العادات العشر للشخصية الناجحة




العادات العشر للشخصية الناجحة
فكر بايجابية ..نصف الكأس مليئ
د. إبراهيم القعيد 


التفكير الإيجابي «العادة التاسعة»: هو حالة مزاجية تنقلها عن نفسك للآخرين، تعكس الطريقة التي تنظر فيها إلى العالم من حولك، وهو الطريقة التي تفكر فيها وتنعكس إيجابياً على تصرفاتك تجاه الأشخاص والأحداث، وهو النظرة الحسنة إلى الأمور والأشخاص والأحداث، وهو التفكير بطريقة تغلب عليها الناحية الإيجابية. هو تفسير الأحداث والأشياء بطريقة يغلَّب فيها الجانب الجيد لها ويغفل الجانب السيء.

ففي حياتنا اليومية نتعرض لكثير من المثيرات والأحداث ونتعامل مع العديد من الأشخاص، والتفكير الإيجابي هو البحث عن الأمور الإيجابية والطيبة في هذه الأشياء وإغفال أو التغافل عن الأشياء السيئة. إذا تحدث معك شخص فانظر إلى الجانب الإيجابي في حديثه. إذا تعرضت لمشكلة فانظر في الجانب الإيجابي لهذه المشكلة، مع عدم إغفال ماتتعرض له من جهد لحل هذه المشكلة. هذا لا يعني بالطبع أن الأمور دائماً إيجابية، نحن نعرف أن هناك الكثير من المشكلات والسلبيات والمنغصات والأحداث المؤلمة في الحياة من حولنا، ولكن التفكير الإيجابي يجعلنا أقدر على مواجهة هذه الأحداث واستغلال أفضل مافيها لإثراء حياتنا أو التغلب عليها أو التكيف معها.
والتفكير الإيجابي على درجة كبيرة من الأهمية في حياة الإنسان، حيث يجعل حياته بناءة ومثمرة تلفها السعادة والنجاح، فعن طريق التفكير الإيجابي يمكن تحقيق أضعاف النتائج التي يمكن أن تحققها أي طريقة أخرى. وعلى العكس من ذلك فإن التفكير السلبي يجعلك تنظر إلى الأمور غير الجيدة. 
هل سمعت عن فكرة الكأس الذي نصفه مليء ونصفه فارغ. إذا سئل الإنسان الإيجابي عن الكأس قال: نصفه مليء، وإذا سئل الإنسان السلبي، قال: نصفه فارغ. هذا مفهوم رمزي للطريقة التي ينظر فيها الناس إلى الشيء الواحد.تستطيع بالتفكير الإيجابي أن تحول الأحداث الصعبة إلى أحداث يتم استثمارها والاستفادة منها وتسخيرها لتحقيق أهدافك في الحياة. أما التفكير السلبي فهو يقود إلى الهم والحزن والارتباك وربما الفشل في تحقيق ماتصبو إليه.

مظاهر التفكير الإيجابي
1-
الاستعانة بالله سبحانه وتعالى ودعائه بحصول التوفيق والسداد، والتوكل الكامل عليه والإيمان الصادق بأن كل مايحصل لك إنما هو بتقديره ومشيئته سبحانه وتعالى، وأن المستقبل مهما يكن فهو بتفاصيله الدقيقة من أقدار الله التي كتبت في اللوح المحفوظ منذ بداية الخليقة.
2-
التفاؤل بالخير والبعد عن التشاؤم والطيرة. وقد امتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفائلين فقال «اللهم لا طير إلا طيرك، ولاخير إلا خيرك، ولا إله غيرك» (رواه أحمد).وكان الرسول ص يحب الفأل. ولهذا سمع من رجل كلمة طيبة فأعجبته فقال: «أخذنا فألك من فيك» (رواه أبو داوود وأحمد) وصححه الألباني.
3-
أخذ الحياة بهدوء وبساطة بعد أن تكون قد أعددت الخطط وأخذت الطرق الملائمة واستنفذت كامل الجهود، وأخذت جانب الحيطة. فبعد أن تبذل الجهد وتعمل المطلوب، لابد أن تسلم مع ذلك كله بأن النتائج بيد الله سبحانه وتعالى. ولابد أن تتحمل كامل النتائج المترتبة بصدر رحب وأمل كبير. ولعل هناك حكمة له في بعض الابتلاءات والأحداث المؤلمة والمشكلات التي تواجهها، فربما كانت هذه الأحداث والمشكلات هي البذرة التي ينبت منها صلاحك وخيرك، وهي من الممحصات وأنواع الامتحانات التي عن طريقها يؤخذ بيدك إلى التفوق والنجاح.وهكذا قد يكون الفشل الذي يواجهه الإنسان في حياته يوماً من الأيام حافزاً ودرساً لتحقيق النتائج الباهرة، ولذلك يقول بعض الحكماء، «إذا أردت أن تنجح فضاعف عدد مرات الفشل» أي أن الفشل المتكرر هو دليل على المحاولة الدائمة التي يكون لها نتائج طيبة في نهاية المطاف، بينما الذي لايحاول لايفشل ويبقى على وضعه لا يتحرك إلى الأعلى، كما أنه لا يتحرك إلى اليمين أو اليسار.
4-
إذا واجهتك مشكلة أو حدث مؤلم أو أي نوع من الابتلاء فتذكر النعيم الذي ترفل فيه. فهذه النعم الكثيرة الظاهرة والباطنة في صحتك وفي معيشتك وفي عملك وفي رزقك وحياتك كلها لا يمكن أن تقدر بثمن. وما أصابك قد يكون شيئاً عابراً أو مسألة بسيطة أو ابتلاءً مؤقتاً، أو اختباراً لوقت قصير. فالله سبحانه وتعالى له حكمة بالغة وعليك التسليم بالقدر ثم الاستعانة به، والعمل الدؤوب لمواجهة المشكلة أو التعامل مع الابتلاء أو التكيف معه. قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة، قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».وقال الرسول صلى الله عليه وسلم«عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له».ماذا يفيد التذمر والتبرم والأسى والشكوى والتشاؤم والحزن والهم والتحسر، وكلها مظاهر من مظاهر التفكير السلبي، لا تغير شيئاً على الإطلاق، بل جميعها أمور مذمومة تجلب سخط الرب، يقول عنها الرسول صلى الله عليه وسلم «من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط».
5-
حاول الطرق على الجانب الجيد في الإنسان. عند التعامل مع الناس ومحاولة التأثير عليهم اطرق على الجانب الجيد في شخصياتهم، وحاول الابتعاد عن الجانب السلبي. ففي التركيز على الجانب الإيجابي يمكنك التأثير على الآخرين وتشجيعهم واستغلال أفضل ما فيهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، بينما التركيز على الجانب السلبي يجعل الآخرين يردون بقوة وذلك محاولة منهم للدفاع عن أنفسهم، أو ينسحبون ويعلقون، أو يقطعون وسيلة الاتصال بينك وبينهم.
6-
استعمل الكلمات الجيدة والعبارات اللطيفة والأساليب الملائمة، بحيث يمكنك التأثير الإيجابي على الآخرين. وقد طلب منا سبحانه وتعالى ذلك عند الحديث مع الكفار والمشركين، فقال سبحانه وتعالى:{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}. هذا في حق الكفار والمشركين، فما بالك بالمسلمين. قال سبحانه وتعالى: {ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. هذه الآية الكريمة دعوة للإيجابية، فالله سبحانه وتعالى يقول لك كن إيجابياً في الطريقة التي تتصرف بها وتتعامل فيها مع الآخرين. كن إيجابياً في مشاعرك تجاه الآخرين، وفي الحديث معهم وفي مواقفك تجاههم، إيجابياً لدرجة أن الذي بينك وبينه عداوة ليس فقط مثل الصديق بل مثل الصديق الحميم جداً، والقريب من النفس. لكن من يمكنه الوصول إلى هذه الدرجة العالية والمستوى الرفيع من التعامل والأخلاق؟ إنه الذي يصبر ويحتسب ويفتح عقله وقلبه للآخرين. ومثل هذا الإنسان رزقه الله سبحانه وتعالى حظاً عظيماً على أخلاقه العالية وصبره واحتسابه. 
ويقدم لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوة رائعة في التفكير الإيجابي والنظرة الإيجابية إلى الأمور. فقد حفظت لنا السنة العديد من مواقفه العظيمة ومنها على سبيل المثال:
ـ تعامله مع جاره اليهودي. فقد كان هذا الجار يؤذي الرسول ص فلما فقد الرسول الأذى سأل عن جاره فوجده مريضاً فزاره ودعا له ثم عرض عليه الإسلام فأسلم.
ـ تعامله مع أعدائه بعد مجيئه من الطائف. فعرض عليه أن يدعو عليهم ولكنه ابتهل إلى الله، وشكا حاله إليه سبحانه وتعالى ثم دعا لأعدائه.
ـ قصته مع ثمامة بن أثال. وهو الرجل الذي قتل مجموعة من الصحابة ثم ألقي القبض عليه وربط في سارية المسجد ثم عرض عليه الرسول ص الإسلام ثلاثة أيام فأبى ثم أطلقه.
7-
استعمل طلاقة الوجه والبشاشة والابتسامة، فإنها مظهر من مظاهر الإيجابية. وقد ركز ديننا العظيم على هذا الجانب وأكد على أهميته وأنه جزء من العبادة. قال صلى الله عليه وسلم «وتبسمك في وجه أخيك صدقة»، وقال عليه الصلاة والسلام «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخيك بوجه طليق».
8-
عليك بحسن الخلق، فهو مظهر آخر من مظاهر الإيجابية في حياة الإنسان. وقد جاءت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة لتوضيح هذا الجانب والتركيز عليه وتوضيح أهميته في حياتنا.

مميزات الفكر الإيجابي
1-
يثير الحماس في النفس.
2-
يحفز على الإبداع.
3-
يعزز التفاؤل، والتفاؤل يؤدي إلى الخير.

كيف تزيد من قوة التفكير الإيجابي في حياتك
1-
استخدم الفكاهة والدعابة عند مواجهة المشكلات وفي المواقف الصعبة.
2-
ركز على العناصر الإيجابية في حياتك.
3-
اجعل حياتك بسيطة خالية من التعقيدات.
4-
لا تجعل المشاكل تسيطر على حياتك.
5-
شارك الآخرين في مواقفهم الإيجابية.
6-
مارس التمارين الرياضية.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المهارات اللازمة لطرح الأسئلة الصفية

مقياس مقترح لقياس مهارات التواصل

المفهوم الحديث للمنهج