص على تغذية طفلك تغذية سليمة :

أن الإضافات الغذائية كالألوان و المواد الحافظة والنكهات تثير وتؤثر على الجهاز العصبي المركزي كما أن الهواء الملوث والمواد المشعة بالرصاص قد تعمل على إثارة السلوك وبالتالي إصابة الطفل بتشتت في الانتباه ونشاط زائد . لذلك يجب الحرص على أن تكون الأغذية المقدمة للطفل خالية قدر الإمكان من المواد الحافظة والنكهات و الألوان وأن لا تكون الألعاب و الأشياء الخاصة بالطفل مشبعة بمواد كيميائية ضارة بالاستخدام الخاطئ كالرصاص وغيره من مواد سامة(Holmes  , 1994)  ( Davisonfnealr,1994)  .

( ج ) احرص على تنمية كفاءة الطفل واستغلال قدراته :

تجنب قدر الإمكان النقد المستمر للخبرات الفاشلة لدى طفلك لان ذلك يؤدي إلى عدم استمرار طفلك في المهمات التي يبدأ بها وبالتالي عدم محاولة الطفل لإعادة هذه المهام . وبناء على ذلك فإن الطفل عندما يتعرض لخبرات فشل ونقد مستمر فانه سيحاول تجنب القلق الناتج عن النقد والفشل عن طريق التقليل من انتباهه والانتقال باستمرار إلى الوضع التالي للوضع الحالي وقد يكون قطع المهمة .

ولكي تجنب هذا النوع من قلة الانتباه حاول أن تختار للطفل مهمات تتوفر فيها فرص نجاح عالية جدا ثم امتدح إتمامه للعمل فان ذلك يساعد على تنمية الانتباه والانتباه الانتقائي .

وعلى ضوء ذلك وكما ذكرنا سلفا ... حاول أن تجعل السنوات الأولى من عمر الطفل مليئة بفرص النجاح المعدة حسب مستوى قدرة الطفل مع إدراك أن المهمات السهلة جدا والصعبة جدا لا تنمي الشعور بالكفاءة والجدارة بينما يؤدي حل المشكلات التي تكون بدرجة متوسطة من الصعوبة والتحدي إلى شعور بالتمكن ، فالطفل الذي يشعر بأنه قادر على القيام بعمل ما ينتبه ويقاوم التشتت .

( د ) علم الطفل تركيز الانتباه وعزّزه :

أن تركيز الانتباه يمكن أن يعلم ويشجع منذ الطفولة الباكرة ، كما أن انتباه الوالدين وتشجيعهم لقدرة الطفل المتزايدة على تركيز الانتباه هو العنصر الأساسي في الوقاية من تشتت الانتباه .

ويشير داود وحمدي ( 2001 ) إلى أن الكثير من المهارات تعتمد على القدرة على تمييز أوجه الشبه و أوجه الاختلاف بين الأشياء ، وعلى الطفل الانتباه إلى الخصائص البارزة في الأشياء حتى يستطيع تميز أوجه الشبه والاختلاف ، وعلى ذلك حاول تشجيع الطفل على قدرته على ذلك أو وجهه في حال عدم معرفته وشجعه  يمكن للأب أن يكون نموذجا كان يستمر في عمل ما بينما يقوم الطفل بدور الزميل الذي يحاول إعانته ، كما أن الطفل إذا حاول الانتقال من عمل إلى عمل أخر دون اكتمال الأول فانه يجب تجاهله وعدم تشجيعه على مثل هذا السلوك . المهم هو عدم تعزيز التشتت و إذا ما تشتت انتباه الطفل يجب عدم الانتباه له سواء كان هذا الانتباه ايجابيا أم سلبيا .

( هـ ) نظم البيئة :

اجعل من بيئة الطفل التي يعيش فيها أو يدرس فيها بيئة خالية من كثرة المشتتات وبيئة تقل فيها المؤثرات الخارجية لأن ذلك يساعد على تنمية الانتباه والتركيز لدى الطفل .

( و ) درب الطفل على الضبط والتنظيم الذاتي :

توجد فنيات كثيرة تساعد في تعليم الطفل كيفية ضبطه لسلوكه وتنظيمه فقد تستخدم أسلوب التعليمات الذاتية أو التدريب على حل مشكلة ما في موقف ما واستخدام أسلوب لعب الأدوار و النمذجة وتعليم الطفل كيف يرصد سلوكياته ( الحامد ،2002)

(3)- الانسحاب الاجتماعي العزلة الاجتماعية

Social   Withdrawal

تعددت المصطلحات و الأوصاف التي استخدمت في الدراسات النفسية والتربوية لوصف مفهوم الانسحاب الاجتماعي ومن أهمها العزلة الاجتماعية والانطواء على الذات .

يعرف الانسحاب الاجتماعي كما تذكر يحيى (2003) انه الميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي و الإخفاق في المشاركة في المواقف الاجتماعية بشكل مناسب والافتقار إلى أساليب التواصل الاجتماعي ويتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية وبناء صداقة مع الأقران إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة وعدم الاكتراث بما يحدث في البيئة المحيطة وقد يبدأ في سنوات ما قبل المدرسة ويستمر فترات طويلة وربما طوال الحياة .

الوقاية من الانسحاب الاجتماعي – العزلة الاجتماعية :

( أ ) عرض الطفل إلى خبرات تفاعل اجتماعي :

من الضروري توفير خبرات تفاعل اجتماعي ايجابية مع الآخرين للأطفال وخصوصا في المراحل العمرية المبكرة ( داود حمدي،2001) ويذكر Hayden  et  al ((1977 أن طبيعة المهارات الاجتماعية والتدريب عليها غالبا ما تتطلب تدريب الطفل في مواقف اجتماعية حية ، وتبين الدراسات أن بالإمكان زيادة مستويات التفاعل الاجتماعي بين الأطفال الصغار في السن من خلال تنظيم الأبعاد البيئية المختلفة وتجدر الإشارة إلى أهمية مراعاة مدى مناسبة هذه التفاعلات لعمر الطفل النمائي وعلى ضوء ذلك فأنت توفر للطفل خبرات التفاعل الاجتماعي حتى يعرف الطفل كيف يستطيع أن يقيم علاقات مع ايجابية الآخرين ويذكر سليمان (2004) أن الأطفال في هذه المرحلة المبكرة مرحلة الطفولة المبكرة قد لا يكونوا قد تعلموا مهارات التفاعل والتعامل مع الآخرين لذا يجب العمل على توفير اكبر قدر ممكن من التفاعلات الاجتماعية الايجابية .

إنه من الممكن أن تنشأ المشكلات عندما يلعب الأطفال الصغار دون إشراف إذا أن كثيراً من الخبرات السلبية مثل الإغاظة أو التخويف أو الإحراج قد تؤثر على الطفل فتجعله يحاول تجنب الآخرين ( داود حمدي ،2001 ) و يضيف سليمان (2004) أن خوف الطفل من الآخرين قد يسبب العزلة الاجتماعية فالطفل الخائف يرغب في الهروب من مشاعر الخوف و الإحراج عن طريق تجنب الآخرين لأن التفاعل مع الآخرين يكون مساوياً للشعور بالألم . أيضا وجود السلطة الوالدية المتوترة أو الغاضبة غير العطوفة قد تولد رغبة لدى الطفل في الانسحاب . لذا يجب على الأب أن يتواجد ما أمكن في هذه الفرص حتى يشعر الطفل بالأمن أثناء التفاعل الاجتماعي مع الآخرين كما أن هذا الوجود يساعد الأب في تحليل طريق لعب الطفل ويكتشف المشكلات في حال وجودها ويتدخل فورا ، كما أنه يجب أن تبدأ بتوفير مجموعات اللعب في البداية بشكل صغير ثم تبدأ بزيادة عدد أفراد هذه المجمعات بالتدريج .

( ب ) وفر نماذج تفاعل اجتماعي :

غالباً ما يتعلم الأطفال من خلال النمذجة لذا احرص على توفير نماذج تفاعل اجتماعي ايجابية من خلال القصص والتحدث عن خصائص الآخرين الايجابية واحرص على تعليم الأطفال كيف يكونون على وفاق مع الآخرين وكيف يتجنبون الشجار والشكوى المستمرة . ويؤكد داود وحمدي ( 2001 ) على أهمية التوضيح فبإمكانك توضيح النماذج السلبية للأطفال المضطربين كأن تخبر طفلك عن الأطفال الغير محبوبين و ما هي السلوكيات التي يقومون بها كإغاظة الأخرين و إهانتهم وغير ذلك  لابد وان تخبر طفلك عن الأطفال المحبوبين ما هي  خصائصهم لان ذلك ينمي الشعور بالأمن والثقة بالذات وبالتالي يزيد من قدرة الطفل على المشاركة في التفاعلات الاجتماعية .

( ج ) احترام الطفل وتقبله وتقبل أقرانه ذوي السلوك السوي :

عليك أن تقنع الطفل بأنك تهتم به وترغب به ليس فقط من خلال الكلمات الطيبة بل ومن خلال الفعل فالأسرة هي نموذج قوي وواقعي لتقبل الجماعة للفرد . فالأطفال الذين لا يشعرون بالانتماء والتقبل في البيت يجدون صعوبة كبيرة في المشاركة مع جماعة غير مألوفة .

إن العلاقات الأسرية يجب أن يتم تحسينها باطراد في مجالات الدفء العاطفي الأسري والدعم والانفتاح في التعبير عن المشاعر ويجب تشجيع الأطفال الكبار على مناقشة علاقاتهم مع الرفاق وعليك أن تصغي بتعاطف وتقدم اقتراحات ومساعدة وفي الوقت نفسه عليك أن تعبر عن وجهة نظر ايجابية ومتفائلة حول عضوية الطفل في مجموعة الرفاق إذ يمكنك أن تبدي تعاطفا عندما يتحدث طفلك عن مجموعة من الأطفال لا يسمحون لغيرهم بان يشارك باللعب معهم حيث يمكن مناقشة هذا الأمر مع الطفل وتبيان الأسباب المتوقعة له كحب هذه الجماعات للبقاء في مجموعات صغيرة . كما يجب أن تبين للطفل أن هناك تدرجا في التنقل في المراكز في الجماعات يعتمد على معايير عدة كالذكاء والمهارات الرياضية بحيث يمكن أن يفهم الطفل ذلك .وعلى ضوء ذلك يجب أن تنمي في طفلك الثقة بالنفس عن طريق حرية التعبير عن الرأي وغير ذلك ( داود حمدي،2001)

( د ) اعمل على تنمية ثقة الطفل بنفسه وحب المغامرة :

يذكر كلاً من داود وحمدي (2001 ) والزارع ( 2005 ) أهمية تعليم الطفل المهارات الرياضية ودورها في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لذا علم الطفل مهارات قد يعتبرها الآخرون مهمة كالمهارات الرياضية لأنها تعتبر ذات قيمة عالية عند الأطفال الأقران إذ أنه قلما يكون الرياضيون المتميزون معزولون ، كما أنه يجب أن تشجع الأطفال على الاهتمام بهواية أو أكثر بحيث توفر إمكانيات ممارسة هذه الهواية وعززه على ذلك وبالتالي يشعر الأطفال بالثقة بالنفس وحب المغامرة ومن ثم سيصبحون قادرين على تحمل النبذ .

وبالتالي قد يزول أي خجل محتمل أن يكون لديه إذ انه ثبت أن الخجل يحول دون التفكير والحديث والتعبير عن وجهة النظر وبالتالي يؤثر على جوانب النمو الاجتماعي لدى الأطفال (يحيى ،2003) .

تم بحمد الله ،،،


المراجع

المراجع العربية :

*    القرآن الكريم  ، آية رقم ( 201 )

*    السنة النبوية .

*    ابن منظور  ، أبي الفصل جمال الدين ، (----) لسان العرب ، دار صادر ، المجلد الخامس عشر ، بيروت ، لبنان .

*  سويف ، مصطفى (1990) الطريق الآخر لمواجهة مشكلة المخدرات ، خفض الطلب ، منشورات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية القاهرة ، مصر .

*  الخطيب ، جمال و الحديدي ، منى  (1998) التدخل المبكر – مقدمة في التربية الخاصة في الطفولة المبكرة ، ط1، دار الفكر ، عمان ، الأردن .

*  القربوتي ، يوسف و السرطاوي ، عبدالعزيز و الصمادي ، جميل (1995) المدخل إلى التربية الخاصة ، دار القلم ، دبي ، الإمارات .

*  الشمري ، طارش (1996) الاضطرابات السلوكية والانفعالية ، المكتبة المركزية الناطقة ، المحاضرة (19) ، الرياض ، المملكة العربية السعودية

*  هيئة الصحة العالمية (1985) دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي في مؤسسات الصحة النفسية ، ترجمة : زين العابدين درويش في : مصطفى سويف وآخرون،مرجع في علم النفس الإكلينيكي ، دار المعارف ، القاهرة ، مصر .

*    حموده ، محمود عبدالرحمن (1991) الطفولة والمراهقة – المشكلات النفسية والعلاج ، القاهرة ، مصر .

*    عكاشة ، احمد (1992) الطب النفسي المعاصر ، الإنجلو المصرية ، القاهرة ، مصر .

*  لجنة المستشارين العلميين (1991) التقرير التمهيدي باقتراح إستراتيجية قومية متكاملة لمكافحة المخدرات ومعالجة مشكلات التعاطي والإدمان ، منشورات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان ، القاهرة ، مصر .

*    يحيى ، خولة (2003) الاضطرابات السلوكية والانفعالية ، ط2 ، دار الفكر ، عمان ، الأردن .

*    أبو حميدان ، يوسف (2001) العلاج السلوكي لمشاكل الأسرة والمجتمع ، ط1، دار الكتاب الجامعي ، العين ، الإمارات .

*  كيلي ، كاث (2004) دليل الآباء الحائرين لإيقاف سلوكيات الطفل السيئة ، ط1، مترجم ، مكتبة جرير ، الرياض ، المملكة العربية السعودية .

*  داود ، نسيمة و حمدي ، نزيه (2001) مشكلات الأطفال والمراهقين وأساليب المساعدة  فيها ، مترجم " شارلزشيفر و هوارد ميلمان " ، ط2 ، الجامعة الأردنية ، عمان ، الأردن .

*    يوسف ، جمعة (2000) الاضطرابات السلوكية و علاجها ، ط1 دار غريب ، القاهرة ، مصر .

*  الحامد ، جمال (2002) اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال – أسبابه وعلاجه ، ط1، أكاديمية التربية الخاصة ، الرياض ، المملكة  العربية السعودية .

*    سليمان ، عبدالرحمن (2004) المضطربون سلوكياً ، ط1 ، مكتبة الرشد ، الرياض ، المملكة العربية السعودية

*    الزارع ، نايف و فواز ، عمر ( 2004 ) تعديل السلوك وتطبيقاته العملية ، ( قيد النشر ) ، عمان ، الأردن .

*  الزارع ، نايف ( 2005 ) التربية الرياضية للأفراد التوحديين ، ورقة عمل ، ندوة التربية الرياضية الخاصة ، جدة ، المملكة العربية السعودية .

*    الزمخشري ، جارالله أبي القاسم ( 1984 ) أساس البلاغة ، دار بيروت ، بيروت ، لبنان .

*  الأصفهاني ، أبي القاسم ( 1961 ) المفردات في غريب القرآن ، تحقيق وضبط محمد سيد كيلاني ، البابي الحلبي وأولاده ، القاهرة ، مصر .


المراجع الأجنبية :

*  Holmes,D.S.(1994) "Abnormal Psychology ",New    York  .Harper   Collins  Collage Publishers  2 Nd  (Ed) .

*  Power ,E , Witmer , H (1951)."An Experiment In The Prevention Of Delinquency" : The Cambridge – Summerville Youth Study .New York ;Columbia University Press.

*  Sears, R . R .  Et Al (1953) : " Some Childrearing Antecedents Of Aggression And Dependency In Young Children":Genetic Psychology Monograph 47 :,Pp. 135-234.

*  Becke,W.C(1964):"Consequences Of Different Kinds Of Parental Discipline"In Review Of Child Development Research.Vol.1Hoffman ,M.C,Hoffman.L.W.,Eds Russel Sage Foundation ,New Yourk, Pp , 169- 208.

*  FO, W.S.O., Odonnell C.R.(1975). "The Buddy System: Effect Of Community Intervention On Delinquent Offenses". Behavior Therapy, 6,522-524.

*  Whalen,C, Henker , B( 1976) " Psycho Stimulants And Children" : A 1113- 1130. Psychological Bullehen, 83 ,Review And Analysis.

*  Hayden, A,Karnes ,M. , &WOOD ,M. ,(1977), " Early Childhood Education For Exceptional Children ",Reston ,Virginia The  Council Exceptional   Children

*  Fairchild , L . And Erwin , W.M. (1977)" Pphysical Ppunishment By Parent Figures As A Model Of Aaggressive Behavior In Children." Journal Of Genetic Psychology 136: Pp 279- 289.

*  Lefkowitz, M.M. Et Al (1977): "Growing Up To Be Violetit" : A Longitudinal Study Of The Development Of Aggressive . Pregnant .New Yourk

*  O, Donnell, C,R., Lygate, T., Fo,W.S.O.(1979). "The Bbuddy System": Review And Follow-Up. Child Behavior Therapy.1,161-169.

*  Loeber,R., Dishiont.J.(1983)."Early Predictors Of Male Delinquency" : A Review .Psychological Bulletin, 94,68-99.

*  Wenar, C. (1984)."Commentary : Progress And Problems In The Cognitive Approach To Clinical Child Psychology". Journal Of Consulting And Clinic Psychology ,52,57-62.

*  Farrington,D.P.(1985). "Predicting Self-Reported And Official Delinquency". In D.P. Farrington R. Tarling (Eds), Prediction In Criminology (Pp.150-173) .Albany .Ny :Suny .

*  Schweinhart,L. J.,Weilart, D.P.(1988). "The High /Scop Perry Preschool Program" .In R.H. Price, E.L.Cowen, R.P.Lorion,J.Ramos-Mckay(Eds.), 14 Ounce Of Prevention : A Casebook For Practitioner (Pp.53-66).Washington ,Dc: American Psychological Association

*  Old,D.L.(1988). "The Prenatal Early Infancy Project ".In R. H. Price, E. L.Cowen,R.P.Lorion, J.Ramos-Mckay(Eds.),14 Ounces Of Prevention: A Casebook For Practitioners (Pp.9-23). Washington , Dc: American Psychological Association.

*  Hawkins, J.D., Doueck, H.J., Lishner,D.M.(1988)."Changing Teaching Practices In Mainstream Classrooms To Improve Bonding And Behavior Of Low Achievers".American Educational Research Journal , 25,31-50.

*  Boyle,M.H.,Offord ,D.R.(1990)."Primary Prevention Of Conduct Disorder" : Issues And Prospects. Journal Of The American Academy Of Child And Adolescent Psychiatry ,29,227-233.

*  Weissberg,R.P,Caplan,M&Harwood,R.L.(1991)."Promoting Competent Young People In Competence – Enhancing Environmentt": A System-Based Perspective On Primary Prevention. Journal Of Consulting And Clinical Psychology. 59,830-541.

*  United States Congress, Office Of Technology Assessment.(1991)."Adolescent Health"(Ota- H-468).Washington,Dc: Government Printing Office

*  Ziegler, E., Tausig , C Black, K (1992). "Early Childhood Intervention": A Promising Preventative For Juvenile Delinquency. American Psychologist, 47,997-1006.

*  O, Donnell, C,R.,.(1992). "The Interplay Of Theory And Practice In Delinquency Prevention" : From Behavior Modification To Activity Settings. In J. Mccord R.E. Tremblay (Eds.), Preventing Antisocial Behavior (Pp.209-232).New York :Guilford .

*  Mccord, J.,& Tremblay ,R.E.(Eds.). (1992). "Preventing Antisocial Behavior" .New York: Guilford.

*  Meisels,S.J,. Shonkoff, J.P.(Eds.). (1992)."Handbook Of Early Childhood Intervention". Cambridge : Cambridge University Press .

*   Davison,G.C.&Neale.J.M(1994)."Abnormal Psychology" . New Yourk : John Wiley Sons , Inc.,  6th (Ed) .

*  Yashikawa,H. (1994)."Prevention As Cumulative Protection":Effects Of Early Family Support And Education On Chronic Delinquency And Its Risks . Psychological Bulletin ,115,28-54.

*  Eisenberg N.L, Esser P.H(1997)" Teach Reach Students With Attention Deficit Disorder", Housten , Texas, Usa : Multi  Growth Researches . 42-55.

*  Hawkins,J.,D Catalano, R.F., Morrison,D.M,. Odonnell,J.O., Abbott,R.D., Day,L.E (1992)."The Seattle Social Development Project" : Effects Of The First Four Years On Protective Factors And Problem Behaviors In .J Mc Cord R.E. Tremblay (Eds)., Preventing Antisocial Behavior (Pp.139-161).New York :Guilford

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المهارات اللازمة لطرح الأسئلة الصفية

مقياس مقترح لقياس مهارات التواصل

المفهوم الحديث للمنهج